منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة استفحلت بالمنتديات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-10-08, 23:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
hamid-17
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية hamid-17
 

 

 
إحصائية العضو










M001 الاختلاف ضوابطه وآدابه

اه نسيت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة

هل يجوز الاختلاف أم لا ؟ أم فيه تفصيل ؟
و نناقش هذه المسائل بالتي أحسن إن شاء الله تعالى .

و السلام عليكم ..
ما يجوز الاختلاف فيه وما لا يجوز .

إن معرفة ما يجوز الاختلاف فيه مما لا يجوز من أهم المهمات ، ذلك أن الناس قد انقسموا في هذه القضية إلى طرفين ووسط ، أما الطرف الأول فيرى أن كل اختلاف - في أي مسألة - هو اختلاف سائغ ، بل هو اختلاف محمود غير مذموم ، وأما الطرف الآخر فيرى أنه لا يسوغ الاختلاف في أي مسألة ، وأن من خالف في مسألة يسيرة كمن خالف في مسألة عظيمة جليلة .
وقد ورث كلا الفريقين سموما وجراثيم أضحت الأمة بسببها تعاني سكرات الموت إلا من رحم الله ، فالفريق الذي يتساهل في كل الاختلافات ، ويرى أن الصدر رحب لكل اختلاف عقديا كان أو فقهيا قد خلف لنا حثالة من الناس تدعو إلى وحدة الأديان ، والتقارب بين الأفكار الإسلامية والأفكار الهدامة الأخرى ، ليخرجوا لنا جيلا ليس له قيم إلا ما يفكر فيه من شهوات وملذات ، " وإن الدعوة إلى نظرية الخلط والتقارب بين الأديان هي أكبر مكيدة عرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين ، اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع علتهم المشتركة ( بغض الإسلام والمسلمين ) ، وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة ، وهي كاذبة خادعة ، ذات مصير مروع مخوف ، فهي في حكم الإسلام دعوة بدعية ، ضالة كفرية ، خطة مأثم للمسلمين ، ودعوة لهم إلى ردة شاملة عن الإسلام ، لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد ، وتنتهك حرمة الرسل والرسالات ، وتبطل صدق القرآن ، ونسخه لجميع ما قبله من الكتب ، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع ، فهي نظرية مرفوضة شرعا ، محرمة قطعا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من كتاب وسنة وإجماع ، وما ينطوي تحت ذلك من دليل وبرهان " . ( 165 )
أما الفريق الذي يرى أنه لا يقبل أي اختلاف ، وأن الاختلاف في الأمور اليسيرة كالاختلاف في الأمور العظيمة الجسمية ، فقد خلف لنا طائفة تنادي بتكفير كل مذنب وعاصي ، وتنتهك حرمة كل مؤمن ومسلم ، ولا شك أن تلك الأفكار تصادم أسس الدين ، وتعارض الفطرة المستقيمة السوية .
والعدل والإنصاف أن نعلم أن مسائل العلم والدين متنوعة ، فمنها ما لا يجوز الاختلاف فيها ، ومنها ما يجوز ، لكن ترك الاختلاف أولى ، ومنها ما يجوز الاختلاف فيها لتكافؤ الأدلة ، وإن عد المسائل التي يجوز الاختلاف فيها ، أو التي لا يجوز أمر غير ممكن ، بل إن " مجالات الاختلاف أكثر من أن تحصى أفرادها ، ولكن يمكن إجمالها في ثلاثة جوانب :
أولا : الاختلاف في الأديان ، ومنه الاختلاف بين الإسلام وغيره من الأديان كاليهودية والنصرانية والإباحية وغيرها .
ثانيا : الاختلاف في أمور العقائد ، ومنه اختلاف فرق الضلالة مع أهل السنة والجماعة ، أو اختلاف أهل السنة والجماعة أنفسهم في مسائل فرعية في العقيدة ، ولكل حكمه .
ثالثا : الاختلاف في الفروع الفقهية ، ومنه اختلاف المذاهب الفقهية الأربعة . ( 166 )

وينبغي أن نعلم أن " المسائل الشرعية تنقسم إلى قسمين ( 167 )
الأول : مسائل إجماع ، وهذه لا يجوز الخلاف فيها ، لأن الإجماع حجة قاطعة ، ولهذا قال أبو هريرة - رضي الله عنه - :" خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نتنازع في القدر ، فغضب حتى احمر وجهه ، حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان ، فقال ) أبهذا أمرتم ؟!! أم بهذا أرسلت إليكم ؟!! إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر ، عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه ) "( 168 )
الثاني : مسائل خلاف ، وهذه بدورها تنقسم إلى قسمين :
أولا : قسم الخلاف فيه سائغ ، وله أسبابه الشرعية ، وإذا روعيت آداب ذلك الخلاف وضوابطه الشرعية لم يترتب عليه محذور ، وعلى هذا فيجوز " أن يختلف عالمان في فعل حصل من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يشهده إلا عدد قليل ، أو قول صدر منه - صلى الله عليه وسلم - مرة واحدة ، وحضره عدد كثير ، منهم من هو قوي السمع والحفظ ، ومنهم ضعيفهما ، أو ضعيف أحدهما ، أو في عمل فعله - صلى الله عليه وسلم - في الليل والناس نيام ، لم ينتبه له إلا القليل ، أو في عمل من خواصه - صلى الله عليه وسلم - شأنه أن لا يطلع عليه كثير كقيام الليل الذي كان فرضا عليه - صلى الله عليه وسلم - دون أمته ، إلى أمثال ذلك وهو كثير " ( 169 )
ثانيا : قسم الخلاف فيه غير سائغ ، وذلك لقيامه على أسباب غير مشروعة ، أو لأن الخلاف يعتبر شذوذا .

ومما سبق يتبين أن " أصول الدين وأركانه وأسسه مسائل متفق عليها بين جميع الأمة في الجملة ، لا اختلاف بين علمائها في ذلك ، وقد جاء بها الإسلام بنصوص قطعية واضحة لا مجال للخلاف فيها ، فأركان الإيمان وأركان الإسلام ، وأمهات الفضائل ، كل هذه أمور لم يختلف فيها ، وكذلك أمهات الرذائل المقبوحة ، فلم يخالف مسلم في أن الله خالق الخلق ، وأنه أرسل رسله للناس ، وأنه أوجب على الناس اتباعهم ، والسير على هديهم " ( 170 )
=======
الحواشي
=======
- -165 الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ( ص 35 ، 36 ) ، بتصرف يسير ، د. بكر بن عبد الله أبو زيد ، دار العاصمة ، الرياض ، الطبعة الأولى 1417 هـ .
- -166 أدب الاختلاف في العلم والدين ( ص 14 ) بتصرف
- -167 أدب الخلاف للقرني ( ص 9 - 13 ) باختصار ، عوض بن محمد القرني ، دار الأندلس الخضراء ، جدة ، الطبعة الأولى ، 1415 هـ ، وانظر مجلة الحكمة ( ص 95 ) العدد الأول
- -168 سنن ابن ماجة ( المقدمة - باب في القدر - 1 / 33 برقم 85 ) ، سنن الترمذي ( كتاب القدر - باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر - 4 / 443 برقم 2133 ) ، محمد بن عيسى الترمذي ، دار إحياء التراث العربي ، مراجعة : أحمد محمد شاكر وآخرون ، بيروت .
- -169 ما لا يجوز فيه الخلاف بين المسلمين ( ص 14 ) ، عبد الجليل عيسى ، دار البيان ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 1389 هـ ، 1969 م .
- -170 أسباب اختلاف الفقهاء ( ص 26 )
----------------------------------------------------

المصدر : موقع الساحة العربية / الاختلاف ضوابطه وآدابه الكاتب: عبد الرحمن آل أبو موسى


جزاك الله خيرا على اثراء الموضوع