ربي يسترنا!
كيف رأيت فيها هذا الفعل المحرم المنهي عنه وهو من كبائر الذنوب ثم تبقين ساكتة وتجاملينها وتريدين الهرب منها وأنت لم تقدمي أي شيء لها؟
والله عيب عليك أختي
لو كنت أنت هل ترضين لنفسك هذا ..فرضا لو كانت بنتك تعاني من هذا الأمر هل كنت ستتخلين عنها
أين الأخوة ؟ وأين الرحمة والشفقة ؟
قال أحد الحكماء :
لا يكذب المرء إلا من مهانته أو من عادة السوء أو من قلة الأدب
وهو حكيم فعلا جمع أسباب كذب الإنسان في ثلاثة أمور:
مهانة الشخص ولا شك أن عدم الخوف من الله وخشيته وضعف الإيمان تجر الإنسان إلى هذا الفعل المشين إضافة إلى حب الظهور وتصدر المجالس ولفت الانتباه وطلب العزة نتيجة نقص كبير في النفس وما إلى ذلك...للأسف كل هذا من المهانة
أو من عادة يتعودها الإنسان وهو صحيح ومشاهد إن تعود الإنسان على صفة ما أصبح يزاولها بسهولة
أو من قلة الأدب والتربية وأنت تقولين أنها في الطفولة لم تكن كذلك
والله المستعان ...
أنا قرأت كثيرا عن هذه الحالة لكن الصحيح هو تعود الإنسان عليها مع ضعف القوة والعزيمة يجعلانها صفة ملازمة له
عليك بتحمل المسؤولية اتجاهها ، علميها حكم الكذب في الإسلام وأن عليها المجاهدة من أجل أن تتخلى عن هذه الصفة
هم يقولون أنهم يقومون بهذا دون شعور
والحقيقة أن التعود على الشيء هو الذي يجعلنا نفعله كعادة آلية فلا نشعر بها فالقضية كما يقال : في الصيف ضيعت اللبن
إذًا فالحل الذي يخصك هو واضح أن تقفي إلى جانبها وأن تساعديها كوني طيبة معها حين تبدأ في الخيالات التي تحكيها أوقفيها برفق وقولي لها هل هذا صحيح شيء غريب ...ليس أمام الناس حتى لا تجرئيهم عليها وإنما حين تكونان لوحدكما
هي مبدئيا تحتاج تنمية الشعور في داخلها بأن ما تفعله ليس بلائق وغير مرضيّ ولا محبوب.. وهو ما يذكر في الحديث ( والإثم ما حاك في صدرك ) حاولي معها بترفق إلى أن تصل هي بنفسها يحوك في صدرها فعلها
فيكون الحافز منها أكثر للتغير لكن بشرط أن تكوني رفيقة وصابرة معها
والمحبة الحقيقية أن نساعد الناس لا أن نجاملبهم وندافع عن عيوبهم التي يمكنهم أن يشفوا منها
هذا يعتمد كثيرا على إرادتك وقوة صبرك معها ..هذه الحالة صعبة جدا في البداية لكنها سهلة في النهاية
حثيها على أن تجعل حياتها حياة إيمانية من حيث الصلاة والنوافل وقراءة القرآن والدعاء ..
حتى تتغلب على الشيطان وعلى نفسها
ثم عليها أن تتتبع الصفات السيئة الأخرى التي ينتج عنها هذا الكذب في المجالس مثلا إن كانت ممن يشعرون أنهم لا قيمة لهم وأنه لا بد من لفت انتباه الناس إليهم وما إلى ذلك
فهذا الجانب لا بد أن يعزز فيها بمعرفتها أن مهانة الإنسان وعزته فيما يرضي الله وليس فيما يسخطه
هي لا شك تعودت هذا الأمر ومن العادة صار بهذا الشكل
حفزيها أختي على عدم إهدار خيالاتها في الكذب وفي الحكاية وإنما في الكتابة قولي لها تستثمر الخيال في الكتابة وهاهي المنتديات مفتوحة لبث هذه الطاقة كقصص لا غير وليس أن تدعي فيها شيئا ليس فيها! وأيضا عليها ممارسة أعمال أخرى تنمي في نفسها استقلاليتها ولعلها تعالني من أزمة الذات وهي مشكلة جدا مع أنها مرتبطة بالإيمان
صدقيني أختي نصيحتك لها ستنمي عندها أكثر من شعور منها شعور بالحاجة للتغير وشعور بالحياء والخجل من حالتها
إن وصلت إلى هذه الدرجة فاستمري معها وأكدي لها بأنك ستساعدينها.. وأنا متأكدة أنها ستتخلص منها بالعزيمة والصدق مع الله وقد قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
وهذا وعد ربي لا بد وأنه متحقق في كل جهاد ومن أنواع الجهاد جهاد النفس وحملها على طاعة الله
ربي يصلح الأحوال ..
أسأل الله لك التوفيق وأسأل الله أن يوفقها للتوبة عاجلا غير آجل