منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - انقلبت الموازين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-11, 17:54   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اللهم يسّر وأعن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفتتح مشاركتي بمقولة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لم يترك لنا قول الحق أخا ولا صاحبا )

تخيلي أختي من هذا ؟ إنه عمر رضي الله عنه يقول هذا الكلام

ولا شك أن قول الحق و وتطبيق الحق صعب جدا في زمننا لذلك قال الإمام ابن باز رحمه الله : (الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله)
ومن هذا أقول لك يا أختي عاملي أهلك بالشرع ترتاحي

لكن الخطأ أختي أننا نضجر بسرعة ونتعب بسرعة .. فمن المواقف المشهورة التي نتعرض لها الغيبة والنميمة والقذف والتدخل فيما لا يعني والحسد .
فلانة اشترت فلانة فعلت فلانة زادت ... وإن قلت لهم هذا ما ينبغي

ابتليتِ بواحدة منهن تتبعك وتقف على كل كلمة منك حتى توقعك أو حاربتك بما لم ترضي به من قبل وأن تتهمك بما ليس فيك


هذه مجالس عامة ومواقف أصبحت معروفة جدا

لكن ليس الهدف اكتساب احترام الناس .. بل الواجب احترام النفس و تعظيم شعائرالله سبحانه

ثم إن تحقق هذا حدث احترام الناس لزوما وهو من القبول في الأرض الذي وعد الله به .. .



لذلك أكرر لك ما قلت سابقا : عاملي الناس بالشرع .. في المجالس التي يُعصى الله فيها إن استطعت البقاء فيها مع تغيير المنكر بالتحكم في المواضيع المفتوحة فافعلي ...إن لم تستطيعي فأوصلي النصيحة بكل طريقة جميلة ومحببة للنفوس ...

إن لم يتقبلوا منك ولم يرحبوا بك فقولي أنت في نفسك : لا مرحبا بنفسي معكم!

وهذا طبعا ليس تكبرا عليهم ولكن إن رأيت نفسك ضعيفة عن منعهم وضعيفة عن منع نفسك من الخوض معهم

وكما يقال آخر العلاج الكي ..
أما في سائر الأحوال فأنت مطالبة بالأشياء الأخرى كالسؤال عنهم وتفقد أحوالهم المشي في حاجتهم ، الإهداء لهم ،مشاركتهم فرحهم وأحزانهم وهكذا ...


وشيئا فشيئا يصبح الأمر عاديا بالنسبة لهم ولعلهم فيما بعد يحترمونك ويقدرونك في المجلس بل ويبحثون عنك

لكن لا تجعلي هذا غاية وهدفا بحيث تقولي أفعل هذا لكي يحبوني ويحترموني ! لا هذا يقدح في الإخلاص لله وإنما الغاية هي أن تتقي الله فحسب والله لا يضيع أجر المتقين


أحسني ما استطعت أختي يقال في البيت الشعري المشهور: :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الإنسان إحسان


لا نريد أن نصل إلى درجة استعباد لكن تذكري أيضا:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا


والذي يتمرد من اللئام منهم الله حسيبه وأنت عامليه بما يجب وبما يأمر الله .. يعني سوء معاملته لا يسمح لك بأن تحرميه حقه من الصلة ومن حقوق المسلم والقريب عامة !هذا هو الحل لكننا ننأى عنه وننشغل بحظوظ أنفسنا
وأنت لست بحاجة على ما يبدو للتذكير بالفرق بين المداهنة والمداراة فاحذري أختي الخلط بينهما :
فالمداراة: كما عرّفها العلماء بذل الدنيا لصلاح الدنيا والدين مثال تأتيك قريبة لك سيئة الخلق سليطة اللسان فأنت أكرميها وقومي لها بواجب الضيافة المأمور بها شرعا... الدنيا أمامك فقدميها لهم
وأنا أعرف الكثيرين يحترمون من يعطيهم الدنيا ويحترمون صاحب الدنيا!
المداهنة : هي ترك الدين من أجل المصلحة بحيث أنها حين تغتاب أو تقذف تسكتي وتبتسمي لها هذا لا ينبغي لك فعله وإنما إما أن تصححي لها وإما أن تقومي من مجلسها مادامت هي المسيطرة عليه وتبقى باقي الحقوق عليك تأديتها لها
كالسلام والسؤال عنها وما شابه ذلك

في الأخير : أذكّرك شيئا مهما وهو كثيرا ما يتوقف احترام الأقارب لك على قوتك وعزيمتك فإن كنت من النوع الذي يغضب بسرعة ويُستفز بسرعة فأنت معرّضة لا شك لإهاناتهم واستهزاءاتهم
وإنما كوني دائما وقورة متماسكة الأعصاب لا تذلي نفسك لهم...
-والمواقف تختلف ثمّة مواقف تتطلب منا الشدة ومواقف تتطلب منا اللين ومواقف تتطلب منا الرقة ومواقف تتطلب منا الحزم وهكذا..
وأيضا ثمة مواقف نكون فيها مخيّرين بين الأهم والمهم بمعنى يكون في المجلس معاصي كثيرة وأخطاء كثيرة أنت لا تهجمي على جميع الأخطاء وتصححيها كلها دفعة واحدة
هذا ما ينبغي! وإنما قدّمي الأعظم والأكبر والأشنع حكما وأعطيه أولوية من غيره
إن كان الخطأ جماعيا ومعلنا فصححيه علنا ، إن كان الخطأ من واحدة وليس من الجميع اصبري حتى تنصحيها على انفراد ولا تحرجيها أمام الجماعة

وهذه تأتي معك بالتمرن والتدرب والتعلم عليك بالسيرة النبوية وتاريخ الصحابة
فيها عبرومواقف وتعليم وتذكير وموعظة وتسلية على المصاب.. فيها الخير كله

وأنا متأكدة أن ثمة مواقف صعبة جدا تجدين نفسك بين المطرقة والسندان كما يقال لا تستطعين أن تقولي شيئا ولا يحترمونك ولا يقدرونك وأنت وكأنك جالسة على الجمر فهنا أقول لك : لا بأس هذه ضريبة لا بد أن ندفعها وهي أولا وآخرا تعود علينا بالخير إن صبرنا ولم نتخل عن مبادئنا وأخلاقنا

ولا يوجد مثل الثبات على الحق يفرض على الناس احترامك ، صدقيني قد تجدين بعضهم عربيدا لا يهتم بالدين ولا بالأخلاق ولا بالقيم لكنه يكره الشخص الذي يتقلب مرة يقول حرام وفي الغد يفعله ويحترم من يثبت في قوله وفعله

فالثبات الثبات أختي والموعد الجنة بإذن الله
ولا تنسي دعاء الله سبحانه بأن يرقق قلوبهم ويلينهم لقبول الحق منهم وأن يبصرك ويهديك لأحسن الطرق للتعامل معهم وإرشادهم
وطبعا ادعيلي معك لو سمحت
أعانك الله ووفّقك لما يحبّ ويرضى
أتمنّى لك التوفيق










آخر تعديل بنت الرّحّل 2012-11-11 في 18:20.