منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حياتي
الموضوع: حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-10, 20:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعرفين أختي مشكلتك كم أكتب فيها لو تتبعت كل كلمة كتبتها سأكتب مليون صفحة
يا ويحي ستهربين منها إن فعلتها

على رسلك لقد وضعت قاموس المعاناة كله في بضعة أسطر
لكني ألخص لك مشكلتك في شيء واحد وما أقساه يا أختي وما أصعبه وما أشد وطأته على الأنثى الرقيقة والعاطفية إنها (الوَحدة)
نعم لا شك أنها هي
لأنك ذكرت أن بعض العراقيل بدأت تظهر في مرحلة معينة ووجود الضغط جعلك تفكرين بهذه الطريقة

اسمعي يا غالية أنا سأختار بعض الأمور فقط مما ذكرته مما يبدو لي مهما وسأترك الباقي

لقد ذكرت صفة الخجل أولا وأرجعت السبب إلى تربية عائلتك ..
سامحيني لكنك اعترفت بنفسك أنك اجتزت المراحل السابقة وكنت لا بأس بك فلماذا تتهمين نفسك وأسرتك الآن بهذا الأمر .
أنا لا أنفي أن بعض الطرق في التربية تؤثر سلبا على شخصية الإنسان لكن هذا لا يعني أننا بعد أن نعقل نستجيب لها ونعيش تحت رحمتها
وصدقيني أختي هناك الكثير تلقى تربية قاسية جدا جدا من تعنيف وقسوة وإلغاء شخصيته تماما ومع ذلك قاوم وقاوم حتى بنى نفسه بنفسه فهنيئا له

أول شيء أختي أريده منك هو التحرر من قيد الماضي والعيش فيه تحرري يا غالية من كون أسرتك كانت سببا في هذا الأمر مع أني أستغرب كيف استطعت تجاوز كل المراحل وأنت تقولين أنها صفة متأصلة فيك
إذًا لا علاقة لها بما تمرين به !
ثانيا :
فقدانك لشعورك بالتميز فجأة مع ما ذكرته من متاعب ( لا أجد من يحفزني ، لا أجد من يفهمني ) مرتبط بالوحدة أكاد أجزم بذلك وهو الذي جعلك تتيهين فلا تعرفين سبب ضعفك في هذه المرحلة بالضبط

والوحدة مشكلة كبيرة وتؤدي للانهيار أحيانا وتفقد الإنسان طعم الحياة ناهيك أن الخجل يشعرك كأنه حاجز بينك وبين الغير فتظنين أنه سبب وحدتك

أنا أعرفها جيدا! هذه أعرفها كما أعرف نفسي لو تهت أنا في جمع من الناس أتراني لا أعرف نفسي أكيد أعرفها وهكذا هي أعرفها وأعرف ماذا تفعل في مرحلة من المراحل
صدقني أختي أشعر بك جيدا
وإليك أفعالا فعلتها وخرجت منها بنتيجة جميلة جدا ... بدل أن أفكر في أن لا أحد يفهمني ولا أحد يشعر بي ... أفكر أنا في أشخاص لا أحد يفهمهم ولا أحد يشعر بهم

تعرفين حين مررت بهذه المرحلة كنت طالبة في الجامعة و انضممت إلى مدرسة الصم والبكم كانت أياما رائعة تعلمت منهم الكثير وأشبعت الكثير من عواطفي وأحاسيسي معهم لا أدري إن كانوا يذكرونني أم لا ...
ولم أترك مركزا من المراكز والجمعيات إلا انضممت إليه ( كنت نحلة والآن صرت نملة ) لا بأس عليك أردت إضحاكك فقط

أختي نحن نملك عواطفنا وأفكارنا وأنفسنا فنحن الذين يجب أن نتحكم فيها لا هي ونحن الذين يجب أن نقودها لا أن تقودنا

وتأكدي أن مبالغتك في الحزن والكآبة أدت بك إلى ذلك الشعور الخطير جدا والمؤلم وهو عدم شعورك بالارتياح في دعاء رب العالمين!
تدرين يا غالية أن حتى الكافر يدعو الله حين يكون مضطرا ويشعر بالراحة حين يدعوه
فكيف وأنت المسلمة المؤمنة ؟؟؟
ألا ترين أن الشيطان ما زال بك يحزنك ويؤسيك حتى ألَمّ بقلبك وأصبحت تظنين ظن السوء بالله وهو الذي قال : (أنا عند حسن ظن عبدي )

أنت لست على وشك الانهيار بل أنت لا تحتاجين سوى تغيير لنمط التفكير ونمط التعامل مع مصاعب الحياة والعواطف التي تشعرين بها

لا تيأسي أختي ولا تحزني حين لا تجدين أحدا بجانبك ولا أحد يفهمك ..
الحمد الله أنا لا أجد أحدا يفهمني لكني أفهم جميع الناس
لاأحد يشعر بي لكني أشعر بمعاناة الناس
لا أحد بجانبي لكني أقف بجانب ا لناس

هذا هو التميز الحقيقي أختي ليس التميز أن تشعري بذاتك عن طريق الآخرينو بالطريقة التي يعيشها الآخرين ويفهمها الآخرين
التميز ليس أن أكون أفضل الناس في المنصب أو الدراسة أو أن يحبني الآخرين ويهتموا بي ويعطوني قيمة ..
لالالالا هذا ليس تميزا أبدا ... هذا شبيه به لا غير !

وحينما نكون وحيدين ونشعر بالوحدة ننسى أن الله ((مع الذين اتقو والذين هم محسنون )) يكلنا الله لأنفسنا وللشيطان فيلقي هذا الرجيم في روعنا الوساوس والخيالات ويتركنا معها نسترسل ونسترسل حتى يصل بنا إلى ما يريد
وها قد وصلت إلى بعض ما يريد ...
استعيذي بالله من الشيطان وكلما حدتثك نفسك بأن الله لا يستجيب لك عليك بالنفث والاستعاذة ومواصلة الدعاء لا تستسلمي لهذه الفكرة الخبيثة

ثم اعملي الأعمال الصالحة التي تقربك من الله ولقد قال جل شأنه : ((وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه))

وكيف أنت تعيشين بلا هدف ؟ الهدف موجود وهو عبادة الله ،فأنت نائمة تعبدين !وأنت شاربة تعبدين! وأنت تفكرين تعبدين!
وحتى حينما تحزنين لا بد أن تعبدي الله

لقد اخترت أهم شيء في مشكلتك أختي ليس بينك وبين الخروج من هذه الأزمة سوى خطوة أو خطوتين لتصبح بعد ذلك ذكرى

لا تنتظري أحدا يخرج طاقتك وعواطفك لأنه قد يأتي ولكن مع شعورك هذا لن تنعمي به أبدا ..فأخرجي أنت طاقتك بنفسك بالعبادة والأعمال الصالحة والهوايات المفيدة ..

ودائما وأبدا كلمة لا أملّ منها وهي القاعدة العامية الشهيرة ( شتت الهمّ) لا تعيشي ضمن همّ في حياتك وإنما تحرري منه ..

أنت إن شاء الله قادرة على تخطي هذه المرحلة بسهولة
أرجو أني أفدتك
أسأل الله لك التوفيق والسداد أختي