كلام الشيخ محمد جميل زينو ـ المُدرس في دار الحديث الخيري بمكة المكرمة ـ :
قال تحت عنوان ( وحدة الوجود في الظلال ) ما نصه : ”
1- كنت مولعاً بظلال القرآن لمؤلفه سيد قطب ، ولما قرأته وجدت وحدة الوجود في تفسير أول سورة الحديد وسورة الإخلاص ، وغيرها من الأخطاء التي تتنافى مع عقيدة الإسلام كقوله عن تفسير الاستواء الوارد في عدة آيات : كناية عن السيطرة والهيمنة ؛ وهذا مخالف للتفسير الوارد في ” البخاري “
عن مجاهد وأبي العالية : في قوله تعالى : { ثُمَّ استوى إِلَى السماء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سموات وَهُوَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ } [ البقرة : 29 ] ، قال مجاهد وأبو العالية : علا وارتفع . (انظر كتاب التوحيد ج 8 ) .
2- ذكرتُ ذلك لأخيه محمد قطب وقلتُ له : عَلِّق على كلام أخيك في الظلال ، فقال لي : أخي يتحمّل مسؤولية كلامه . وبعد سنين طلبت مني ( إحدى دور النشر ) نَشْرَ كتابي الجديد : ( شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .
فذكرتُ فيه من نواقض الشهادتين : وحدة الوجود عند الصوفية ، وقرأت في كتاب ( لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة ) لمؤلفه محمد قطب ، ذَكَرَ فيه نواقض لا إله إلا الله ، ولم يذكر وحدة الوجود ، فاتّصلتُ به هاتفيا : قلتُ له : أنت مشرف على طبعة الشروق ( في ظلال القرآن ) أنا أُطالبك بالتعليق في الحاشية امتثالاً لأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل : ( مَن رأى منكم منكراً فليُغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ، وأنت تستطيع أن تُغيّره بلسانك وقلمك ، فقال لي : شَكَرَ الله سعيك ، فشكرته على ذلك ، وطلبتُ منه نسخة فيها تعليقه على وحدة الوجود فسكت ، وأسأل الله أن يوفقه لذلك …ثم قال : وليت الشيخ محمد قطب أخذ بهذه الأخطاء وعلّق عليها في ” طبعة الشروق ” لأنه مشرف عليها ، فهو مسؤول أمام الله عنها ، وأسأل الله أن يوفقه لذلك ”
( انظر : مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع ج 3 / 46-47 ) .
قلت :ولكلٍ من المشايخ : عبد المحسن العباد ، و صالح اللحيدان ، و حماد بن محمد الأنصاري ، و عبد الله بن محمد الدويش ، و أحمد بن يحيي النجمي ، ومُقبل الوادعي ، و غيرهم – رحم الله الأموات وحفظ الأحياء – ردود و تعقيبات على ما كتب سيد قطب .
و قد أحسن الشيخ عصام بن عبد الله السِّنَاني ـ حفظه الله ـ بأن جمع هذه الفتاوى في كتابه” براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدع و المذمة ” و الذي قرأه و أثنى عليه فضيلة العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ و راجعة فضيلة الشيخ الفوزان ـ حفظه الله ـ .
و معلوم ما كان بين الشيخ الأستاذ ” محمود محمد شاكر ” و بين الأستاذ “سيد قطب ” ـ في حياته ـ من ردود و مراجعات في قضية سب الصحابة – رضي الله عنهم – .
ولكنى أريد أن أختم بكلمة لرجل من أعلام جماعة الإخوان لا يُختلف على علمه في صفوف الجماعة ، لعلهم يقولوا : لا نريد شاهداً الا من أنفسنا (وما هذه بتزكية !! ).
وهذا “يوسف القرضاوي يقول ” بعد أن بين أن كتابات ” سيد قطب ” أثارت جدلاً طويلاً داخل الإخوان في السجون وقد أثارت بحث قضية : هل نحن جماعة المسلمين ؟ أم نحن جماعة من المسلمين ؟!
وتبني فكرة التكفير وترك الصلاة في المساجد وجعلها في البيوت وذلك لأن المساجد تعتبر معابد جاهلية كما جاء في تفسير قول الله تعالى : { واجعلوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } [ يونس : 87 ] ( في ظلال القرآن – 3/1816- دار الشروق ) .
وقال القرضاوي في كتابه ( أولويات الحركة الإسلامية صـ 110) : ” في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد ” سيد قطب ” التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره ، والتي تنضح بتكفير المجتمع ، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي ، والسخرية بفكرة تجديد الفقه وتطويره ، وأحياء الاجتهاد ، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع ، وقطع العلاقة مع الأخرين وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافه …) اهـ