[البشير سعيد]

مرت الأيام و توالت السنون و طويت صفحات مشرقات بذكريات حسان تهف النفس و تشد


لها الرحال كلما خلوت بها فكم تشتاق لشروق شموسها و أمسيات غروبها و هي تسبح


بحمد ربها مهللة و مكبرة مع الآصال

فهذا يبحث عن مرجع كذا ، وذا يسأل عن كتاب فلان ...و لا تجد في القران إلا باحث أو


دارس أو مستفسر و عندما يهل المعلم يستبشر العطاشى للمعرفة خيرا فتتهلل الوجوه

و ينجلي الغمام فالجواب الفصل عنده و إن لم يوجد لديه فصل الخطاب فهو الموجه و المرشد

للسائل المحتار فيهتدي لضالته من حاد الطريق او التبس عنه أمره



فالكل يبحث عن غذاء العقل قبل غذاء الأبدان ..لكن اليوم البون شاسع بين ذا و ذاك


فموائد المجالس بعدما كانت فوائد و نكت و حكم و أمثال

صارت دجاجا مشويا و لحما مقليا و و صنوفا من المقبلات و المخللات و صواني


حلويات و أصنافا من الفواكه و الشاي و المكسرات و آلت إلى صفقات و مشتريات و


كثير من المقتنيات و أنواع من العملات و بعد التحدث بالمئات و الآلاف صار الحديث


.....بالملايين و اليوم الكلام بالمليارات و البليارات

فأين محل العلم من الإعراب فالتجارة صارت في كل شيئ حتى الشهادات والاجارزات

و بعد ذلك يقال المستوى ضعيف و المحتوى فراغ

و أقول مجتمعنا إكتوى بنار الماديات فتفشت العلة و استفحلت فهل للنجاة من هذا الأمر سبيلا...........

أخوكم البشير سعيد