التصرف بإذن الله تعالى سواء كان من قبل الملائكة أو من قبل البشر لا يقدح بالعقيدة طالما أن الفاعل هو الله أو أن المتصرف يتصرف بإذن الله، ودونك قصة الخضر عليه السلام في قتل الغلام، فقد كان يتصرف بإذن الله، ودونك قصة سيدنا عيسى حيث كان يحي الموتى بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ويعمل ما لا يستطيعه غيره من الخلق، والقرآن لا يتكلم بشرك.. وإنما الشرك إن اعتقد أنه فلاناً يتصرف بشكل استقلالي عن إرادة الله فهذا هو الشرك بعينه ..
ولقد أوتي سيدنا عيسى (عليه السلام) أربع حالات يعجز عنها البشر مهما أوتوا من قوة العلم هي:
1- خلق الطير من الطين ومن دون تناسل.
2- نفخ الروح في الطير المصنوع من طين.
3- إبراء الأكمة والأبرص.
4- إحياء الموتى.
وقبل أن نخوض في الأدلة من آثار الصحابة نذكر قول ابن تيمية رحمه الله في هذه القضية، إذ يقول في مجموع فتاويه [الجزء 4صفحة 379] في حديثه عن المقارنة بين الملائكة وبني آدم:
[وقد قالوا : إن علماء الآدميين مع وجود المنافي أحسن وأفضل , ثم هم في الحياة الدنيا وفي الاخرة يلهمون التسبيح, كما يلهمون النفس , وأما النفع المتعدي , والنفع للخلق , وتدبيرالعالم , فقد قالوا : هم تجري أرزاق العباد على أيديهم , وينزلون بالعلوم والوحي , ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة .
الجواب : أن صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه , ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع في المذنبين , وشفاعته في البشر كي يحاسبوا , وشفاعته لأهل الجنة حتى يدخلوا الجنة . ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة , وأين هم من قوله(وماارسلناك إلا رحمة للعالمين)[الانبياء 107:]؟ واين هم من الذين يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة)[الحشر: 9) ؟
وأين هم ممن يدعون الى الهدى ودين الحق , ومن سن سنة حسنة؟ وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم : إن من امتي من يشفع أكثر من ربيعة ومضر , وأين هم من الاقطاب , والاوتاد , والاغواث , والابدال , والنجباء؟]اهـ
إن القول بجواز تصرف الأولياء بإذن الله لا يقدح بالعقيدة، لأن كل مسلم يؤمن بأن للملائكة تصرف في الأرزاق وفي النفخ بالصور وفي الأمطار ويوجد ملك للجبال وملك للبحار... ولا غرابة ، فإن لهم تصرف كل حسب وظيفته، وللأولياء أيضاً وظائف خاصة لا يعلمها إلا الذين هم من أهلها.
وإن للمسيخ الدجال تصرف في إنزال الأمطار وإخراج الكنور وطي الأرض وغيرها من الخوارق، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت.
فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما إسراعه في الأرض ؟ قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنونبه ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطولما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ،فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شباباً ، فيضربهبالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغـرض ، ثم يـدعـوه فيقبل ويتهلل وجهـه يضحك ...الخ . رواه مسلم حديث 2937، فهل إذا قلنا أن الدجال يحي الموتى بإذن الله كفرنا؟؟؟!!!
فهذه الأخبار متفقة عليها بين أهل السنة والجماعة وهي من المعلوم بالتواتر، فلماذا نجوِّز التصرف لكافر (أمثال المسيخ الدجال) ولا نجوزه على أولياء الله الصالحين ؟؟؟!!، أليس هذا من الجهل بمكان؟؟؟
أقول: وما المانع من أن يسخر الله عز وجل لعبد من عباده شيئاً من الخلق، وهو الذي قال: هو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعاً، والتسخير وارد في الشريعة، ولا ينافي التسخير التوحيد إن كان معتقد ذلك أن الله هو الذي سخره له وأنه متصرف فيه ..
وسأذكر نبذة وأمثلة قليلة جداً من تسخير الله عز وجل لأوليائه بعض خلقه من أرض أو هواء وغيرهما لكي تتعظ:
قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : أخرج البيهقي وأبو نعيم واللالكائي وابن الأعرابي والخطيب عن نافع عن ابنعمر بإسناد حسن قال : وجّه عمر جيشاً ورأس عليهم رجلاً يُدعى سارية فبينا عمر رضيالله عنه يخطب جعل ينادي : يا سارية الجبل ، ثلاثا ، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر : فقال : يا أمير المؤمنين ، هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا ساريةالجبل ، ثلاثا فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله قال قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلكو ذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم .
ومن تسخير الأرض لسيدنا عمر بن الخطاب يقول الإمام السبكي في [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 324 ، 325]: قال إمام الحرمين رحمه الله في كتاب الشامل : إن الأرض زلزلت في زمن عمر رضى اللهعنه ، فحمـد الله وأثنى عليـه والأرض ترجـف وترتج ، ثم ضربها بالدرة وقـال : أقري ،ألم أعدل عليك ، فاستقرت من وقتها .قال السبكي بعد ذلك : قلت : كانعمر رضى الله عنه أمير المؤمنين على الحقيقة في الظاهر والباطن وخليفة الله في أرضهوفي ساكني أرضه ، فهو يعزر الأرض ويؤدبها بما يصدر منها كما يعزر ساكنيها علىخطيئاتهم ، فإن قلت : أيجب على الأرض تعزير وهى غير مكلفة ؟ قلت : هذا الآن جهلوقصور على ظواهر الفقه ، اعلم أن أمر الله وقضاءه متصرف في جميع مخلوقاته ثم منهظاهر وباطن ، فالظاهر ما يبحث عنه الفقهاء من أحكام المكلفين ، والباطن ما استأثرالله بعلمه ، وقد يطلع عليه بعض أصفيائه ، ومنهم الفاروق سقى الله عهده فإذا ارتجتالأرضبين يدي من استوى عنده الظاهر والباطن عزرها ، كماإذا زل المرء بين يدي الحاكم وانظر خطابه لها وقوله)) : ألم أعدل عليك))،والمعنى والله أعلم : أنها إذا وقع عليها جور الولاة جديرة بأن ترتج غير ملومة علىالتزلزل بما على ظهرها ، وأما إذا لم يكن جور بل كان الحكم بالقسط قائما ففيمالارتجاج وعلام القلق ولم يأت الوقت المعلوم ، فما لها أنْ ترتج إلا في وقتينأحدهما الوقت المعلوم .
ومن تسخير نهر النيل وطاعته لسيدنا عمر بن الخطاب يقول أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة : حدثنا أبو الطيب ، حدثنا علي بن داود ، حدثناعبد الله بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن قيس بن الحجاج ، عمن حدثه قال :
لمافتحت مصر أتى عمرو بن العاص رضي الله عنه حين دخل أول يوم من أشهر العجم ، فقالوا : أيها الأمير إنّ لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها ، فقال لهم : وما ذاك ؟ قالوا : إذا كان إحدى عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضيناأبويها ، وجعلنا عليها من الثياب والحلي أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل ،فقال لهم عمرو بن العاص رضي الله عنه : إنّ هذا أبداً لا يكون في الإسلام ، وأنّالإسلام يهدم ما كان قبله ، فأقاموا يومهم والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتىهموا بالجلاء ، فلما رأى ذلك عمرو رضي الله عنه كتب إلى عمر بن الخطّاب رضي اللهعنه بذلك ، فكتب : أنْ قد أصبت بالذي فعلت ، وأنّ الإسلام يهدم ما كان قبله ، وبعثبطاقة في داخل كتابه ، وكتب إلى عمرو رضي الله عنه : إني قد بعثت بطاقة داخل كتابيإليك فألقها في النيل ، فلما قدم كتاب عمر رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص رضي اللهعنه أخذ البطاقة ففتحها ، فإذا فيها : من عبد الله عمر رضي الله عنه أميرالمؤمنين إلى نيل مصر ، أما بعد ، فإنْ كنت تجري من قبلك فلا تجر ، وإنْ كان اللهعز وجل يجريك فأسأل الله الواحد القهّار أنْ يجريك قال : فألقى البطاقة في النيلقبل عيد الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء منها ، لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلابالنيل ، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله عز وجل ستة عشرذراعاً في ليلة واحـدة ، وقطـع الله عز وجـل تلك السنة السـوء عـن أهـل مصر إلىاليـوم. [كتاب العظمة ص 318 رقم 940 ط. دار الكتب العلمية / بيروت].
وقال السبكي في [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 326] : قصة النيل ، وذلك أن النيل كان في الجاهلية لا يجري حتى تلقى فيه جاريةعذراء في كل عام ، فلما جاء الإسلام وجاء وقت جريان النيل فلم يجر أتى أهل مصر عمروبن العاص فأخبروه أنّ لنيلهم سنة وهو أنه لا يجرى حتى تلقى فيه جارية بكر بينأبويها ويجعل عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، فقال لهم عمرو بن العاص : إنهذا لا يكون وإن الإسلام يهدم ما قبله ، فأقاموا ثلاثة أشهر لا يجرى قليلاً ولاكثيراً ، حتى هموا بالجلاء ، فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بذلك ،فكتب إليه عمر : قد أصبت ، إنّ الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك بطاقة فألقها في النيل ففتح عمرو البطاقة قبل إلقائها ، فإذا فيهامن عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر : أما بعد ، فإن كنت تجري من قِبَلِكَ فلا تجر ،وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك ،فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب ، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروجمنها فأصبحوا وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا في ليلة .
قال السبكي : فانظر إلىعمر كيف يخاطب الماء ويكاتبه ويكلم الأرض ويؤدبها ، وإذا قال لك المغرور : أين أصلذلك فى السنة ؟ قل : أيها المتعثر فى أذيال الجهالات ، أيطالب الفاروق بأصل ؟! وإنشئت أصلاً فهاك أصولا لا أصلا واحدا ، أليس قد حن الجذع إلى المصطفى (ص) حتى ضمهإليه ؟ أليس شكى إليه البعير ما به ؟ أليس فى قصة الظبية حجة ؟ ، والأصول فى هذاالنوع لا تنحصر وسنذكر مالك أن تضمه إلى هذا فى ترجمة الإمام فخر الدين فى مسألةتسبيح الجمادات حيث نرد عليه ثم إنكاره لذلك .
ومن تصرف سيدنا عبد الله بن عمر: قال السبكي أثناء ذكره لكراماتالأولياء : ومنها على يد ابن عمر رضى الله عنهما ، حيث قال للأسد الذي منع الناسالطريق : تنح ، فبصبص بذنبه وذهب . [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 332]
وقال القرطبي أثناء ذكره لكراماتالأولياء : ومن ذلك خبر ابن عمر رضي الله عنه أنه كان في بضع أسفاره فلقي جماعة وقفوا على الطريق خوفا من السبع ، فطرد السبع عن طريقهم ثم قال إنما يسلط الله على ابن آدم ما يخافه ، ولو أنه لم يخف غير الله لم يسلط عليه شيء . [الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383 ط. دار التراث العربي].
ومنها تسخير الرياح لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام: قال السبكي أثناء بيانه لما يعتقد به من كرامات الأولياء : الثامن طاعة الحيوانات لهم كما في حكاية الأسد مع أبى سعيد بن أبى الخير الميهنى وقبله إبراهيم الخواص ، بل وطاعة الجمادات ، كما في حكاية سلطان العلماء شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام ، وقوله في واقعة الفرنج : يا ريح خذيهم فأخذتهم [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 340].
ومنها تسخير الأسد لعامر بن عبد قيس: قال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء : أنبأنا عبد الله بن مسلم بن يحيى ، قال أنبأنا الحسين بن إسماعيل ، قال أنبأنا عمر بن شبة ، قال حدثنا يوسف بن عطية ، قال حدثنا المعلى بن زياد القردوسي ، عن عامر بن عبد قيس : أنه مر بقافلة قد حبسهم أسد من بين أيديهم على طريقهم فلما جاء عامر نزل عن دابته ، فقالوا : يا أبا عبد الله إنا نخاف عليك من الأسد ! قال : فقال : إنما هو كلب من كلاب الله عز وجل إن شاء أن يسلطه سلطة وإن شاء أن يكفه كفه ، فمشى إليه حتى أخذ بيديه أذني الأسد فنحاه عن الطريق وجازت القافلة ، وقال : إني أستحي من ربي تبارك وتعالى أن يرى من قلبي أني أخاف من غيره .[ كرامات الأولياء ص 206 رقم 169].
ومن التصرف تسخير النهر لسيدنا العلاء الحضرمي: قال السبكي أثناء ذكره لكراماتالأولياء : وعلى يد العـلاء بن الحضرمي رضي الله عنه ، وقد بعثه النبي (ص) فى غزاةبجيش فحال بينهم وبين الموضع البحر ، فدعا الله ومشوا على الماء . [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 333]
وقال القرطبي أثناء حديثه عنكرامات الأولياء : ومن ذلك حديث العلاء بن الحضرمي بعثه رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم في غزاة فحال بينهم وبين الموضع الذي يريدونه قطعة من البحر فدعا اللهباسمه الأعظم ومشوا على الماء . [الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383]
ومن التصرف تسخير الله النهر لأبي مسلم الخولاني:قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان ، عن حميد بن هلال أو غيره : أنّ أبا مسلم الخولاني مر بدجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال : هل تفقدون من متاعكم شيئا فتدعوا الله عز وجل. [كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ص 383]، [تاريخ مدينة دمشق ج27 ص 210 – إلى – 212]
ومنه تسخير الله النار لأبي مسلم الخولاني : (كسيدنا إبراهيم عليه السلام): قال ابن تيمية : وكان العنسي قد استولى على أرضاليمن في حياة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم قتله الله على أيدي عبادهالمؤمنين ، وكان قد طلب من أبي مسلم الخولاني أنْ يتابعه فامتنع ، فألقاه في النارفجعلها الله عليه برداً وسلاماً كما جرى لإبراهيم الخليل صلوات الله عليه ، وذلك معصلاته وذكره ودعائه لله مع سكينة ووقار .[ مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 666 ، 667] .
يقول الإمام الشوكاني في كتابه ( قطر الولي ) ص257-259:
((جواز الكرامات: ومن وُهِب له هذه الموهوبات الجليلةوتُفضِّلَ عليه بهذه الصفات الجميلة فغير بعيد، ولامستنكر أن تظهر على يده من الكرامات التي لاتنا في الشريعة والتصرفات في مخلوقات الله عز وجل الوسيعة، لأنه إذا دعاه أجابه وإذا سأله أعطاه ،ولم يصب من جعل ما يظهر من كثير من الأولياءمن قطع للمسافات البعيدة، والمكاشفات المصيبة ،والأفعال التي تعجز عنها غالب القوىالبشريَّة ،من الأفعال الشيطانية وَ التصرفات الإبليسية.
فأن هذا غلط واضح ،لأن من كان مجاب الدعوة لا يمتنع عليه أن يسأل الله أن يوصله إلى أبعد الأمكنة التي لا تقطع طريقها إلا في شهور في لحظة يسيرة، وهو القادر القوي الذي ما شاءه كان ،وما لم يشأه لم يكن ، وأي بُعد في أن يجيب الله دعوة من دعاه من أوليائه في مثل هذاالمطلب وأشباهه . وفي مثل هذا يقال ما قاله الشاعر:
والناس ألف منهم كواحدٍ ** وواحد كالألف إن أمر عَفَا
وقال الآخر:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً ** من الناس حتى عُدَّ ألفٌب واحد
بل هذا الذي تفضل الله عليه بهذه التفضلات لا يَعْدِلُه الألف ولاالآلاف ممن لم ينل ما نال، ولا ظفر بشيء من هذهالخصال.
فما لك والتردد حول نجد ** وقد غَصت تهامة بالرجال
ومن نظر في مثل الحلية لأبي نعيم،وصفوة الصفوة لابن الجوزي عرف صحة ما ذكرناه، وما كان عطاء ربك محظوراً... - إلى أن قال الشوكاني-: والحاصل أن الله سبحانه يتفضل على عباده بما يشاء، والفضل بيده، من شاء أعطاه، ومن شاء منعه.
وليس لنا أن ننكر إلا ما أنكرته الشريعة المطهرة. فمن جاء بما يخالفها دفعناه ومنعناه.
وأما مجرد استبعاد أن يهب الله سبحانه لبعض عباده أمراً عظيماً ويعطيه ما تتقاصر عنه قوى غيره من المنح الجليلة، والتفضلات الجزيلة فليس مرادات المتصفين بالإنصاف)). انتهى
اقتباس:
فائدة : قال في ص 63 عن والده : ( ويحب مذهب الزيدية ويعترف بفضلهم وبراعتهم في الفقه واستنباط المسائل ، وذكر الدليل في كتبهم ، وكان يحبها ويرغب في الحصول عليها ويسأل عنها بتلهف ) . أظن هذا هو السبب في تشيع الغماري ، وطعنه في معاوية - رضي الله عنه - خاصة ، مع عدم نسيان " صلة التصوف بالتشيع " .
|
أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة هم طائفة الزيدية، وكل علماء أهل السنة والجماعة أخذوا علم الفرائض من فقهاء الزيدية، فهل أهل السنة عندك روافض؟؟
ويا من ترمي السادة الصوفية بصلتهم بالروافض هل تعرف الفرق بين الروافض وبين الصوفية قبل أن تقول هذا الاتهام؟؟
فالمفارقات الجوهرية بين السادة الصوفية السنة وبين الشيعة النقاط التالية:
1-تبجيل الصحابة وعدم سب وتكفير واحد منهم.
2- الاعتراف بإمامية أبي بكر الصديق ثم بخلافة سيدنا عمر بن الخطاب ثم بعثمان بن عفان ثم بعلي بن أبي طالب على الترتيب.
3- القول بأن الله يرى يوم القيامة.
4- اعتبار المذاهب الأربعة الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية مراجع فقهية لهم.
5- اعتبار العقيدة الأشعرية والماتريدية مرجع في عقيدتهم كأهل سنة وجماعة.
6- اعتبار الكتب الحديثية للسنة مرجع أساسي لهم كالبخاري ومسلم والترمذي ... وغيرهم .
7- عدم اعتبار العصمة إلا للأنبياء والمرسلين، وعدم القول بعصمة غيرهم من أهل البيت أو الصحابة.
فهذه أبرز النقاط التي تميز الصوفية (كأهل سنة وجماعة) عن الشيعة