السلام عليكم و جمعتكم مباركة : موضوع قيم و يستحق وقفة حقيقية، و بحثا دؤوبا عن اسباب ظاهرة المراهقة و ما يسفر عنها من متاعب طبعا الأعراض التي ذكرتها أعراض مراهقة و ليست مرحلة الشباب ، أولا : هل هناك فعلا مرحلة تسمى مرحلة المراهقة ؟؟ هناك اختلاف آراء حول هذا خاصة في مدارس علم النفس فهناك من يؤيد و هناك من يعارض ، و نحن في تخصصنا علم إجتماع التربية كذلك هناك من يؤيد و هناك من يعارض و أنا عن نفسي من المعارضين لأسباب سأذكرها لاحقا...المهم ذكرت مدارس علم النفس خاصة المدارس الحديثة عدة مراحل لنمو الطفل المراهق أي مراحل تشمل ذلك المسار الزمني بين الطفولة إلى المراهقة ، لن أذكرها كلها و لكن الفكرة الغالبة أن الطفل يمر بثلاث مراحل رئيسة حتى يتحول لمراهق بالغ و هي ثلاث أطوار سبع سنوات أولى تسمى الطفولة الأولى ، سبع سنوات ثانية تسمى طفولة متأخرة و بداية المراهقة و سبع سنوات ثالثة اي حتى سن الحادي و العشرين هي نهاية المراهقة و الدخول في مرحلة الشباب ، هناك حديث نسب للرسول صلى الله عليه و سلم : "علموهم لسبع واضربوهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم أتركوا لهم الحبل علي الغارب " لم أجد له أصلا أو سندا من السنة و هناك من نسبه للفاروق عمر رضي الله عنه و هناك من نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و هو عموما من حيث المعنى صحيح و قد تم إثباته علميا، و هو يظهر المراحل السابقة التي ذكرتها ، لماذا لا أعترف بوجود مرحلة مراهقة ، أولا هناك شريحة كبيرة من الأبناء خاصة الذين تربو تربية دينية صحيحة لم يمروا بهذه المرحلة بل في الأثر الفضيل هناك صحابة قادوا جيوشا في سن مبكرة أصغر صحابي قاد جيشا هو الصحابي أسامة بن زيد و كان عمره بين السابعة عشرة و الثامنة عشرة ، إنها التربية الإسلامية الصحيحة القويمة التي تلغي مفهوم الغرب لتلك المرحلة التي تتسم بتغيرات فيزيولوجية و مورفولوجية أدت إلى وجود مفاهيم خاطئة عن هذه المرحلة أهمها الإهتمام المبالغ فيه و الحرص الشديد من قبل الآباء و أنا هنا لا أنكر أهمية مصاحبة الآباء لأبناءهم في هذه المرحلة العمرية و حرصهم على التفاعل الإيجابي معهم و لكن دون مبالغة زائدة ، كحبس الفتاة المراهقة في البيت ومنعها من مواصلة دراستها و تحسيس الأبناء أن هناك شيئا يتغير فيهم ، بالمقابل يزداد الطفل المراهق متابعة لتلك التغيرات و تبدأ التساؤلات و الأوهام تصول و تجول في مخيلته ، فإذا أصبحت للمراهق عضلات و شارب ، تخيل نفسه رجلا مسؤولا يستطيع الإعتماد على نفسه ، و الإنفصال عن أسرته ، فتبدأ تلك التقلبات النفسية في البحث عن كيفية إثبات الذات و الإنفصال ، فتبدأ مرحلة المحاكاة و التقليد السلبية للبالغين مثل التدخين و ما شابه ، و إذا كانت التربية و التنشئة الإجتماعية له من قبل أسرته في البداية ليست صحيحة و سليمة تبدأ المشاكل و الصراعات ، بسبب ذلك التغير الفيزيولوجي الذي يعقبه تغير نفسي ، و هذا عادي و يمكن للأسرة تفادي هذا الإنقلاب النفسوعضوي بتربية قويمة قبل بلوغ هذه المرحلة ، فأنا أشدد على مسألة التنشئة الإجتماعية التي تبدأ من الميلاد و تستمر إلى آخر رمق من حياة الإنسان ، لابد أن تخضع لمعيار الدين و هدي نبي المرسلين عليه الصلاة و السلام، لكي لا يشعر المراهق بمراحله العمرية و إن خضعت لتغير و تمر عليه كسحابة صيف عابرة فيعيش حياة نفسية و إجتماعية و عمرية طبيعية دون أزمات ، تمنيت لو اني أسهبت في الشرح و لكن المقام لا يتسع لذلك اتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت.....و الله المستعان.