مختصر سؤال الفتوى: بخصوص الانسانيه والفرح بمصائب الكفار
سؤال الفتوى: لسلام عليكم ورحمه الله وبركاته الى الشيخ عبدالرحمن السيحم عندي سؤال دار حوار بيني وبين احد الاشخاص تحاورنا في موضوع الاعاصير التي ضربت امريكا كاترينا وريتا وكتبت له في بدايه الحوار قال الله تعالى : ( فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت : 40] وقلت له إن شاء الله تزيد هذه الاعاصير وتدمر امريكا وتخسف بالكفار هناك والله يحفظ المسلمين بينهم ورد علي وقال قال الله تعالى في سورة الممتحنه بسم الله الرحمن الرحيم { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } وقال ان الاسلام دين حب قبل كل شي وقال ياخي ليش تكرهم وليش تدعي عليهم المفروض ندعي ان الله يساعدهم والمفروض مانفرح لمصائبهم وين الانسانيه المفروض تكون عندك انسانيه وقال ان الاعاصير من غضب الطبيعه ...... ماذا نفعل يا شيخ في هذه الحاله هل نفرح لمصائب الكفار وندعي عليهم أم ماذا وجزاك الله خير يا شيخ
اسم المفتى: الشيخ عبد الرحمن السحيم
تاريخ الاضافة: 19/03/2012
الزوار: 179
< جواب الفتوى >
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
أولاً :
هذه مما يُدندن حولها أغيلمة الصحافة ! الذين يَهْرِفون بما لا يَعرفون !
ولا تَعجب فنحن في زمن نَطَقَتْ فيه الرويبضة " الرّجل التّافِه يَتكلّم في أمر العامة " وما أكثرهم في الصحف والفضائيات !
والذين يُدندنون حول مسألة ( الآخَر ) ! وهو تعبير أحدَثوه تبديلا للحقائق الشرعية ، وقلباً للحقائق التي لا يُمكن أن تتغيّر !
فالأفعى هي الأفعى ، ولو غُيِّر مُسماها !
والصليبي هو الصليبي وإن سُمِّي الآخر !
واليهودي هو اليهودي وإن سُمي كذلك !
فتغيير الأسماء لا يُغيِّر الحقائق .
ثانياً :
هذا من وضع الآيات في غير موضعها ، فإن آية الممتَحَنة في الكفار الذين لم يُحاربوا المسلمين .
فهل أمريكا كذلك ؟!
أرني أرضاً سَلِمت من حرب أمريكا – حربا عسكرية أو مكيدة – ؟!
أليست أمريكا من أراق دماء الأبرياء في فلسطين – بأسلحتها ودعمها – ؟
أليست أمريكا من أراقَتْ دماء إخواننا في العراق وفي أفغانستان ؟
فأين هي من وصف الإنسانية فضلا عن وصف (الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) ؟!
ثالثاً :
آية الممتَحَنة في مسألة إحسان المعاملة مع الكفّار الذين لم يُحارِبونا ، لا في محبّتهم ورجاء سلامتهم ، ولا في اتِّخاذهم أصدقاء !
وإنما هي مُعاملة ظاهرة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء في صِلَة أمها المشرِكة : صِلِي أمك . رواه البخاري ومسلم .
فهذا إحسان معاملة ، لا دخول محبتهم إلى القلب .
لأن الكافر يجب أن يُبغض شرعاً .
قال تعالى : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) الآية .
ومسألة بغض الكافر مسألة من صميم الإيمان ، ومن مسائل العقيدة الكبرى ، لأن محبة الكافر قد تُخرِج من الملّة .
ولأن بُغض الكافر مَبني على محادّة الكافر ومظاهرته لِربِّـه تبارك وتعالى ، (وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا) ، فبُغض الكافر لما يَحمله من مبدأ وعقيدة .
وهل يُمكن أن يُحب من نَسَب الصاحبة إلى الله والوَلَد ؟
وهل يُمكن أن يُحبّ من قال في الله قولاً عظيما تكاد السماوات والأرض يتفطّرن منه وتخرّ منه الجبال ؟
وهل يُمكن أن يُحب من قال في الله قولا عظيما ؟
رابعاً :
الفَرَح بما أصاب الكفّار لأنهم كُفّار ، سواء كانوا مُحارِبين لنا أو مُسالمين .
والفَرَح بما أصابهم من لوازِم الإيمان
وذلك أن مُصاب الكفّار نُصرة لأهل الإيمان
كما أن مُصاب أهل الإيمان رِفعة للكفّار
وبين الإيمان وبين الفرح بانخفاض الكُفر وأهله تَلازُم .
فإن انكسار شوكة الكفّار فيها رِفعة لأهل الإيمان وتقَوٍّ لهم .
خامساً :
عندما تكون المسائل الشرعية مرتعا لكل مُتفيهق فإنك سوف تسمع ما تكاد تتقيأ منه !
وقد تسمع الكُفر الصريح بِحجة " حرية الفِكر " وهي حُرية الكفر !
ونِسبة الأفعال إلى الطبيعة هذا من دِين وعقائد عُباد الطبيعة !
وإلا فإن الطبيعة الجامدة الهامدة لا يُمكن أن يكون لها غضب ولا تصرّف
وأي فَرْق بين أهل الجاهلية الأولى وبين أهل الجاهلية الحديثة ؟!
فأهل الجاهلية الأولى نَسَبُوا الأفعال إلى النجوم والكواكب !
وأهل الجاهلية الحديثة نَسَبُوا الأفعال إلى الطبيعة !
فلا فرق بين جاهليتين !
والله المستعان .
https://www.riadalsona.com/play.php?catsmktba=9374