منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارة
الموضوع: استشارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-01, 13:53   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أنا المشوشة من مشكلتك
مهما يكن من أمر فإن ما تعاني منه ويعاني منه الكثيرون هو مشكلة الاختلاط الذي ابتلينا به في الدراسة وفي العمل !
إنها مشكلة ولود ! ما زالت تنجب المشاكل ولا أرى أنها تعقم أو تعقر أبدا ..!
لأن اللقاء الدائم والنظر الدائم والتعامل يورث هذه المشاعر حتما ولا يزال يؤججها
وأغتنم مشكلتك للتحدث عن بعض الأمور منها:
خطؤك في استعمال الوسيط سواء كان يتوفر على الشروط أو لا يتوفر عليها
فأنت يا أخي تعمل معها فأتصور أن الحصول على عنوانها سهل ومتيسر جدا جدا بالنسبة لك
فلماذا لم تتجه رأسا إلى أهلها ..!
والأمر الثاني : فكرة خطبة المرأة من نفسها ومعرفة رأيها شخصيا أنا لست أحرمها أو أنفي وجود حالات تفرض أن يعرف رأي المراة أولا
لكن أن تصبح فكرة سارية في المجمتع العربي يعتبر شيئا لا بد أن يُلتفت إليه بقليل من الحذر والحيطة وأيضا محاولة البعض - ليس الكل- استمالة المرأة !
فأين يكمن الخطر لو اتجهت إلى أهلها أولا .. وهم الذين يكونون وسيطا بينك وبينها
فعليك بتصحيح هذا الخطأ في المرات المقبلة سواء معها أو مع غيرها

الأمر الثالث :مسألة الاستخارة ويبدو لي أن مشكلتك فيها
ولعلها ناتجة عن مفهوم خاطئ للاستخارة حسب علمي المتواضع ببعض الذين من حولي أنهم يستخيرون وهم يريدون شيئا معينا ويكونون مرتاحين جدا بطبيعة الحال حب الشيء والرغبة فيه أحيانا تبعث راحة في النفس وهم يمضون في الأمر لكن هناك شيء يفتقدونه وهو التوكل على الله واستشعار أن القضية بيده أنهم حين استخاروا استخاروا بقلوبهم لا بألسنتهم
هذا من المفروض
ولكنه للأسف من المفقود
لذلك ذكر بعض العلماء أن انشراح الصدر أو انقباضه ليس من نتائج الاستخارة دائما ولا من لوازمها وإنما هو تيسير الأمر أو تعسيره

وهذا من فقههم رحمهم الله لأن الانشراح كما أسلفت قد ينتج لمحبة الشيء وغلبته على القلب والانقباض قد يحدث من كره الشيء وغلبته على القلب

لذلك فالتعسير والتيسير هما الأمران الوحيدان الذان يكونان الحكم بعد الاستخارة

وأنت يا أخي الكريم بعد أن استخرت ومضيت في الأمر تعطلت أمورك وتعسرت ولم تأت حسبما رغبت وكان عليك أن تذكر مباشرة ما دعوت به الله سبحانه : ( شرٌّ لي في ديني... ومعاشي... وعاقبة أمري... فاصْرفه عني... واصْرِفني عنه... واقْدُر لي الخير حيث كان... ثم رضِّني به )
بل ثمة شيء لطيف جدا لم تهتم له وهو أنك بدأت ترى بعض الأمور التي لم تعجبك فيها
هذا من أهم نتائج الاستخارة لو كنت تعقل لأنك أقدمت من الأول ولم تر هذه الصفات
لكنك رأيتها بعد الاستخارة وبعد رفضها لك
وهذا من المفروض أنه يساعدك كثيرا على الثقة بالله أن بصرّك بهذه الأمور حتى وإن كانت هينة
لكنه من المفروض لكنه للأسف من المفقود !

والعجيب أن الكثيرين لا يرضون بنتائج الاستخارة إلا أن تكون موافقة لما أرادوا ... ولهذا أقول لك : لعلك - والله أعلم - من الأول لم تستخر بالطريقة الصحيحة والتي يجب أن يكون القلب مسلّما لله تمام التسليم ومتوكلا على الله كل التوكل وأن توطّن نفسك على الثقة به بأنه إن صرف عنك هذا الشيء الذي أراده فأكيد أكيد أكيد أكيد لأنه ( شرٌّ لك في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك) وعليك بانتظار الخير البديل عنه ... وأن تحمل قلبك على الرضا ...


ولكن كما قلت هو من المفروض لكنه للأسف من المفقود

أخيرا :
حتى لا أكون عجوزا شمطاء تفسد على الناس الخير وتقطع الطريق للوصول إليه
أنصحك بأن تعاود التفكير في الأمور التي رأيتها فيها ولم تعجبك إن كانت مما لايُرضى في الدين والخلق ...
ثم اعزم أمرك و عاود الاستخارة من جديد
والأحسن أن تقرأ كلام العلماء فيها حتى تؤديها وأنت عالم بها وبما تتطلبه من حضور القلب والتعلق بالله والتسليم له والرضا بما يقسمه لك
والله ييسر لك الخير ويرزقك من حيث لا تحتسب
فإن قبلوا فذاك ما نبغي ..وإن لم يقبلوا فاعلم أن الله لم يرد لك تمام هذا الأمر رحمة بك فجاهد نفسك أولا على الرضا وحسن الظن بالله !
ثم ثانيا غض بصرك عنها في العمل فأنت مطالب بذلك دائما لكنه في حقك أوكد وأوكد

ولا أنسى التذكير بالنصيحة النبوية : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك )

الله يصلح الأحوال



أتمنى لك التوفيق