لقد رغب الله و رسوله في الدعاء فهو من العبادة قال الله عز وجل : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
و الآيات في بيان فضل الدعاء و مدح أصحابه كثيرة
قال تعالى: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا عابدين
و قال عليه الصلاة و السلام : الدعاء هو العبادة
و قال أحدهم
الرب يغضب إن تركت سؤاله ***** وبني آدم حين يسأل يغضب
و لقد شرع لنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام أدعية جامعة لكل خير و مانعة لكل شر فما ترك شيئا يقرب إلى الجنة و يباعد من النار إلا و قد دلنا عليه
و من جملة ما أخبر به أن أقواما يعتدون في الدعاء و هذا الإعتداء نسمعه خاصة في العشر الأواخر من رمضان حيث يتكلف الناس السجع و التفصيل الذي لا حاجة له و الله يقول : أدعوا ربكم تضرعا و خفية إنه لا يحب المعتدين
و هذا الإعتداء قد يؤدي إلى عدم استجابة الدعاء
و لهذا كان من أفضل الدعاء ما كان من قوله صلى الله عليه و سلم فهو الذي أوتي جوامع الكلم فالله جمع له المعاني الكثيرة في الكلمات القليلة
وكل الخير في اتباع من سلف *** وكل الشر في ابتداع من خلف
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار