منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وكيف لا تحبُّ القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو...ابن القيم عليه رحمة الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-28, 23:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
~أمة الله~
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ~أمة الله~
 

 

 
إحصائية العضو










New1 وكيف لا تحبُّ القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو...ابن القيم عليه رحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يذهب بالسيئات إلا هو ، ولا يجيب الدعوات ، ويقيل العثرات ، ويغفر الخطيئات ، ويستر العورات ، ويكشف الكربات ، ويغيث اللهفات ، وينيل الطلبات سواه ؟ .
فهو أحق من ذكر ، وأحق من شكر ، وأحق من عبد ، وأحق من حمد ، وأنصر من ابتغي ، وأرأف من ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، وأرحم من استرحم ، وأكرم من قصد ، وأعز من التجئ إليه وأكفى من توكل عليه ، أرحم بعبده من الوالدة بولدها ، وأشد فرحا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها .
وهو الملك لا شريك له ، والفرد فلا ند له ، كل شيء هالك إلا وجهه ، لن يطاع إلا بإذنه ، ولن يعصى إلا بعلمه ، يطاع فيشكر ، وبتوفيقه ونعمته أطيع ، ويعصى فيغفر ويعفو ، وحقه أضيع ، فهو أقرب شهيد ، وأجل حفيظ ، وأوفى بالعهد ، وأعدل قائم بالقسط ، حال دون النفوس ، وأخذ بالنواصي وكتب الآثار ، ونسخ الآجال ، فالقلوب له مفضية ، والسر عنده علانية ، والغيب لديه مكشوف ، وكل أحد إليه ملهوف ، وعنت الوجوه لنور وجهه ، وعجزت القلوب عن إدراك كنهه ، ودلت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه ، أشرقت لنور وجهه الظلمات ، واستنارت له الأرض والسماوات ، وصلحت عليه جميع المخلوقات ، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه :
((ما اعتاض باذل حبه لسواه من عوض ولو ملك الوجود بأسره ))


من كتاب : الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ( الداء والدواء )










 


رد مع اقتباس