منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الصداقة الحقيقية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-27, 18:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
jackin
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية jackin
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي



الإنسانُ مدنيٌّ بِطبعِهِ ، مجبولٌ على المخالطةِ ،
مُقبلٌ على المُعاشَرة ،
و لإتمامِ التعامُلِ بين الناسِ على التواصُلِ ،


و في غياب المُخالطاتِ و المعاشراتِ تغيبُ حقائق الصداقات .
الصداقةُ منزلةٌ أعْمقُ من غيرِها ،
لابتنائها على الصِّدْقِ ، و قيامها على التصديقِ ،
و الصديقُ الحقُّ مَنْ صَدَقَ لا مَنْ صدَّقَ .


تجمع الدنيا الناسَ في صداقاتٍ كثيرةٍ ،
منها هو مستحقٌّ لوصف الصداقة ،
و منها ما ليس إلا صورةً تزولُ و تغيبُ ،
و حيثُ كانت الدنيا مَجْمَعاً لكلِّ شيءٍ هبَّ و دبَّ
فالصداقاتُ من تلك الأشياء التي تجمعها الدنيا للناسِ ،
فما كان صادقاً حقيقةً بقيَ ،
و ما كان زيفاً زالَ و ذهبَ أدراج الرياحِ الغابرةِ .


ما كان لله دام واتصل ..
وما كان لغير الله انقطع وانفصل ،
وما لا يكون بغير الله لا يكون ..
وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم .


الصداقةُ بناؤها ،

كما هو من اشتقاقها ،
من الصدقِ ، و عليه ، و فيه ، و بِهِ ، و إليه ،
فلا تَحيدُ عن الصِّدْقِ قَيْدَ أنملةٍ ،
و متى كان الكذِبُ في الصداقةِ موجوداً ،
متعمَّدَاً ،
فقد غابتْ حقائقها ، و بانتْ وثائقها .


إنَّ الصداقةَ لا تتمُّ بين اثنينِ إلا على قاعدةٍ صادقةٍ بينهما ،
يَبوحُ كلُّ أحدٍ للآخرِ بما في نفسِهِ تجاهه ،
و يُحدِّثُ كلٌّ عن نفسِهِ بما فيه ،
فلا ادِّعاءَ ، و لا زيفاً ،
فلا تسيرُ الصداقةُ إلا على جَناح الصِّدْقِ ،


" الصداقة الحقيقيةُ لا تتجمَّد في الشتاء " ،
لأنَّ حرارةَ الصدقِ تُذِيْبُ كلَّ شيءٍ يُجمِّدُ مشاعرَ الأصدقاء .


و كلُّ صداقةٍ ابتدأتْ بالكذبِ ،
و دامتْ عليه ،
فإنها ستزولُ ،
و سَتُحِيقُ عبارات اللومِ و الوجَعِ بكلٍّ من الطرفين .


الصديقُ الوَفِيُّ نادرٌ نُدرةً تُحيلُ عن الأملِ في وجودِهِ ،
و إنْ وُجِدَ ففي شيءٍ من الوقتِ لا في كلِّهِ ،
فكم تأسَّفَ كثيرون على عدمِ وجودِ صديقٍ ،
و كم ندِمَ آخرون على فَواتِ صديقٍ ،
إما لقدرٍ أخذَه ،
و إما لضررٍ لَحِقَه


فالصديق الحقيقي

من يقبل عذرك و يسامحك أذا أخطأت ويحفظك في غيابك

و يظن بك الظن الحسن و يلتمس العذر لك إن أخطأت بحقه ،
ويرى نفسه المقصر إن أنت قصّرت.


و يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك .

و يكون معك في السراء و الضراء
و في الفرح و الحزن
و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر،
وفي كل أحوالك .


ويؤثرك على نفسه و يرجو لك الخير دائما

و ينصحك إن رأى فيك عيباً ،
و يشجعك اذا رأى منك الخير ،
و يعينك على صلاح أمرك .


و يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام إذا لقيك ،

و يسعى في حاجتك اذا احتجت اليه .


و يدعو لك بظهر الغيب دون أن تطلب منه ذلك

و يحبك في الله و في الله دون مصلحة ذاتية .

ويحرص على فائدتك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه

وهو الذي يرفع شأنك بين الناس ،
و تفخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته أو السير معه


و يفرح إن احتجت اليه و يسرع لخدمتك راغباً .
و الذي يحب لك ما يحب لنفسه

هذا هو

الصديق

وهو

كنز

و لكن مفقود

جعلنا الله وإياكم ممن يناديهم المنادي يوم القيامه:
لكم النعيم سرمدا ... تحيون ولا تموتون أبدا ... تصحون ولا تمرضون أبدا
تنعمون ولا تبتئسون أبدا
يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا
اللهم آآآآآآآآآآمين يارب العالمين ...












رد مع اقتباس