وإذا كانت بني وليد غير خارجة عن الشرعية ـ كما يدعي من يعارض تنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام ـ فلماذا تُمنع القوات المُكَلَّفة من الدولة بالقبض على المطلوبين منها، وكيف تكون بني وليد خاضعة لشرعية الدولة والدولة غير قادرة على دخولها! فالمطلوبون من بني وليد بمقاومتهم للدولة ومقاتلة جيوشها، هم من يُعَرِّضون المدنيين في مدينة بني وليد للخطر، تراهم يتباكون عن قتل المدنيين والحَلُّ بأيديهم، وما الفرق بين بني وليد وبين أي مدينة من مدن ليبيا؟!
فما يحصل في بني وليد مسألة وطن، تهم ليبيا كلَّها، بما فيهم أهل بني وليد، وليست مسألة قبيلة.
فأهل بني وليد أنفسهم، الشرفاء الصلحاء، الخيرون الأوفياء، منهم من اختطفَتْه وامتلكَتْ حريَّتَه الجماعة المارقة، المطلوبة للعدالة، ولا يزالون مستضعفين ومظلومين ومُهجَّرين تُدَمَّر بيوتهم، وتصادر أموالهم، وتحرق ممتلكاتهم، يستغيثون ولا ينتصر لهم أحد!
أما عن الإشاعات، كقتل خميس، أو القبض على أعوانه، وكذلك تحريك دعوات في هذا الوقت، للخروج عن الدولة، أو التظاهر ضد المؤتمر الوطني العام، فليس ذلك إلا من حرب الإشاعات التي هي جزء من المعركة، لصرف الأنظار عن الهدف الأصلي، وهو تنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام، حتى يختلف الناس في الأولويات، وتفترق الكلمة ليفلت المطلوبون من العقاب، ويتميع القرار.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني