ويغضب رب العباد
ويغضب
ويَوْمَ الْقِيامَةِ هَوْلٌ وَكَرْبٌ
ويَغْضَبُ رَبُّ الْعِبادِ ويَغْضَبْ
وتاللهِ إنَّ الْحَلِيمَ ضَحُوكٌ
هُوَ اللهُ إِنْ شَاءَ مَا مِنْ معقِّبْ
يَشِيبُ الْوَليدُ وَتَذْهَلُ أُمٌّ
فَتُلْقِي رَضِيعاً لها ثُمَّ تَهْربْ
هُوَ الْيَوْمُ يَوْمَ نَفِرُّ جَمِيعاً
إلى اللهِ نخْشى عذاباً ونرْهبْ
نُشَرِّقُ حِيناً نُغَرِّبُ أُخْرى
يَمِيناً شِمالاً نَجِئُ ونَذْهبْ
وإنّا لنرْجُوا نَجاةً وعَفْواً
ونَعْلَمُ أنْ لا سَبِيلاً لِمَهْرَبْ
فنأْتِي نَبِيّاً نَقُولُ أَغِثْنا
يقُولُ ألا إنَّ للهِ أَقْرَبْ
لآدَمَ رُحْنا لِمُوسى لعيسى
وحتَّى أَبُو الأَنْبِياءِ تَجَنَّبْ
وكُلٌّ يَقُولُ أنا الْيَوْمَ نَفْسِي
فَكَيْفَ بِعَبْدٍ ضَعِيفٍ وَمُذْنِبْ
لأحْمَدَ رُحْنا وَقُلْنا أَرِحْنا
فإنّا هَلَكْنا وكِدْنا نُعَذَّبْ
وأنْتَ كَما أنتَ خَيْرُ الْبَرايا
حبيبٌ إلى اللهِ عَبْدٌ مُقَرَّبْ
وأُوتِيتَ فَضْلاً وَسَبْعاً ونَهْراً
وأنْتَ الشَّفِيعُ فمنْ ذا يُكَذِّبْ
فقامَ الْحَبيبُ وقالَ صَدَقْتُمْ
وإنِّي لِيَوْمٍ كَهذا وأَصْعَبْ
ويَمْضِي إلى اللهِ يَرْجُوهُ إذْناً
فَيُؤْذَنُ أَنْ ليْسَ أَحْمَدُ يُحْجَبْ
فَيَسْجُدُ للهِ حَمْداً وشُكْراً
ويُثْنِي عَليْهِ كما كانَ يَرْغَبْ
فَيُلْهَمُ خَيْرَ الْمَحامِدِ فَضْلاً
ولَمْ تَكُ إلا لِأَحْمَدَ تُجْلَبْ
ويَسْمَعُ صَوْتاً يُنادِي مُحَمَّدْ
لَعَمْرُكَ فَضْلِي أَعَمُّ وَأَرْحَبْ
فَسَلْ تُعْطَ واشْفَعْ فَحَتْماً تُشَفَّعْ
وإنّا سَنُرْضِيكَ حَتَّى لَتَعْجَبْ
فَقَالَ الحبيبُ وما كنتُ أَرْضَى
وَوَاحِدُ مِنْ أُمَّتِي أَنْ يُعَذَّبْ
فإنْ وَجَبَ الْعَفْوُ مِنْكَ إلهي
فَعَفْوُكَ عَنْ أُمَّتِي كانَ أَوْجَبْ
ولَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْداً وإنِّي
أَعُوذُ بِوَجْهِكَ أنّا نُعَذَّبْ
فَيَسْمَعُ صَوْتاً يَقُولُ فَأَبْشِرْ
وأَخْرِجْ مِنَ النّارِ مَنْ جِئْتَ تَطْلُبْ
وَمَنْ قَالَ أَنِّي أَنا اللهُ حَقّاً
فَمَنْ قَالَهَا مُوقِناً لَنْ يُخَيَّبْ
وأَشْهَدُ أَنِّي أنا اللهُ فاشْهَدْ
وأنَّكَ مِنِّي حَبِيبٌ مُقَرَّبْ
وأَنَّكَ خَاتَمُ رُسْلِي جَميعاً
وأنَّكَ أفْضَلُ خَلْقِي وأَقْرَبْ