تقول العرب , رب ضارة نافعة . . . الاستعمار كمؤسسة كان مشروعا للهيمنة و الاستغلال و احد ابشع أشكال إستكبار القوي و عنصريته تجاه من هم أضعف منه . و لكنه مع ذلك جلب فوائد للشعوب الضعيفة سواء كان ذلك مقصودا ام لم يكن . لكن حصر التطور و التقدم بالإنسان الاوروبي فيه نوع من احتقار الذات و العنصرية . و قضية ان اوروبا بعد عصر النهضة شكلت نواة الحضارة المعاصرة فذلك امر مفروغ منه و لهذا فالانسان الاوروبي يجلب معه تلك الفعالية أينما ذهب . لكن ان نجعل تلك الفعالية اوروبية حصرا فهذه واحدة من الافكار السامة التي تزيد من شلل الفاعلية لدينا . و نحن لسنا بحاجة لتثبيط الناس بقدر ما نحن بحاجة لنتعلم من الغير و نؤمن بقدرتنا على الإنجاز إذا ما حررنا طاقاتنا و قدراتنا و وجهناها في الاتجاه السليم . و بعض الشعوب الاسيوية تقوم بذلك الآن ببراعة اذهلت الاوروبيين أنفسهم . . . التاريخ دورات , صعود و نزول و تفاعلات , تنتهي دورة لتبدا اخرى , و لا يصح ان ننتقى لحظة تاريخية لنحكم بتفوق عرق على عرق .
بخصوص الاستعمار. بعض الناس ممن لا يؤمنون بانفسهم يفضلون ان يكونوا عبيدا تحت يد سيد غني على أن يكونوا احرارا و فقراء . . . و هذا المنطق الذي لا يعطي قيمة للكرامة و الحرية هو الذي يجعل البعض يندهش لماذا قام الشعب الليبي ضد القذافي و لماذا يثور السوريون ضد بشار . و لماذا حاربنا الاستعمار . فالمسألة متعلقة بنظرتنا لانفسنا و إيماننا بقدراتنا . و البعض تخور قواه بعد تجارب بسيطة فيقرر العودة للزنزانة أو للزريبة . مفضلا وجبتين في ضل نعيم العبودية على وجبة واحدة في جحيم الحرية . و الحرية و الكرامة غالية و تحقيقها بشكل تام امر يحتاج لجهود جبارة و تعاقب للاجيال المؤمنة بها . . . نحن نبدأ بالتحرر فعلا عندما نكف عن ان نكون اسرى اللحظة التي نعيشها