منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - واشنطن تقيل قائد "أفريكوم" وتستنجد بالجنرال رودريغيز "مهندس حرب أفغانستان" والداعم للتدخل العسكري بمالي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-21, 01:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
bmokhtar
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










B11 اللواء مجاهد يعلق لـ”البلاد” عن أزمة مالي: 3 آلاف جندي سيغرقـون في حـرب لانهايــة لهـا

لقوات البرية ستغرق في “مستنقع” الصحراء وسلاح الجو لن يحقق المهمة

عثماني عبد الحميد

شدد اللواء عبد العزيز مجاهد على أن الجهات الدافعة باتجاه تدخل عسكري وشيك في شمال مالي، تبحث عن “موطئ قدم” لها لإيجاد مدخل إلى المنطقة، لأن مثل هذه التدخلات لن تكون مؤقتة، مستدلا في هذا السياق بما وقع في أفغانستان تحت غطاء ملاحقة بن لادن، وما تعرضت له جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية على يد النظام المغربي، متسائلا: “كم دامت تلك التدخلات العسكرية؟”
وخلص المتحدث في تصريح لـ«البلاد” إلى القول: “هذه الحملة مجرد ستار دخان لتغطية وتمويه الاحتلال العسكري في منطقة الساحل الإفريقي”، قبل أن يطرح اللواء المتقاعد في صفوف الجيش الوطني الجزائري سؤالا أخلاقيا وسياسيا حرجا عن جدوى محاربة من ينتج ويهرب المخدرات لعصابات ترويجها.
وصرح اللواء المتقاعد بأنه يقصد بذلك المغرب الأقصى الذي سيكون طرفا سياسيا وعسكريا في قوة “الإكواس”، بدعم فرنسي لكونه يمثل يدها الطولى كأقوى حليف يبحث هو الآخر عن لعب دور متقدم في منطقة الساحل في إطار الصراع على الصحراء الغربية.
وأكد الخبير العسكري أن من أهم أهداف التوجه العسكري في شمال مالي هو استدراج الجزائر إلى “المستنقع”، ضمن خطة شاملة ترمي إلى إضعافها والنيل منها لتنفيذ سيناريو أشبه بما جرى في بعض البلاد العربية.
وأوضح المتحدث أن الجميع يدرك أنه لا حل في المنطقة إلا بإرادة الشعب المالي وبإشراك قواه الذاتية، لأنه لا يوجد حل عسكري لأزمة سياسية، على حد تعبيره، وهو ما من شأنه عزل مافيا المخدرات والمرتزقة من خلال طرح مباحثات ونقاشات سياسية داخل المجتمع المالي.
وعاد المدير الأسبق للمدرسة العسكرية المتعددة الأسلحة بشرشال إلى تعليل موقفه المذكور، عبر إثارة قضايا إستراتيجية مهمة على أجندة التدخل العسكري الذي سيكون ـ وفق رأيه ـ بداية لا نهاية لها ومن دون نتائج مضمونة، حيث يتساءل اللواء مجاهد بهذا الشأن، هل هناك قواعد إمداد عسكري، من أين ستأتي القوة التي تغطي معركة ممتدة على منطقة أكبر من مساحة الدولة الفرنسية كاملة، هل يكفي 3 آلاف أو حتى 10 آلاف جندي لخوض التدخل، قبل أن يعقب على الأمر بالقول: إن هؤلاء العساكر سيتيهون فوق رمال الصحراء، ليكون حالهم أشبه بـ3 آلاف إبرة في عرض المحيط البحري. أما عن الطيران الجوي فقد قال عنه المتحدث إنه لا يحسم هذا النوع من المعارك بل يمهد الطريق فقط عبر تدمير بعض الأهداف والمنشآت مثلا، بينما السيطرة يجب أن تكون على الأرض وبكسب القوة والتأييد الشعبي.
وأضاف متسائلا في السياق نفسه، أين هي القوة الإفريقية المهيأة والقادرة على التدخل في المنطقة، وأين وسائل الاستطلاع، مؤكدا أن العملية تكلف مئات الملايين وربما الملايير من الدولارات، حتى تكلفة الوقود لوحده المستعمل لقطع المساحات الشاسعة، زيادة على نقل العتاد والمؤونة والذخيرة سيكون جد مكلف، كما قال.
وجزم خريج المؤسسة العسكرية الجزائرية بأن الدول الغربية لن تشارك بجنودها في المعركة، لأنها تعمل بمبدأ “صفر خسائر” في ظل الضغط المدني الذي تمارسه فعاليات المجتمع المدني في الغرب، وبالتالي سيقتصر وجودهم على عناصر المخابرات، إضافة إلى طائرات من دون طيار للاستطلاع، والتأمين المادي واللوجستي.
ومن ثمة فإن الهدف الأول والأخير ـ يقول اللواء مجاهد ـ ليس حل الأزمة في مالي، بل تفعيل تجارة الأسلحة لصالح المركب الصناعي الغربي، فلو كانت النية صادقة لقاموا ـ من وجه نظر المتحدث ـ بتدعيم الجيش المالي بالوسائل والإمكانيات اللازمة لمواجهة الوضع القائم، بدل أن يمنعوا عنه الأسلحة والمعدات في موانئ ساحل العاج والسنغال. وعليه، تبقى طروحات الجزائر بشأن أسبقية الحل السياسي على التدخل العسكري هي المقاربة الأكثر واقعية وعقلانية، لأنها تنطلق من مراعاة مصلحة ومصير الشعب المالي، مثلما أنهى الرجل كلامه.










رد مع اقتباس