إن كل صداقة في غير الله تعالى
تنقلب يوم القيامة عداوة،
قال تعالى:
"الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ"
[الزخرف:67]
، فالأصدقاء في هذه الحياة
يعادي بعضهم بعضًا يوم القيامة إلا أصدقاء الإيمان،
الذين بنوا صداقاتهم على الحب في الله والبغض في الله.
الزم صُحبة الأخيار ومودة المتقين الأبرار
الذي تزيدك صحبتهم استقامة وصلاحًا،
فإن صحبة هؤلاء تورث الخير في الدنيا والآخرة،
ولذا أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بها،
فقال جل ذكره:
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )
الكهف:28].
يا مريد الخير
أنت في الناس تقـاس --- بالذي اختـرت خليـلاً
فاصحب الأخيار تعلو --- وتنل ذكــراً جميــلاً
ولا تصاحب الفساق والفاسدين فتكون مثلهم،
ولا تجلس إلى أهل الدنايا فإن خلائق السفهاء تعدي،
قال علي بن أبي طالب :
«لا تصاحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله».
أخي الحبيب:
يجب عليك اختيار الصديق من الناس
كما تختار الجميل من المظاهر،
واللذيذ من الطعام،
والسائغ من الشراب،
فإن أهل الشر والدناءة لا يدخرون لك إلا شراً ودناءة،
واعلم أنه ليس كل من كان جميل اللسان عذب الكلام دائم الابتسامة بصديق، فلربما أعجبك ملمس الثعبان ولكنه ربما لدغك.
واحذر مؤاخاة الدنيء لأنه يعدي --- كما يعدي الصحيحَ الأجربُ
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً --- إن القرين إلى المقارن ينسب