السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بخطى ثابتة تقدم نحوي ، كانت علامات النباهة والذكاء
تعلو محيّاه البريئ ..
هو صبي في التاسعة أو العاشرة من عمره ، سألته كما عادة الكبار أن يفعلوا
مع الصبية مثله : في أي صف تدرس ؟
أجاب بلباقة ـ نفتقدها غالبا نحن معشر الكبار ـ وبكل ثقة :
في الصف الرابع يا عم .
رده اللّبق والواثق شجعني على طرح سؤال أخر "روتيني" عندنا : وما تتمنى أن
تكون لمّا تكبر ؟
حسبته سيتردد ولكنه أجاب : ضابطا ساميا أو سمسارا !!!
تمتمت بيني وبين نفسي : " هذا الفتى أكبر من سنه "
وسرحت بذهني لماضٍ ليس بعيدا تماما ..
يومها كانت أحلامنا ـ ونحن صبية نرتاد المدارس ـ وأجوبتنا على السؤال أعلاه لا يمكن أن تكون إلا من هذا القبيل : طبيبا ، مهندسا أو طيارا ...
مالذي تغير بين الأمس واليوم ؟
كيف وصلنا لهذه الحال ؟
هل هناك أمل في أمة أقصى أحلام براعمها أن يكونوا سماسرة ؟
أشك في ذلك كثيرا .