منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - توكل على الله ..و احفظ كتابه في أقل من...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-14, 19:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
jusef_sad12
عضو جديد
 
الصورة الرمزية jusef_sad12
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تجربة

كثيرا كنت اسمع عن حافظات وحافظين لكتاب الله
كنت اراهم كنجوم تتلألأ في سماء فلا احاول ان امد يدي لالمس تلك النجوم
مجرد لمس لانني كنت اظنني بعيدة جدا عنهم وانني يلزمني الكثير
حتى ابدا بمسيرتي اليهم وربما لا اصل حتى لو بدات

نيتي في الحفظ لم تبدا في هذه الدورة بل هي رحلة دامت عمرا كاملا من عمري
فلا اضخم الامر ان قلت انني ما مرت علي سنة الا وكنت قد بدات رحلة حقيقة
وخططت فعلا وقسمت المصحف على ايام وحددت الكمية اليومية المطلوب حفظها
وخطة تبدو متكاملة لا تلبث ان تنهار بعد ايام قلائل

ثم يتبع ذلك الاحباط والاحساس بالذنب والتقصير
و كل تلك المشاعر السلبية التي تصاحب الفشل في الحفظ
حتى ان حاولت مجددا كنت موقنة بالفشل قبل ان ابدا وبالفعل ان بدات فلا اكمل

ظلام دامس سيطر على تفكيري حيال الامر
لماذا لا اتمكن من الحفظ ؟
لا بد اني لا استحق ان اكون من حملة كتاب الله
وغيرها من الافكار المدمرة للهمة والنفس والارادة

هذا بالنسبة للقران
اما بالنسبة لمهارة الحفظ واستخدام الذاكرة فقد تخليت عنها منذ زمن طويل
مدعية انني بامكاني تسيير اموري دون الحاجة للحفظ الحرفي في اي شيء
فالمنطق واللغة واسلوبي يغنيان عن الحاجة لاي حفظ
كنت اكتب دروس التاريخ باسلوبي عندما كنت طالبة ابتدائي واعدادي وثم ثانوي
فقط المحفوظات الشعرية كنت احفظها وبصعوبة بالغة
توجهت لفرع علمي واتممت دراستي الجامعية في الكيمياء
حيث لا حاجة للحفظ الحرفي مطلقا برايي
وهكذا بدات تترسخ لدي قناعة ان ذاكرتي ضعيفة فانا لا اقوى على الحفظ
وبالفعل اصبحت انسى امورا كان من المستحيل ان انساهات سابقا
واقتنعت ان ذاكرتي ضعيفة وتحتاج لعلاج وانا لا اعرف كيف اعالجها
واستمرت الذاكرة بالانكماش فانا لا اثق بها
ومع القران كان الامر في تدهور اكثر حيث وصلت ان لا اتمكن من تثبيت 3 ايات
احفظها بحوالي ساعة صباحا لاجدها تلاشت في الظهيرة

ومع بداية رمضان الماضي وقعت بين يداي مذكرة حول حفظ القران في 30 يوما
حين وصلت لطرق الحفظ التي طرحوها في المذكرة اندهشت للغاية
قالوا ان احد الطرق هي حفظ الصفحة كاملة وكانها لوح
كتبوا انه يتم القراة 3 مرات مع التركيز الشديد
ثم غيبا 3 مرات مستعينا بالمصحف حين تتوقف
ثم 3 مرات بعد ان تتمكن من قراءتها دون اخطاء
وقد تزيد عدد المرات بحسب حاجتك حتى تصل 11 قراءة بين القراءة والغيب
فتحتاج ما بين 10 الى 15 دقيقة لتحفظ الصفحة

سخرت من نفسي
نعم سخرت منها فهل انا التي لا احفظ 3 ايات طوال اليوم ساحفظ صفحة في ربع ساعة

وبرغم السخرية قررت ان اجرب وجربت واذهلتني النتيجة
ربع ساعة حفظت صفحة
حفظتها فعلا
اكاد لا اصدق
مضيت احفظ كنت احفظ 4 الى 6 صفحات باليوم
ولكن بردت الهمة وضاع التركيز وبعد انهاء جزءين توقفت كليا عن الحفظ

وغادرنا رمضان تاركا في قلبي غصة على ما فرطت

ومرت الاشهر بين لوم لذاتي وعتاب محاولات يائسة لاسترجاع الهمة واستنهاض الارادة
لكن دون جدوى

لمعت عيناي حين رايت اعلان دورة تغيير العقل لحفظ القران في مهارتي في اقل من 30 يوم
لا اذكر ان كنت سجلت مباشرة او تباطات بالتسجيل
واغلب الظن اني لم اسجل مباشرة
فقد سمعت من يقول داخل راسي انت لا تنفعي هنا
لن تقدري على المتابعة فانت مشغولة جدا واكيد هذه الدورة ستاخد كل وقتك ومن هذا الكلام

كنت كلما دخلت المنتدى اهرب من اعلان الدورة وابتعد كي لا اراه
لاحقتني اختاي افق ونادية لهراكي ونصحتاني ان اشترك فهي فرصة ربما لا تعوض
فسجلت على مضض دون ان ابوح لهما بحقيقة مخاوفي

جاء دور تحديد موعد المقابلات
حددته ايضا دون حماس زائد
لكن بشيء من الالتزام فطالما سجلت يجب ان التزم
فاتني الموعد فتحرقت لوما لذاتي وتعنيفا لها
وازدادت حرارة الالتزام وبدات شرارة الحماس
يجب ان اجد موعدا بديلا
حينها كان حجز موعد جديد من اصعب ما يكون فالاوقات مكتظة
جلست ليلة كاملة انتظر امام النت حتى تمكنت من التواصل مع الاستاذة بيان واجريت المقابلة

ومع انني مدربة ومع انني قدمت حاضرات عديدة عبر النت
الا ان هذه المقابلة كانت صعبة
كيف اجاوب على الاسئلة
شعرت بالانكماش خجلا من تقصيري وتفريطي واهمالي امام كلام استاذتي البسيط والعادي

وبعبارتين لخصت لي الاستاذة فكرة الدورة
ثم قالت اليك واجب
فاختاري الحفظ او التلاوة
في تلك اللحظات كانت شرارة الحماس قد اضحت موقدا ولم تعد مجرد شرارة
لم اتردد في قول : الاثنان تلاوة وحفظ ...لشدة حماسي
وبالفعل اعطتني وحددت الوقت

وهنا بدات اصعب مرحلة من مراحل الدورة
فبمجرد ان انهيت المقابلة اصابني الم غريب اجبرني على ترك كل شيء
مع انني كنت قد قررت ان اكمل الليل حتى الفجر في الواجب المعطى لي
في الجامعة كثفوا الدوام فها هم المحاضرون قد جاؤوا من الكويت
وسيقدمون لنا برامجهم في الارشاد النفسي للمراهقين خلال ايام متتابعة بشكل مكثف
في المدرسة الادارة تريد نتائج الفصل الثالث للفصول الثمانية التي اقوم بتدريسها
يعني لا وقت للتنفس او النوم او اي اشي
والتدريب المطلوب ختم القران تلاوة في 6 ايام
وصلت للجزء 13 وانتهى الامر
اخبرت الاستاذة بيان بعد مرور 7 ايام بما وصلت اليه

وا زاد من الضغط دورة التجويد
فانا احتاجها بشدة لكنني اكون في الجامعة في وقتها

يا الله ماذا افعل
قدمت اسبابي للاستاذة وجاء الرد كان رسالة اوف لاين قالت فيها
انت يا ناهدة يبدو انك مشغولة جدا
واقترح ان تنتظري لدورة اخرى تكوني فيها اقل انشغالا كي تتمكني من المتابعة بجدية

اغلقت المسنجر
والجهاز
وغادرت الغرفة

لم اكن اشعر بوجودي
وكأن جبلا عظيما قد اطبق على صدري
ذرفت دموعا مريرة فها انا من جديد اقصر بحق نفسي
وتضيع الفرصة من يدي

قررت
ساكمل الواجب برغم كل الظروف
وسيكون ردي للاستاذة عمليا وليس كلاما
وبالفعل اكملت وتركت لها رسالة في اليوم التالي
قلت فيها انني اتممت الواجب واني ان كنت سانتظر حتى اتفرغ
فهذا يعني انني لن احظى بفرصة للحفظ مطلقا
فهذه هي طبيعة حياتي و عملي ضغط متواصل
رجوتها ان تمنحني فرصة جديدة وانني سالتزم برغم كل شيء

وكانت سعادتي لا توصف حين جاء الرد يحمل لي الامل بفرصة جديدة
اكلت الواجب اكلا وارسلت الرد حوله
فجاء التدريب التالي وهو حفظ 16 صفحة ب 4 ساعات
بداته بنفس القوة وانجزته
حفظ 20 صفحة خلال اربع ساعات في اليوم الاول ومع انه كان شبه مستحيل سابقا لكنه تم بحمد الله
ولكن هل يرتاح البال؟ وهل يهنا الشيطان ويستسلم؟ ابداً
في اليوم التالي سيطرت على راسي فكرة اين حفظ الامس؟
هل هو موجود؟ هل ضاع؟ هل نسيته؟
فكانت الحصيلة 16 صفحة بدل ال 20

مرت هذه المرحلة لانتقل الى المرحلة الاكثر صعوبة : التجويد
كيف ساخوض الاختبار وانا كل ما اعرفه هو احكام النون الساكنة والتنوين ومن ايام الطفولة

وارسل لي ربي العون
اخي ابراهيم عزام كان قد حضر دورة التجويد فاعطاني ملخصا وراجع معي
وقدمت الاختبار وانا في غاية الرعب ان افشل فاخرج

اعلنت النتائج ووجدت اسمي بين المقبولين
وسارت قشعريرة في جسدي عندما رايت حال الحزن العارمة التي اصابت الباقين
وكانت كلماتهم تمزق خلايا دماغي وتولد سؤالا داخله هل اخذت مكانا لا استحقه
لا بد ان من بين الذين خارج الدورة من سيلتزم اكثر مني
ها هم يناشدونا ان ننجح كلامهم حرك روحي فاضطربت وارتعبت

وجاء اليوم الاول
اما هذا اليوم فلا استطيع ان ادونه هنا
ففيه من الذهول والدهشة والرعب والتوتر وكل انواع المشاعر ما لا يمكنني وصفه بكلمات
ربما هنا يستطيع المدرب ابو زياد حفظه الله ان يفهم ما اقصد
وحده الله يعلم ما حصل لي

المهم بدات الرحلة
ولا بد ان تبدا معها الاحداث والتوترات والازمات
ولكن هذه المرة كانت حواجزا داخلية داخل نفسي وعقلي
وبدا الصراع الصامت القاتل البارد
بركانا من الافكار السلبية تدفق داخل راسي ليقف سدا امام الكلمات فها هي لا تصل لداخل عقلي
المدرب يطلب كمية معينة وانا لا انجز ربعها وتلاشت القدرة على التركيز مع هذا الك الهائل من التوتر
فانحدر مستوى الحفظ لربع ما كنت احفظ في بداية الدورة

اكتشفت بعد ذلك انني لم اكن ملتزمة ببعض التوصيات
فقررت ان التزم كليا بكل التوصيات وبادق التفاصل وفعلت ذلك فتصاعدت كمية الحفظ سريعا

ولكن ما زال هناك ثغرات
فهل انا احفظ ما احفظ؟
المدرب يقول نعم بالتاكيد
وانا اخاف ان انظر للصفحات الحفظ السابقة كي لا اكتشف انها اختفت من دماغي
لكن المدرب يقول لم ولن تختفي
فكان القرار الذي خلصني من كل الافكار السلبية
الثقة
الثقة العمياء
بل الثقة العمياء الواعية
طالما ان استاذي يقول ان الحفظ موجود فهو موجود وثقت بكلامه اكثر من 100 بالمئة
ومضيت احاول تطوير طريقة الحفظ كي اصل للعدد المفروض حفظه خلال 4 ساعات يوميا

خلال تلك الفترة كنا في مجموعات
وكان التواصل بين اعضاء مجموعتي يتم بصعوبة
ورويدا رويدا وجدت نفسي وحيدة فقد انسحبت اختاي من الدورة ولكل اسبابها
ودون شك لهذا تاثير سلبي علي الا ان اختي العزيزة هدى ام عمر لم تسمح لذلك ان يحدث
فقط اعطتني جرعة مركزة من الدعم والتشجيع عندما حملتني راية المجموعة وتركتها في عهدتي
فلا يمكن ان انسى هذا التشجيع ما زلت اسمع صوتها في اذناي مع انها كتبته ولم تنطقه

ومن اهم الامور التي ساعدتني للوصول الى هنا هي انضمام اختي نسرين للدورة
فقد كان وجودها بجانبي يوميا دعما نفسيا قويا لي

وجاء اليوم الموعود يوم اختتام الدورة
في هذا اليوم كنت اشعر بروحي تحلق في اعالي السماء سعادة لا توصف
وبدات افهم معنى دموع الفرح التي كنت اراها في اعين الفرحين سابقا واستغربها
كان قد بقي لي عدد من الصفحات وجلست في الساعات الاخيرة احفظ ما تبقى لدي
وختمت بحمد الله قبل الدورة بربع ساعة فقط
لاجد نفسي مباشرة داخل القاعة وبين الحفل الكريم وبين اخواتي واخواني والمدرب والاساتذة الكرام
لم تتسنى لي الفرصة لاجلس مع نفسي وافكر في ما حصل
ورويدا رويدا انتهى الحفل لاجد نفسي اجلس وحيدة حيث بدات اعي ما حصل

لقد
لقد ختمت
لقد ختمت القران
لقد ختمت القران حفظا



يا الله
وسالت الدموع فرحا وحزنا والما وندما وحرقة وخوفا ورعبا وضعفا
فرحا بما وفقني الله اليه من خير لا يوصف
حزنا لانني فهمت الان حزن من لم يتمكن من الانضمام او من اضطر للانسحاب او من جاء الاختام قبل ان يختم
الما وندما على ما كنت قد قصرت في ما مضى من عمر
خوفا ورعبا من المسؤولية التي حملتها حديثا ولعلمي ان هذا الختم ليس سوى تذكرة الدخول
ضعفا لاني لم اجد وسيلة اشكر بها استاذي ومعلمي وشيخي ومدربي
د.ناهدة