[بنت الرّحّل]

تحية طيبة وبعد :
أختي الكريمة مع أنك تحاولين إقناعنا بأنه لم يوجد حرام بينكما وهكذا أقنعت نفسك لكن مجرد الكلام بينكما في الفايس بوك اسمه حرام
لأنه من الذي قال لك أن هذا حلال ومن أين أتيت به ؟ وفرضا فرضا أن أحدا قال بأنه يجوز كيف تصنفين الخلوة التي بينكما ؟

ومن نتائج هذا الكلام هو الراحة التي تتحدثين عنها وإلا لو أمسكت من الأول ما كنت ترتاحين له
ثم كيف ترتاحين لشخص كلامكم كله في الدراسة يعني هو كلام جاف ... وهل الكلام الجاف ينتج انطباعا أصلا

أتصور أن الجفاف لا يأتي إلا بالجفاء
ولكن الرطوبة تأتي بالثمار والطحالب أيضا
وقد ذكرتها بقولك عن زينه وأخلاقه الذين لم يمنعانك من التعلق به
فأنت إذًا تحبينه وكفى ؟؟

أخيتي الكريمة لنكن صريحين مع أنفسنا ولا نكون كمن كذب كذبة على الغير فصدقها هو وآمن بها ونسي أنه هو الذي اخترعها
لا وجود لعلاقات بريئة بين الرجل والمرأة لأن نهايتها واضحة جدا والخواطر التي لا تصان من الأول صعب صيانتها في الأخير

وأزيدك أن البراءة لا تكون في مثل هذه الخلوات لأنني وإن أقنعت نفسي بها فلن أستطيع أبدا أن أكذّب رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)

فعليك إدراك ذلك جيدا وعليه :
واجبك أن تقطعي علاقتك به وبغيره للأبد وهو رجل وفي الرجال من يمكنهم مساعدته، وأنت أنثى في الإناث من يمكنك مساعدتهن

وإن افترضنا عدم وجود من يساعده فإن التقوى من خير العمل... وإلا الطريق الذي هو فيها هي من سوق البنات يا أختي
و وكثير من البنات يقعن في الحب والغرام من جراء ما تتحدثين عنه !!!
فعن أي سوق كرهه بالضبط يتحدث
وهل هو يسمح لأخته أن تفعل هذا الذي تفعلين ؟
وبالضرورة هل أهلك يعلمون ما تفعلين من تدريسه ومساعدته والتكلم معه في الفايس بوك ويباركون عملك ...
لا أتصور هذا أبدا ...!!!! ...
لذا أنصحك ألا تضعي نفسك في مواقف مثل هذه تبدأ براحة و لا تدرين بماذا تنتهي

أصلا أنا أتصور أن الراحة هي الحب وهي من أعراضه وإن كنا دقيقين و دون أن نكذب فهذا الشعور قد تملكك أختي

وما دام في البداية فعليك أن تدركي نفسك ولا تعودي للعب بقلبك مرة أخرى وأما الزواج فبدايته واضحة صريحة معلنة تكون في الضوء ولا تكون في الفايس بوك و والرسائل والدروس
ومادام ليس بإمكانك الزواج فاضربي على قلبك سدا كسد ذي القرنين على قوم هأجوج ومأجوج لا يستطيع أحد له ردما ولا هدما حتى يأذن الله بذلك
حافظي على نفسك وعلى قلبك ولا تمشي في هذه الطريق ولا تضحكي على نفسك بالتبريرات فإن الحقيقة عند الله معلومة

ولعلي أعطيك مثالا يوضح لك شيئا من كلامي لقد قال تعالى : ((هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)) فتأملي هذه الآية
فالسكن هو الاطمئنان والتأنس والراحة ! فإن سكنت لرجل غريب ليس بزوجك فأنت تمنحينه شعورا لا يحـــل له ولا يحل لك منحه إياه ...!
ولك أن تتفكري في هذا
أكتفي بهذا القدر الذي كتبته عن رأيي الذي تطلبينه !
أتمنى لك التوفيق