فصل في ذكر جملة من الآداب للمرأة المسلمة:
1- أدب المشي في الطريق:
روي أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققنَّ الطريق عليكن بحافات من لصوقها ) هذا لفظ أبي داوود.
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث يحققن الطريق : هو أن يركبن حقها ، وهو وسطها فنستفيد أنَّ المرأه تمشي في حافة الطريق لا في وسطه ولذلك كان نساء الصحابة رضي الله عنهن إذا مشت الواحدة منهن تلصق ثيابها بالجدار
2- أدب مخاطبة المرأة للرجال الأجانب عند الحاجة لذلك :
وذلك يكون بكلام معروف وليس فيه تكسر ولا خضوع بالقول و بإختصار وأن لا يكون في خلوة
قال الله تعالى : (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنَّ قولاً معروفاً)
وقال الله : ( إنَّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) سورة القصص .
قال بعض العلماء كأنها برقية أوصلتها له من أبيها بكلمات معدودة .
وقال ابن كثير رحمه الله: ( وهذا تأدب في العبارة لم تطلبه طلباً مطلقاً لئلا يوهم ريبه بل قالت إنَّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) يعني ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا ) ، تفسير سورة القصص .
3- أن تكون المرأة حيية :
قال الله فجاءت إحداهما تمشي على استحياء )
قال عمر رضي الله عنه جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ، لسيت بسلفع خراجة ولاجة)
هذا سند صحيح : قال الجوهري السلفع من الرجال الجسور ومن النساء الجريئة السليطة / ذكره ابن كثير في تفسير سورة القصص.
4- أن تباعد نفسها عن مجامع الرجال ما استطاعت إلى ذلك سبيلا :
قال الله ( ولمَّا ورد ماء مدين وجد عليه أمةً من الناس يسقون ووجد من دونهمُ امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) القصص.
قال الشوكاني رحمه الله : ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء) أي أن عادتنا التأني حتى يصدر الناس عن الماء وينصرفوا منه حذراً من مخالطتهم أو عجزاً عن السقي معهم./ تفسير سورة القصص .
5- أن لا تكثر من الخروج من البيت لأنَّ الله أمرها بالقرار والاستقرار في البيوت (وقرن في بيوتكن) .
فصل في نقل فتاوى العلماء في حرمة التبرج والأمر بالتستر والحجاب :
1- فتوى رقم (21352):
س: فقد انتشرت في الآونة الأخيرة عباءة مفصلة على الجسم وضيقة وتتكون من طبقتين خفيفتين من قماش الكريب ولها كم واسع و بها فصوص وتطريز وهي توضع على الكتف فما حكم الشرع في مثل هذا العباءة؟
أفتونا مأجورين ونرغب حفظكم الله بمخاطبة وزارة التجارة لمنع هذه العباءة وأمثالها.
ج: العباءة الشرعية للمرأة وهي (الجلباب) هي ما تحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة وبناء على ذلك فلا بد لعباءة المرأة أن تتوافر فيها الأوصاف الآتية:
• أن تكون سميكة لا تظهر ما تحتها ولا تكون لها خاصية الالتصاق
• أن تكون ساترة لجميع الجسم ، واسعة لا تبدي تقاطيعه
• أن تكون مفتوحة من الأمام فقط ، وتكون فتحة الأكمام ضيقة
• آلا يكون فيها زينه تلفت الأنظار ، وعليه فلا بد أن تخلو من الرسوم والزخارف والكتابات والعلامات
• آلا تكون مشابهه للباس الكافرات أو الرجال
• أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداء وعلى ما تقدم فإن العباءة المذكورة في السؤال ليست عباءة شرعية للمرأة. فلا يجوز لبسها ، لعدم توافر الشروط الواجبة فيها ، ولا لبس غيرها من العباءات التي لم تتوافر فيها الشروط الواجبة ، ولا يجوز كذلك استيرادها ، ولا تصنيعها، ولا بيعها وترويجها بين المسلمين لأَّن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، والله عز وجل يقول : (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) و اللجنة إذ تبين ذلك فإنها توصي نساء المؤمنين بتقوى الله تعالى والتزام الستر الكامل للجسم بالجلباب ، والخمار عن الرجال الأجانب ، طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وبعداً عن أسباب الفتنه والافتتان.
ج17 ص(139-141)
2- س1 من الفتوى رقم (20513)؟
ظهرت في الآونة الأخيرة أنواع من (البلايز) الماسكة على الجسم بحيث تصف الجسم فما حكم لبسها أمام النساء وعند الأقارب من الرجال؟
ج1: لا يجوز للمرأة لبس ما يصف جسمها لضيقه أو رقته، لما في ذلك من الفتنة للرجال و القدوة السيئة للنساء.
اللجنة الدائمة / ج17 ص(289-290)
3- فتوى حول ما تظهره المرأة أمام النساء
س1 من الفتوى رقم (20518) كثر في الآونة الأخيرة لبس الملابس الخليعة بين النساء ، والتي تكشف أجزاء من الجسم وتعريه ، كل ذلك تشبها بالكافرات وحجتهن في ذلك جواز لبس تلك الملابس أنها تلبس أمام النساء وان عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة
ج1: على المرأة أن تحتشم وتتحلى بالحياء ، حتى ولو لم ينظر إليها إلا النساء ، ولا تكشف لهن إلا ما جرت العادة بكشفه ودعت له الحاجة ، كالخروج لهن في ثياب البذلة ، مكشوفة الوجه واليدين وأطراف القدمين ونحو ذلك ، وذلك استر لها وأبعد عن مواطن الريبة ويحرم على المرأة أن تلبس اللباس الذي فيه تشبه بالكافرات ولو كان ساتراً فضلاً عن القصير والضيق والشفاف ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: ( من تشبه بقوم فهو منهم)
ولقوله صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمه البخت المائلة لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا أو كذا) أخرجه مسلم في صحيحه، اللجنة الدائمة ج17، ص (288-289)
4- فتوى فيما تظهره المرأة أمام الأقارب :
فتوى رقم (2923)
س7: ما هي الزينة التي أباح الله للمرأة أن تبديها لأقاربها؟
ج7: أما ما يجوز للمرأة أن تبديه من زينتها لمحارمها غير زوجها فهو: وجهها وكفاها وخلخالها وقرطاها وأساورها وقلادتها ومواضعها ورأسها وقدماها.
اللجنة الدائمة ج17 ص(295-296)
5- فتوى فيما تظهره المرأة لأولادها
فتوى رقم (20576)
س: أنا امرأة متزوجة ، أقوم أحيانا في منزلي بلبس الملابس الخفيفة التي تصف البشرة أو القصيرة التي تظهر إذا جلست ما فوق الركبة ، وذلك لتسهيل الحركة عند تأدية أعمال المنزل ، ولتخفيف شدة الحر ، وكذلك لأتزين أمام زوجي ، غير أن زوجي نصحني بعدم لبس تلك الملابس بسبب وجود أطفالنا الذي تتراوح أعمارهم من 3-9 سنوات ، خشية أن لا تزول المشاهد التي يروها الآن عن ذاكرتهم إذا كبروا ، لكنني لم اقبل نصيحته على أساس أن أطفالنا صغارا وكذلك لا يخشى عليهم الفتنة وحيث أن هذا الأمر قد شغل تفكيري ورغبة في أن أرضي ربي ولا أسخطه كتبت إليكم راجية تبيين الحكم الشرعي في ذلك والتوجيه بما ترون.
ج: يجب عليك طاعة زوجك بالمعروف ، ومن ذلك ما أمرك به من التستر والاحتشام عند أولادك ، حتى لا يعتادوا رؤية العورات و مفاتن النساء ، والذي يجوز كشفه للأولاد هو: ما جرت العادة بكشفه ، كالوجه والكفين والذراعين والقدمين ونحو ذلك. اللجنة الدائمة ج17 ص (296-297)
فتوى للعلامة الفوزان حفظه الله:
( لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها ، ولا تكشف عندهم إلاَّ ما جرت العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة ، وأن تلبس القصير عند زوجها فقط.
انظر كتاب (أكثر من1000جواب للمرأة) لخالد الحسينان.
6- فتوى في بيان متى تحتجب الفتاة؟
فتوى رقم (4470)
س3: أي سن يجب على الفتاة أن تلبس الحجاب وهل يجب أن نفرضه على التلميذات ولو كرهن ذلك؟
ج3: إذا بلغت البنت وجب عليها أن تلبس ما يستر عورتها ومنها الوجه والكفان سواء كانت تلميذة أم لا وعلى ولي أمرها أن يلزمها بذلك ولو كرهت ، وينبغي له أن يمرنها على ذلك قبل البلوغ حتى تتعوده ، ويكون من السهل عليها الامتثال. اللجنة الدائمة ج17 ص(220)
فتوى للعلامة العثيمين في حجاب الفتاة قال: (إذا بلغت البنت حداً تتعلق به نفوس الرجال وشهواتهم ، فإنها تحتجب دفعاً للفتنه والشر ، ويختلف هذا باختلاف النساء ، فإنَّ منهن من تكون سريعة النمو جيدة الشباب ، ومنهن من تكون بالعكس)
انظر كتاب (أكثر من (1000) جواب للمرأة) لخالد الحسينان .
7- فتوى اللجنة الدائمة في النهي عن تطويل الأظفار
لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقصها ووقَّت للمسلمين ألا يدعوا قلم الأظافر ، وقص الشارب ونتف الإبط ، وحلق العانة أكثر من أربعين ليلة ولأن تطويلها فيه تشبه بالبهائم وبعض الكفرة (اللجنة الدائمة) .
عن كتاب (1000 جواب للمرأة) . وانظر الفتوى من السؤال بالنص من فتاوى اللجنة ج17 س6 ص (126)
قل للجميلة أرسلت أظفارها** إني لخوفي كدت أمضي هارباً
إنَّ المخالب للوحوش تخالها** فمتى رأينا للظباء مخالباً
بالأمس أنت قصصت ثغرك **غيلة ونقلت عن وضع الطبيعة حاجباً
وغداً نراك نقلت شعرك للقفا** وأزحتِ أنفكِ رغم أنفك جانباً
من علّمَ الحسناء أن جمالها** في أن تخالف خلقها وتجانبا
نصيحة وتذكير للمرأة المسلمة:
هل من عودة قبل الموت:
يقول الله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور) آل عمران
فكما سمعتي أنت خارجة من الدنيا في أي ساعة من ليل أو نهار والدنيا قصيرةِ متاع والمستقبل الحقيقي في الآخرة فلا يليق بك أن تهملي نفسك بفعل المعاصي وترك الواجبات وأنت تعلمين أنكِ ستخرجين من هذه الدنيا إلى الآخرة فلا بد أن تراقبي الله بفعل الطاعات واجتناب المحرمات و أداء الفرائض ، ومن الفرائص أنَّ الله افترض وأوجب عليك الحجاب وهو صيانة لكِ وتكريم بخلاف ما كانت عليه نساء الجاهلية من التعري و الإهانة فأنتِ مكرمةِ في الإسلام فإن كنتِ أم أوأخت أو بنت آو زوجة أو خالة أو عمة أو جارة ، أو جارة بعيده فالإسلام كفل لك الحقوق و أمر أهل الإسلام بحسن التعامل معك يا أمة الله وهذا من فضل الله عليك فاشكري نعمة الله عليك واعتزي بإسلامك وتمسكي بما أمرالله به من الحجاب والتستروالعفة والحياء وابتعدي عما نهى عنه من التبرج والاختلاط وغيرها من المعاصي .
وتذكري نعمة العقل و العافية فاشكري الله عليها بطاعته فهذه صحابية تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول له إني اُصرع فادع الله لي أن يشفيني فقال لها صلى الله عليه وسلم إن شئتِ دعوت الله فشفاك وإن شئتِ صبرتي ولك الجنة فقالت اصبر ثم قالت لكني أتكشف فأدع الله لي أن لا أتكشف فدعا صلى الله عليه وسلم لها بأن لا تتكشف .
فتأملي يا أمةَ الله على حرص هذه الصحابية رضي الله عنها مع ما فيها من المس إلاَّ أنها تحرص أن لا تتكشف فكيف بمن عافاها الله وأعطاها نعمة الصحة والعقل ومع ذلك تتكشف وتتعرى ألا تخشى أن يبتليها الله بالمس والجنون بسبب تعريها وما أكثر من تصاب بهذه الحالات في هذه الأيام بسبب التبرج والسفور .
وتذكري القبر والحشر والنشر وما يكون من أهوال يوم الفزع الأكبر وانظري إلى أحوال العصاة في الموقف ، قال صلى الله عليه وسلم : (النائحة إذا لم تتب تُبعث يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب) رواه مسلم
فانظري إلى هذا العذاب الأليم بعد خروجها من القبر لأنها ماتت على كبيرة من الكبائر وهي النياحة فلا تأمني على نفسك لومتِ على كبيرة التبرج أن تلقي عذاباً كبيراً عند خروجك من القبر.
فننصحك بالاستقامة على الشرع وبأداء ما أمر الله وما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم واجتناب المناهي و إنما تأمنين يوم الفزع الأكبر إذا كنتِ من أهل الطاعات كما قال الله في القرآن: ( يا عبادي لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تُحبرون) الزخرف
نصيحة إلى أولياء الأمور في البيوت
فننصح الآباء و الأمهات و الإخوان الكبار في البيوت والأخوات بالقيام بحق الرعاية على البنات في البيوت.
وإلزام البنات بالتستر والحشمة والحياء لأنكم مسئولون عنهن وكل من تقلد مسئولية فإنَّ الله سائله عنها .
ومن أعظم الأمانات والمسئوليات أمانة البيوت والسعي في إصلاح أهلها
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجرٌعظيم) الأنفال
وقال الله: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شداد لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) التحريم .
وقال الله (وقفوهم إنهم مسئولون) الصافات.
وقال صلى الله عليه وسلم ما من راع يسترعيه الله رعية يموت حين يموت وهو غاشٌ لرعيته إلاَّ لم يُرح رائحة الجنة)
فتأمل يا ولي الأمر كيف تكون عاقبة من أهمل من يعول ولم يقم بحق الرعاية عليهم والنصح لهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
وكتبه :
أبو عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن بادح العدني
إمام وخطيب مسجد السنة بمنطقة العريش
مديرية خورمكسر بمحافظة عدن باليمن
في 20 صفر 1431هـ الموافق 4 يناير 2001 م
المراجع :
1- تفسيرابن كثير
2- تفسير الشوكاني ( فتح القدير)
3- تفسير الشنقيطي أضواء البيان
4- تفسير السعدي
5- موسوعة نظرة النعيم لمجموعة مشايخ
6- خطر التبرج للعلامة ابن باز رحمه الله
7- أخطاء المرأة المتبرجة في الحج للشيخ محمد الإمام
8- فتاوى اللجنة الدائمة
9- أكثر من (1000) جواب للمرأة لخالد الحسينان.