[بنت الرّحّل]

تحية طيبة وبعد :
أولا أسأل الله لك الثبات على الحق وأن يقويك
جميل جدا أن تكوني في هذا السن وبهذا الوعي ..أهنؤك على ذلك ..

الحقيقة أختي الفاضلة من المفروض أن لا تكون هذه مشكلة إذا كنت فعلا تعتقدين أن العلاقات المحرمة محرمة شرعا
فالنظرة الشرعية للأمور تحتم على الإنسان أن يعالجها بالطريقة الشرعية
وما أنت فيه نزغات شيطانية علاجها مشهور ومعروف ومتفق عليه
ولكن
يبقى سؤالا متكررا نتعوذ من الشيطان ولكنه لا يذهب ....
هنا لا بد أن نعرف لماذا لا يذهب ؟
فإن كان القلب وصل حد التخمة بالأفكار والهواجس والبعد عن الله إضافة إلى عدم استشعار عظمة الله والخوف منه
فكيف يذهب ونحن لا نقول (أعوذ بالله ) إلا بألسنتنا .. كيف ..
لذلك أختي أنت وصفت مشكلتك بأنها محصورة في الوساوس فقط والوساوس علاجها الذي ذكرت لك فإن فعلتها ولم ينفع فاعلمي أن الإيمان لا بد أن يزيد حتى تستطيعي التغلب عليها

وهكذا الذنوب والمعاصي التي نقع فيها فرصة لنا لمراجعة استقامتنا وتديننا وعلاقتنا بربنا
فلا يكفي أن تقولي أني مستقيمة لأنه لا بد أن تتعرضي للوساوس وهل تظنين أن المستقيم لا يوسوس له الشيطان ؟؟؟
القلب العامر هو الذي يتعرض لمثل هذا فالشيطان لا يذهب إلى قلب خرب أسود لأنه انتهى منه وقضى حاجته

هذا من جهة ومن جهة أخرى
أنا أريد أن أنبهك إلى أمر مهم وهو (حاجة المرأة إلى الرجل ) هذه الحاجة فطرية في المرأة وشعور المرأة بها لا يعني أنها ناقصة في دينها وأنها ترتكب محرما حين تشعر بالحاجة إلى الرجل في حياتها وتفتقد وجوده

لكن طريقة إشباع هذه الحاجة هو الذي يؤدي بها إلى المحرمات لذلك فهذه الحاجة في نفس المرأة لا بد أن تكون محاطة بجنود من الحراسة المشددة جدا
ولا بأس بقليل من التنويم حتى لا تزعجها وتزعج تفكيرها إلى أن يجمعها الله بالرجل الذي يحل لها ...

فالواقع للأسف وما فيه من مغريات يستثير هذه الحاجة ويجعلها في حالة يقظة مستمرة إلى أن تصل إلى حالة هيجان لا يمكن للقلب أن يتخلص منها فما بالك بقلب المرأة وهو أضعف وأرق القلوب على الإطلاق

وأخمن أنك -والله أعلم - لا تضبطين هذه الحاجة في نفسك ضبطا دقيقا
إضافة إلى وجود أشياء تثيرها في نفسك لذلك انصرف تفكيرك وحديث نفسك إلى العلاقات المحرمة

هذا مجرد تخمين لا غير باعتبار أنك تدركين أن العلاقات محرمة شرعا وأنك مع التزامك وتدينك فجأة وجدت نفسك تفكرين فيها
ومع ذكرك لاستقامتك لا بأس أن أذكرك بأهمية قطع صلتك بأي شيء يؤدي إلى اللعب بهذه الحاجة الفطرية كالأفلام والمسلسلات في الغالب حديثها عن الحب والغرام ، الأغاني العاطفية ، القصائد الغرامية ..
الصحبة أيضا مؤثرة خاصة إذا كانت زميلتك المقربة مثلا لها علاقة بشخص ما وتحدثك عنه وعن هذه العلاقة وعدم غض البصر ..

وأخيـرا:
أنصحك بشيء وهو لا تجعلي معيار احترام الناس لك أساسيا في تدينك
لأنه يمس الإخلاص ولا يليق أن يجتمع به

والصواب أن تفكري في أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
وأن الله سبحانه وتعالى يعلم السرائر

أما إرادتك أن تكوني محترمة في نظر الناس من الداخل ومن الخارج فهذه اقتليها ..اذبحيها .. لأنها تجرك إلى الرياء يا حبيبة م ن حيث لا تدرين
فالاستقامة ظاهرا وباطنا لا تكون إلا لله وحده ..

أرجو من كل قلبي أني أفدتك ولو بشيء صغير

أتمنى لك التوفيق