اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية الجزائرية
4) الرفق واللين في الكتابة: فأنت عندما تكتب هل غايتك دعوة الناس لإتباع الصراط المستقيم والبعد عن كل الطرق المؤدية للانحراف عن الطريق المستقيم أم غايتك تنصيب نفسك حكمًا على النَّاس تأمر وتنهى؟ فباب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كُلّ ذلك له ضوابط وأصول ينبغي معرفتها لمن أراد الكتابة فيها قبل الدخول والشروع في الكتابة؛ فتأمل أيُّها الكاتب لمصنفات أهل العلم انظر مثلًا لأسلوب شيخ الإسلام مُحَمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في مصنفاته تجده رحمه الله تعالى مستخدمًا لألفاظ (اعلم رحمك الله، اعلم أرشدك الله لطاعته، وغيرها) من عبارات التلطف بالمتلقي فأنت عندما تكتب تريد أن تبين الحق وتؤيده بالأدلة والبراهين والحجج التي تسوقها في كتابتك وكُل هذا من أبواب الدعوة إلى الله المقرونة بالعلم الشرعي، ومبنى هذا العلم الرحمة بالمتلقي، ونتيجته الرحمة في الدنيا، وغايته الرحمة في الآخرة كما أشار لذلك الشيخ صالح آل الشيخ في أحد دروسه حفظه الله تعالى، وأنبه على أمر أن هذا العصر عصر الرفق في الدعوة كما أشار لذلك من قبل الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله تعالى وتذكر قول النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)؛ ولكن لا يمنع استعمال الشدة في موضعها وبحكمة وهذا لا يعرفها ولا يقدرها أي كاتب إلا لمن كان له حظ في طلب العلم الشرعي وتلقيه من العلماء الراسخين والمشايخ المعتبرين.
.
|
هناك أمرٌ مُهِمٌ لا بدَّ من تسليط الضوء عليه
وهو بيان وجه المفارقة بين دعوة الناس إلى الخير بالرفق واللين، فهذا واجب شرعي على كل مسلم أن يتحلى به
وبين الرد على أهل الأهواء والبدعة من ذوي المكابرة والعناد
قال تعالى :
( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
[النحل:125]
قال ابن قيم الجوزية _ رحمه الله _ في " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 53 ) :
" جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمتسجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه
يدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة
وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن
هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية " .
ثم بَيَّنَ بقوله في " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 171 ) :
" وأما المعارضون المدعون للحق فنوعان نوع يدعون بالمجادلة بالتي هي أحسن فان استجابوا وإلا فالمجادلة،
فَهَؤُلاَءِ لاَ بُدَّ لَهُمْ مِنْ جِدَالٍ أَوْ جَلاَّدٍ " .
مثالين على من يستحقون الجلد