ويلاحظ أن الجغرافية النسبية للأطماع الفارسية في المنطقة العربية تتجاوز جغرافية الكيان الصهيوني فهي لا تنحصر بين النيل والفرات كما يدعي اليهود ووثقوه في علمهم بخطين أزرقين. بل تمتد من البوابة الشرقية الى البوابة الغربية للوطن العربي فأطماعهم في العراق والأمارات العربية والبحرين معلنة وواضحة وعبر عنها الكثير من المسئوليين الإيرانيين صراحة بالكلام ومن المعروف ان الحروب والأحتلال تبدأ بالاقوال وتنتهي بالأفعال أو تبتدئ باللتصريحات وتنتهي بالهجومات. رغم ان الأحتلال بحد ذاته مفردة تزحزحت من مكان لآخر ومن زمن لآخر متلبسة معاني مختلفة تتأطر لاحقا وتعطي ابعادا جديدة لتكشف حقيقتها.
موقفهم من العرب وفق الموروثين الفارسي واليهود يحمل الكثير من الضغينة والكراهية لتشويه صورة العرب من خلال البدع والخرافات والتضليل الاعلامي والحرب النفسية، فكلاهما يؤمن بأنه شعب الله المختار فاليهودغالبا ما يصرحون بأن الله اصطفاهم دون غيرهم من العباد, وهم يحملون الضغينة للعرب ولا ينسون نبوخذ نصر الذي عصف بملكهم و مجدهم السابق وجعلهم أسرى وسبايا في بابل ومن الطريف ان ملك الفرس (كورش) هو الذي اعادهم بعد احتلاله لبيت المقدس. ونجد في وصاياهم ما يشير الى ازدرائهم لبقية شعوب العالم " إن الأرض التي تدخلون لتمتلكونها هي أرض متنجسة بنجاسة شعوب الأراضي برجاساتهم التي ملأوها بها من جهة إلى جهة بنجاستهم" وتخلص إلى" فلا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تأخذوا بناتهم لبنيكم ولا تطلبوا سلامتهم وخيرهم إلى الأبد" ويردد اليهود عبارات أرض الميعاد وإسرائيل الكبرى والعظمى لتوكيد احلامهم التوسعية.
والفرس أيضا لا يقلون غطرسة فهم يدعون بأنهم شعب الله المختار والفرقة الناجية وقد عجت الكثير من كتبهم بهذه الأساطير وكان الفارسي صدر الدين القبنجي ممثل المرجعية في النجف قد كرر هذه الاسطورة قبل أشهر! والفرس لا ينسون الأسلام الذي أطفأ نار المجوس وعصف بأمبراطوريتهم الواسعة ومرغها بالتراب, ولا يبارح مخيلتهم قول النبي محمد(ص) بعد انتصار العرب في معركة ذي قار" هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم"؟ وقد طافت كتبهم بالكثير من الافتراءات ضد العرب وتحقيرهم فكتاب الشاهنامة الذي يسمى(قرآن الفرس) للفردوسي الذي احتفلوا في الأول من شباط الماضي بالذكرى المئوية بعد الألف لميلاده تضمن الكثير من الإساءات واصفا العرب بأنهم آكلة الضب والجراد في الصحاري في حين ان كلب أصفهان أفضل منهم لأنه يشرب الماء البارد, بل أنه يلعن ذلك اليوم الذي بسط المسلمون نفوذهم على فارس وطهروهم من رجس المجوسية بقوله" بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحــــوا فـي تــاج ملك الفرس فتبا لك أيها الزمان وسحقا "وهناك المئات من الكتب التي تسهب في وصف مثالب العرب منها مثالب العرب لإبن الكلبي ولصوص العرب لإبن المثنى وغيرها إضافة الى إساءة شعرائهم للعرب كمهيار الديلمي وبشار بن برد وامية بن الصلت المعروف بشعره:
من مثل كسرى وسابور الجنود له او مثل وهرز يوم الجيش اذ صالا