منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أجداد " سيدي الشيخ " .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-10-04, 22:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Flower2 أجداد سيدي الشيخ .

بسم الله الرحمن الرحيم .

تابع للترجمة أعلاه :

وفي المعنى جاء في كتاب فجيج في عهد السعديين ص 287 لصاحبه:
الأستاذ بنعلي بوزيان ما يلي:
" ونعتقد أن ما كان يتسم به ابن أبي محلي في هجومه على خصمه، ساهم إلى حد كبير في تمييع عداوتهما، وحول اتهامه إلى نوع من الدعايات الكاذبة والتصريحات الفارغة لكثرة ما رددها، وعبد القادر السماحي ماض بمريديه إلى ما يريد لا يزيده إرغام خصمه إلا صلابة وقوة ونجاحا إلى نجاح."
ولما كانت تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، فيشهد الله أني هنا لا أتحامل على القاضي ابن أبي محلي، ليس ذلك من قصدي، وإنما اجتهد لأنقل قدر المستطاع صورة الظروف التي نشأت بها الطريقة الشيخية. والذي يبدو بعد النظرة المتأنية، أن قصد الرجلين كانا متناقضين:
ـ أما التلميذ فكان يسعى إلى تحقيق طموح سياسي واسع، انتزاع السلطة من الأمير زيدان بالقوة. ولكي يحقق هذا الطموح كان لا بد من استغلال نفوذ الشيخ سيدي عبد القادر محمد الواسع على سكان الناحية. بيد أنه ما إن تفطن له الشيخ وقطع أمامه الطريق بصرامة حتى كان من شأنه ما كان.
ولتأكيد تلك الرغبة الجامحة في الاستيلاء على السلطة، جاء في كتاب فجيج في عهد السعديين لصاحبه الفاضل:
الأستاذ بنعلي بوزيان في ص 287 مايلي:
" وما شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا قناع يخفي وراءه هدفا غير معلن ( يعني به ابن أبي محلي)، ولكن من السهل أن تستدل عليه من تصريحاته تارة، وزلات لسانه تارة أخرى كقوله مثلا..." صحت أنا عليه وحذرت منه الأمة بعد ما عرفته، مع أني لو تركني ولا يتعرض لي في مجالسه لتركته"، فالصراع بينهما إذن لا يمت بصلة إلى مرجعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..وإنما هو صراع على السيادة، هذا ليس بافتراض وإنما هو شيء وجدناه في أحاديثه، يقول,,," وزعمت أنك تقدر على شرح البخاري يا ألكع حتى تبكتنى لتنفرد بالسيادة في وقتك مع وجودي..". هذا نص خطير ـ له في أدبياته أشباه ـ لأنه يؤكد في صراحة واضحة أنه ما جاء إلى المنطقة إلا باحثا عن السيادة والزعامة."
ـ وأما الشيخ على عكس ذلك، كان موقفه في غاية الوضوح :
ـ فمن ناحية كان قصده من تأسيس الزاوية ابتغاء وجه الله ليس غير،
ـ ومن ناحية ثانية، كان موقفه من بيعة الأمير زيدان واضحا من خلال الرسالة التي بعثها له كما سنرى،
ـ ومن ناحية ثالثة كانت تربطه بالأمير زيدان علاقة إرادة، علما أن كلا من السلطان أحمد المنصور الذهبي وابنه الأمير زيدان كانا من مريدي الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد حسب ما ورد في كتاب المناقب. والحالة هذه، ما كان له أن يغير أو يبدل في أمر البيعة المتبادلة بينه وبين الأمير زيدان.
والجدير بالملاحظة أن حلم الشيخ وصفحه الجميل فاق بكثير موقف العنف الذي كان على التلميذ أن يتحاشاه. فمهما كان التشهير به شنيعا لم يصدر منه أي رد. وحتى الإشارة التي وردت في الياقوت إنما وردت على سبيل التلميح والتلويح بالأسلوب الأدبي الرفيع أسلوب "ما بال أقوام ".
ولما كان الحق ما شهدت به الأعداء، فإن بعض الدعايات الواردة في كتابات ابن أبي محلي أبي، وإن كان قصده منها خلاف ذلك، إنما جاءت لتؤكد أن نفوذ الشيخ كان بحق واسعا جدا، ليس فحسب على مستوى عامة الناس الذين كان أكثرهم من مريديه وأتباعه ومحبيه، وإنما أيضا على مستوى خاصتهم من فقهاء وأئمة المساجد الذين لم يعيروا كلام خصمه أي اهتمام. كما أن تصريحه بأن الشيخ كان يخصص ثمانية عشر ناقة كاملة لتموين الزاوية، وأنه كان بحوزته عدة بساتين إنما يعتبر دليلا قاطعا على أن الزاوية الشيخية كان لها على وجه التأكيد دورا فعالا في الخدمات الاجتماعية لسكان المنطقة، وإلا ما كانت لتحتاج إلى كل هذا التموين العريض ومصادر العيش الواسعة .
وكم يعجبني أن أختم الفقرة بقولة صاحب الواحة في هذا الصدد ص 79:
" ومهما ساورنا من شك في مصداقية هذه الأحاديث أو قيل خلافها في حق السماحي، فإن الذي لا يمكن نفيه هو الاعتقاد العظيم والاحترام الشديد الذي كانت العامة تكنه للمرابطين والشرفاء، لا في فكيك وحدها، بل في مجموع مناطق المغرب"
مع الإشارة إلى أن السماحي هنا هو نفسه سيدي عبد القادر بن محمد نسبة إلى جده بوسماحة.
4) الحدة التي كانت معروفة آنذاك بين أهالي فيكيك سواء فيما بينهم أو تجاه غيرهم.
ـ أما في ما بينهم فقد ظل الصراع شديدا بين مختلف قصور فكيك التي يرجع معظمها إلى قبيلتي زناتة وصنهاجة وبعضها من آل البيت. وسبب الصراع حرص كل طائفة على الاستيلاء على أكثر ما يمكن من الضيع الأرضية ومنابع الماء لترسيخ النفوذ.
ـ وفي المقابل كانوا يتحدون ويبذلون قصارى الجهود للتصدي لكل وافد تبين أن بإمكانه مزاحمتهم على مصادر القوة والنفوذ. والظاهر أن تفرق أهل فكيك إلى قصور متميزة ومستقلة عن بعضها تضم أعراقا متميزة عن بعضها، وتعصب كل فريق لدائرته الضيقة، كان يحول دون توحيدهم تحت سلطة قضائية أو إدارية واحدة. ومن الأدلة الواضحة على هذا الطرح نذكر ما يلي:
1 ـ حادثة اغتيالهم للفقيه العلامة القاضي سيدي عبد الحق بن محمد السكوني الذي كان إماما وقاضيا على إثر حكم قضائي أصدره على أحدهم حوالي 980هـ
2 ـ ما نقرأه في قصيدة العلامة سيدي إبراهيم بن عبد الجبار في نفس الفترة في وصف الوضع الاجتماعي السائد آنذاك:
تغيرت البلاد واحلولك الليـــل وشب ضرام الشر وانهمر السيـل
وآن الرحيل من بلاد تآمرت بهـا المفسدون واستمر بها الهــــول
فلا فتنة إلا وتنسيـك فتنـــة ولا فتنة إلا ويدخلها الهـــــول
ولا صلح إلا أثره ألف غــدرة ولا قول إلا غيره القول والفعـــل
أتسكن أرضا ليس ينهى سفيــهـ هـا ولا يتقى بها قصاص ولا عقـل
ولا يأمن الأخيار شر شـرارهـا على خطر يبقى بها من له الفضـــل

3 ــ ما نقرأه أيضا للأديب الفقيه بن محمد السكوني من نفس الفترة في وصف الوضع الاجتماعي :
"...وكنت ممن ضغطوه بالظلم والفجور، واستوطؤوه بالغم في الورود و المرور، واستهانوه بالضيم في مهمات الأمور، فأعرضت عنهم أعراض المستهان العديم الناصر، وتغافلت عنهم تغافل المتغيض الباسر..." (11)
وهو نص يفيد بجلاء مدى مكابدته لأهل بلدته واستسلامه في آخر المطاف وإعراضه عنهم بالكلية.
ولا يتنافى هذا مع كون غالبية أهالي فكيك إلى اليوم يتميزون بالتدين ويتحلون بالأخلاق الفاضلة والاستقامة ويحرصون على التمسك بالأصالة.
5) التدهور السياسي وغياب السلطة المركزية الموحدة.
كانت الحقبة التي عاش فيها سيدي عبد القادر بن محمد بفجيج مسرحا لمجموعة من الأحداث السياسية الخطيرة على مختلف الأصعدة نذكر منها:
أ ـ استمرار الحروب الصليبية بالمشرق العربي، حروب أنهكت قوة السلطة المركزية للإمبراطورية الإسلامية وأدت إلى تصدعها و غياب دورها في حماية البيضة.
ب ـ سقوط الأندلس في يد الإسبان كارثة أدت إلى إضعاف موقف الدول الإسلامية بالمغرب العربي وتوسع أطماع المستعمر الذي أصبح يستولي تباعا على الشواطئ المغاربية ويزحف إلى ما وراء ذلك.
ج ـ استمرار الحروب الداخلية بين أبناء المنصور الذهبي السعدي على السلطة بين الكر والفر أدت إلى كسر شوكتهم معا وانفصال مجموعة من المناطق عن قبضة نفوذهم لغياب السلطة الموحدة.
هذا التوتر السياسي المتعدد الجوانب أدى إلى غياب السلطة الواقعية التي تحمي البيضة وتبسط الأمن و توحد الصف وتحرص على تطبيق الدين في دنيا الناس.
خلاصـــــــــة القــــــــــــول:
لقد كانت كل هذه العوامل متجمعة سواء منها الانتشار الواسع للطرق الصوفية المحلية، أو الازدهار العلمي الكبير بفقيق، أو صعوبة مراس أهالي البلدة بشكل عام، أو التوتر السياسي الاجتماعي الحاد، أو انفجار العداء الخطير من الداخل على يد ابن أبي محلي، ...
...كانت جميعها وسواها تتكامل وتتآزر مبدئيا لتحد من مد الزاوية الشيخية وتوسيع دائرة نفوذها وامتدادها على ساكنة المنطقة. بل إن عاملا واحدا منها كان يفي بهذا الغرض بله أن تتضافر جميعها، لو كانت هذه الزاوية تتسم بالسطحية والهشاشة والقابلية للزوال. بيد أن الطريقة المباركة، لما كانت قائمة على أسس صلبة وعلى رأسها قطب رباني عظيم، ما فتئت تتحدى تلك العقبات جميعها وسواها، عقبات لم تزدها إلا ثباتا في سيرها ورسوخها في قصدها ووضوحها في نهجها، كما لم تزد الناس إلا يقينا من أمرها وتعلقا بها، وما كل ذلك إلا برهان أكيد على كونها خالصة لوجه الله تعالى، وما كان لله دام واتصل.
وفي هذا الصدد يقول الأستاذ الفاضل عبد الله طواهرية في تقديمه لتفسير قصيدة الشيخ المسماة بالياقوتة في الصفحتين 8/9 ما يلي:
" كان رحمه الله كثير الترحال بزاويته التي لا ينقطع قاصدوها أينما حلت. وشملت رحلاته حسبما ورد في المناقب من الجهات الأربع من فقيق إلى نواحي وهران وتلمسان.
وناصبه العداء بعض متفقهة عصره، خاصة ابن أبي محلي رحمه الله الذي رماه بالعظائم وانتهك من حرمته ما لا يجوز وركب في ذلك الصعب والذلول، إلى أن قتل على أبواب مراكش أثناء محاولته الاستيلاء عليها سنة 1022ه/1613م ولعل ذلك من بين الأسباب التي حدت بصاحب الترجمة إلى إنشاء قصيدته للرد على منتقديه (الأبيات 93 إلى 99) دون ذكر اسم أو قدح في عرض وذلك أدل دليل على علو همته وتنزهه عن سفاسف الأمور." أما عن جهاده فيقول:
" جهاده:كما جاهد رحمه الله بقلمه ولسانه جاهد بسيفه، وهذا الجانب من حياته في حاجة ماسة لدراسة متأنية. وما يتاح اليوم من المصادر (خاصة المناقب) لا يخلو من إشارة في غير ما موضع لهذا الجانب المشرق من حياته.
ومعلوم أن الفترة التي عاش فيها الناظم رحمه الله ( 1533م/1616م) كانت فترة احتلال الجيوش الإسبانية لشواطئ ومدن المغرب العربي عامة والجزائر خاصة (1492م/1792م).
وقد وردت الإشارة في المناقب إلى مقاتلته الإسبان بوهران، ويستشف من المصادر المتاحة أنه كان على علاقة وطيدة بالمقاومة في تونس أيضا. فهو يحث على الجهاد مرة ومرة بالاشتراك فعليا في القتال بوهران وغيرها."
ولتوضيح دائرة اتساع الطريقة الشيخية في حياة سيدي عبد القادر بن محمد نفسه، نلتقط بعض المعلومات المتعلقة بتوزيع خواص مقدمي الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد. ويسمى هذا الجمع من المقاديم جلساء الشيخ، إي ذوي الخصوصية لديه، أو مجلس الشورى لديه بلغة العصر. والملاحظ أنهم ينتمون لمختلف الجهات، موزعين كما يلي:
ـ 1: من تلمسان، ـ المقدم القندوس بن عبد الله
ـ 2: من بلاد كبدانة، ـ المقدم العربي بن أحمد
ـ 3: من فجيج: ـ المقدم عيسى بن بوطراد الحمام الفوقي
ـ المقدم لحسن الفجيجي السكوني
ـ المقدم سليمان بن بوغرارة الحمام السفلي
ـ 4: من جورارة: ـ المقدم علي بن أحمد بن بودي
ـ 5: من إيش: ـ المقدم بوشتة
ـ 5: من فاس: ـ المقدم ابراهيم بن بوبكر
ـ 6: من مراكش: ـ المقدم الحاج بن علي من ذرية الحاج المراكشي
ـ 7: من بلاد أدرار: ـ المقدم التونسي
ـ 8: من بني يزناسن: ـ المقدم مصطفى
ـ أخوه المقدم عدو
ـ 9: من بلاد دبدو: ـ المقدم الشريف بن موسى
ـ 10:" من بلاد توات: ـ المقدم يوسف من اولاد محمود
ـ 11: من بلاد الجزائر: ـ المقدم قدور بن بوبكر
ـ 12: من بلاد معسكر: ـ المقدم هدو بن بوترعة
ـ 13: من جبل العمور: ـ المقدم علال بن بوبكر
ـ أخوه الفقيه النبيه محمد بن بوبكر
ـ 14: من بني عامر: ـ المقدم بوجمعة
ـ أخوه المقدم جلول
هؤلاء المقاديم على الرغم من اختلاف بلدانهم وبعد المسافات بينها، إلا أنهم كانوا يمثلون خواص الشيخ، أو جلساؤه كما يسمون في المخطوط. وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على اتساع دائرة فقراء الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد في بلاد المغرب العربي، وذيوع صيته بين سكان كل تلك المناطق، وانشار طريقه بين تلك البقاع، على الرغم من الأسباب السالفة الذكر التي كان من شأنها أن تعيق ذلك الانتشار.
ثالثا:السند الروحي للطريقة الشيخية ((12))
لما كانت الطرق الصوفية تتميز بكونها معنعنة، أي ثابتة السند ما بين شيخها القائم ورسول الله صلى الله عليه وسلم،كان للطريقة الشيخية سند روحي ثابت أوردها سيدي عبد القادر بن محمد في الياقوتة من البيت 125 إلى158 .

ترك سيدي الشيخ بعده ابنه الولي الصالح سيدي الحاج أبوحفص على رأس الزاوية الشيخية البوبكرية

تحقيق خادم الطريقة الشيخية : مصطفى البوشيخي .










آخر تعديل فقير 2007-10-22 في 16:37.
رد مع اقتباس