ليست النصوص وحدها هى التى تضع تقسيم العمل بين الرجال والنساء على هذا النحو، بل الفطرة السليمة والتفكير العقلى والعلمى البحت أيضًا.. وتسأل كل امرأة عاقلة سوية: ما هو الأفضل عندك: أن تجدي من يرعاك ويلبى كل احتياجاتك وأطفالك، فترتاحين في ظله من التعب والعناء والشقاء خارج البيت، وتتفرغين لرعاية وتربية وتنشئة فلذات أكبادك - وهم أغلى ما تملكين - أم أن تكونى وحدك فى صراع جنونى لتوفير الطعام والشراب والكساء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة؟! وقطعًا ستضطرين إلى الابتعاد عن أطفالك معظم ساعات اليوم، ويظل القلق عليهم والهواجس بشأنهم تعصف بك إلى أن تعودين ليلاً مرهقة مكدودة غير قادرة على تأدية أية أعمال منزلية أو مساعدة الأطفال على الاستذكار أو حل أية مشاكل تواجههم؟!
و من القلب هل تتحملين - فى سبيل العمل خارج البيت - أن تتركي أطفالك عند مربية او الشارع او الجيران
لا أظن أن جواب أية سيدة عاقلة سيكون شيئًا آخر سوى الرفض المطلق حتى لمجرد الخروج من البيت وترك الأطفال بمفردهم لأى سبب. ونحسب أن غريزتها كأم لن تتغلب عليها أية مزاعم علمانية من قبيل الاستقلال عن الرجال أو تحقيق الذات أو التمتع بالحريات إلى آخر هذه السخافات. وإذا كانت الحكمة هى وضع الشىء المناسب فى موضعه المناسب، فإن عين الحكمة فى مجال العمل أن يتم إسناد رعاية وتربية وتعليم الأطفال إلى الأم، فهي أقدر من الرجل وأكثر براعة - بحسب قدراتها ومؤهلاتها الفطرية - على القيام بهذه المهمة الجليلة، ولا شك أن الرجل يفشل فى هذا المضمار، لأن الله - تعالى - خلقه - بحسب الغالب -خشنًا صلبًا مؤهلاً للقيام بالأعمال الشاقة ذات المجهود البدنى والعقلي، أما هي فخلقها الله حنونًا ناعمة دافئة المشاعر ليؤوى إليها الصغار، وينامون على صدرها فى سكينة وسعادة لا تُقدران بكل ما فى الوجود من أموال وأعمال. ولن تستطيع الخادمة أو دور الحضانة أن تكون بديلاً للأم فى هذا المضمار، فليست النائحة المُستأجرة كالثكلى كما قيل بحق.
ومَن لا يعجبه هذا فليقل لنا: لماذا جعل الله الحمل والولادة ثم الإرضاع من مهام المرأة ولم يجعل للرجل شيئًا من ذلك؟! أليس هذا دليلاً كافيًا على أن الله خلقها لوظائف هامة تختلف عن تلك التى كَلَّف بها الرجل؟!
أرجو ألا يكون الجواب هو المطالبة بتعديلات جسدية وعمليات جراحية لإجبار الرجال على الحمل والولادة والإرضاع لتحقيق المساواة العلمانية الخيالية بين الجنسين!!!