قصص خيانة لا تنتهي:
قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد، نتيجة غياب الرقابة سواء كانت الأسرية أو المجتمعية، مع وجود الفراغ وإدمان الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة؛ للتسلية! والنتيجة في النهاية خيانة زوجية وممارسات غير أخلاقية.
في البداية تحكي دعاء نبيل، قصة إحدى صديقاتها وقعت في هذا النوع من الخيانة دون أن تجد من يقدم لها النصيحة. تقول: "إن صديقتها كانت ترنو لتعلم استخدام الكمبيوتر حتى تواكب العصر الحديث، خاصة وأن زوجها تخصص في البرمجة والتقنية الحديثة في استخدام الكمبيوتر وأجهزة المراقبة، وكانت تحاول أن تجاريه في تخصصه مما دعاها لتجلس ساعات طويلة كانت في البداية لتعلم استخدام هذه التكنولوجيا".
وتضيف دعاء: "بالفعل تعلمت صديقتها الدخول على الكمبيوتر وكتابة بعض الرسائل، وتعلمت أيضا الدخول على الإنترنت واستخدام بعض برامج الشات حتى حدث المحظور وهو إقامة علاقة مع رجل غريب".
هذه العلاقة كما تقول دعاء بدأت بمجرد تعارف وانتهت بخيانة إلكترونية، وياليت الأمر أقتصر على ذلك، فدخولها على مواقع التعارف والدردشة أصبح إدمانا، فأصبحت تتعرف يوميا على أشخاص جدد.
وتشير إلى أن صديقتها كانت تدخل إلى عالم الإنترنت بعد خروج زوجها، وكانت تضع كلمة مرور خاصة بحيث تمنع أي شخص أن يتعرف على الرسائل الغرامية التي ترسها أو يرسلها إياها آخرون. وتنهي حديثها بالقول: "إن ما حدث مع صديقتها حدث مع عشرات أخريات لأسباب منها: وجود الفراغ وقلة الوعي الديني والخبرة الحياتية مع غياب الرقابة المجتمعية على هذه البرامج".
من جهتها، تقول غادة رزق: "إن صديقه لها روت قصة هي أغرب من الخيال حيث فوجئت بزوجها وهو يعمل مهندساً وكان لا يجيد استخدام الكمبيوتر، فحاول التعرف عليها وهي كانت خبيرة في استخدام هذه التقنية دون أن يعرف إنها زوجته فضلا عن ذلك أنه طلب أن يكون بينهما علاقة".
تضيف غادة، إن زوج صديقتها مريض ولا تدري لماذا يلجأ إلى هذا الأسلوب الذي فسره بعض أصدقائها بأنه يغلب على ظنه خطأ، متخيلا أن ما يقوم به لا يعد خيانة وإن كانت افتراضية.
وتذكر، أن رقابة المجتمع ضعيفة، ولذلك لابد للأسر أن يكون لها رقابة من نوع آخر، وأن يتم حذف كافة برامج الدردشة والتعارف؛ لأنها سبب كثير من البلايا وإن لم يكن هناك خوف على عوائل الأسرة فالخوف على الأطفال في المستقبل.
فيما تروي رنا عادل قصة حدثت معها، تقول: " شاهدت زوجي أكثر من مرة أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة؛ مما أدخل الشك في قلبي فراقبته كثيرا حتى اكتشفت خيانته".
وتضيف رنا بالقول: "إن العلاقة بزوجها انتهت بالطلاق لأنها شعرت بعدم الأمان وأن زوجها يغضب الله تعالى بعلاقاته المتعددة بنساء أخريات". وتذكر أنها طلقت منه بالفعل عندما تأكد لها ذلك حيث قامت بعمل بريد إلكتروني افتراضي على أنها فتاة ليل، فوجدت منه ما لم تكن تتوقعه، فاضطرت لمواجهته فاعترف، وقرر عدم العودة إلى ما كان عليه، حتى فوجئت مرة أخرى بامرأة في بيت الزوجية تعرف عليها خلال "الشات"، بعدها طلبت الطلاق.
نار في الهشيم:
لا تبدو مشكلة الخيانة الزوجية كظاهرة عابرة يمكن أن تنتهي سريعاً، فرغم حداثتها وقصر عمرها بين الناس، إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم، وباتت تقض مضاجع الكثير من الأسر والعائلات، تقول الأستاذة أمل مليباري: " إن الخيانة الالكترونية بدأت تسري في المجتمعات على اختلاف ثقافتها بسرعة سريان النار في الهشيم، فالإنترنت بدأ في المملكة منذ عام 1994م تقريباً وهي فترة قصيرة حدثت فيها تغيرات أخلاقية واجتماعية كثيرة في المجتمع، ومن المؤسف أنها بدلاً عن تغيرات ثقافية وعلمية كانت هي الغرض من تدشين الإنترنت في بلادنا".
كما يقول المهندس سامر ياغي (رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في كلية المجتمع بغزة): "إن التقدم الإلكتروني له جانبين إيجابي وسلبي، ولو قلنا بأن الانترنت سلبي؛ نكون قد ظلمنا الانترنت. وكذلك ليس باستطاعتنا أيضاً الجزم أنه إيجابي. إذ إن استخدام الصوت والصور بتقنية عالية أدى إلى تطوّر آليات ووسائل الخيانة الالكترونية، ناهيك إلى أن أبسط الأشكال كفتح إيميل إباحي قد يجر ضعيف النفس إلى عالم لا منتهي من الخيانة الإلكترونية".
ولكن ما العواقب التي تصيب الزوجين والأسر والمجتمع نتيجة هذه الظاهرة، وكيف يمكن التغلب عليها، وكيف يمكن كشفها والتعرف على خيانة أحد الزوجين للآخر إلكترونياً.؟