قالوا: وذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء قال الله تعال: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك) (هود 84). وإنما كان في السفينة حين استقر على الجودي ونضب الماء عن وجه الأرض، أمر أن يهبط إليها هو ومن معه مباركاً عليه وعليهم. وقال الله تعالى: (اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) (البقرة 61). وقال تعالى: (وإن منها لما يهبط من خشية الله) (البقرة 74).
قالوا: لا مانع، بل هو الواقع أن الجنة التي أسكنها آدم كانت مرتفعة عن سائر بقاع الأرض، ذات أشجار وثمار وظلال ونعيم ونضرة وسرور، كما قال الله تعالى: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) (طه 118). أي: لا يلمس باطنك حر الظمأ، ولا ظاهرك حر الشمس، ولهذا قرن بين هذا وهذا، وبين هذا وهذا، لما بينهما من الملاءمة: فلما كان ما كان من أكله من الشجرة التي نهى عنها، أهبط إلى الأرض الشقاء والتعب والنصب والكدر والسعي والابتلاء والاختبار والامتحان، واختلاف السكان ديناً وأخلاقاً وأعمالاً وقصوداً، وإرادات وأقوالاً وأفعالاً، كما قال تعالى: (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) (البقرة36). ولا يلزم من هذا أنهم كانوا في السماء، كما قال تعالى: (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً) (الإسراء 104). ومعلوم أنهم كانوا فيها لم يكونوا في السماء.
قالوا: وليس هذا القول مفرعاً على قول من ينكر وجود الجنة والنار اليوم، ولا تلازم بينهما، فكل من حكى عنه هذا القول من السلف وأكثر الخلف ممن يثبت وجود الجنة والنار اليوم، كما دل عليه الآيات والأحاديث الصحاح. وقال تعالى: (فوسوس لإليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) (طه 120). أي: هل أدلك على الشجرة التي إذا أكلت منها حصل لك الخلد فيما أنت فيه من النعيم، واستمررت في ملك لا يبيد ولا ينقضي. وهذا من التغرير والتزوير والأخبار بخلاف الواقع.
والمقصود أن قوله شجرة الخلد التي إذا أكلت منها خلدت، وقد تكون الشجرة التي قال الامام أحمد: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن أبي الضحاك سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها: شجرة الخلد). ةكذا رواه أيضاً عن غندر، وحجاج عن شعبة ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة أيضاً به. قال غندر: قلت لشعبة: هي شجرة الخلد؟ قال: ليس فيها هي تفرد به الامام أحمد. وقوله: (فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورقة الجنة) (الأعراف 22). كما قال في (طه) أكلا منها فبدت لهما سوآتهما، طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وكانت حواء أكلت من الشجرة قبل آدم، وهي التي حدته على أكلها. والله أعلم. وعليه يحمل الحديث الذي رواه البخاري: حدثنا بشر بن محمد حدثنا عبدالله أنبأنا معمر بن همام بن منبه عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه: (لولا بنو إسرائيل لم يخنز (يفسد وينتن) اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها) تفرد به من هذا الوجه، وأخرجاه في الصحيحين: من حديث عبدالرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة به. ورواه أحمد ومسلم: عن هارون بن معروف عن أبي وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة.
قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسن بن اسكاب حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم رجلاً طوالاً، كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه، فأول ما بدا منه عورته، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة، فأخذ شعره شجرة فنازعها.
فناداه الرحمن عز وجل: يا آدم مني تفر؟ فلما سمع كلام الرحمن قال: يا رب لا ولكن استحياء). وقال الثوري: عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) ورق التين. وهذا اسناد صحيح إليه، وكأنه مأخوذ من أهل الكتاب، وظاهر الآية يقتضى أعم من ذلك، وبتقدير تسليمه فلا يضر. والله تعالى أعلم.
وروي الحفاظ ابن عساكر من طريق محمد بن اسحاق عن الحسن بن ذكوان عن الحسن البصري عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أباكم آدم كان كالنخلة السحوق، ستين ذراعاً، كثير الشعر، موارى العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوأته، فخرج من الجنة، فلقيته شجرة، فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفراراً مني يا آدم؟ قال: بل حياء منك والله يا رب مما جئت به). ثم رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن يحيى ابن ضمرة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. هذا أصح، فإن الحسن لم يدرك أبيا. ثم أورده أيضاً من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي عن محمد بن عبدالوهاب أبي قرصافة العسقلاني عن آدم بن أبي إياس عن شيبان عن قتادة عن أنس مرفوعاً بنحوه. (وناداهما ربهما ألم أنهطما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين. قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) (الأعراف 22-23). وهذا اعتراف، ورجوع إلى الإنابة، وتذلل، وخضوع، واستكانة، وافتقار إليه تعالى في الساعة الراهنة. وهذا السر ما سرى في أحد من ذريته إلا كانت عاقبته إلى خير في دنياه وأخراه (قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو لكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) (الأعراف 24). وهذا خطاب لآدم وحواء وإبليس. قيل: والحية معهم، أمروا أن يهبطوا من الجنة في حال كونهم متعادين متحاربين. وقد يستشهد لذكر الحية معهما بما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه أمر بقتل الحيات وقال: ما سلمناهن منذ حاربنهاهن. وقوله في سورة طه: (قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدواً) (طه 123). هو أمر لآدم وإبليس، واستتبع آدم حواء، وإبليس الحية. وقيل: هو أمر لهم بصيغة التثنية كما في قوله تعالى: (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث، إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين) (الانبياء 78). والصحيح: أن هذا لما كان الحاكم لا يحكم إلا بين اثنين مدع ومدعى عليه وقال: وكنا لحكمهم شاهدين. وأما تكريره الاهباط في سورة البقرة فو قوله: (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) فدل على أنهم أهبطوا إلى الأرض بالإهباط الأول. والله أعلم.
والصحيح: أنه كرره لفظاً وإن كان واحداً، وناط مع كل مرة حكماً، فناط بالأول عداوتهم فيما بينهم، وبالتالي الاشتراط عليهم، إن من تبع هداه الذي ينزله عليهم بعد ذلك فهو السعيد، ومن خالفه فهو الشقي. وهذا الأسلوب في الكلام له نظائر في القرآن الحكيم.
وروى الحافظ ابن عساكر عن مجاهد قال: أمر الله ملكين أن يخرجا آدم وحواء من جواره، فنزع جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الاكليل عن جبينه، وتعلق به غصن فظن آدم أنه عوجل بالعقوبة، فنكس رأسه يقول: العفو العفو، فقال الله: فراراً مني؟ قال: بل حياء منك وقال الأوزاعي عن حسان - هو ابن عطية - مكث آدم في الجنة مائة عام. وفي رواية: ستين عام، وبكى على الجنة سبعين عاماً، وعلى خطيئته سبعين عاماً، وعلى ولده حين قتل أربعين عاماً. رواه ابن عساكر.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سعيد عن ابن عباس قال: أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها دحنا بين مكة والطئف. وعن الحسن قال: أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس بدستميسان من البصرة على أميال وهبطت الحية بأصبهان رواه ابن أبي حاتم أيضاً. وقال السدي: نزل آدم بالهند، ونزل معه الحجر الأسود، وبقبضة من ورق الجنة فبثه في الهند، فنبتت شجرة الطيب هناك. وهن ابن عمر قال: أهبط آدم بالصفا وحواء بالمروة. رواه ابن أبي حاتم أيضاً وقال عبدالرزاق: قال معمر: أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال: إن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض، علمه صنعة كل شيء، وزوده من ثمار الجنة. فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير. وقال الحاكم في مستدركه: أنبأنا أبو بكر بن بالويه عن محمد بن أحمد بن النضر عن معاوية بن عمر عن زائدة عن عمار بن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما أسكن آدم الجنة إلا بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا.
وفي صحيح مسلم من حديث الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها) وفي الصحيح من وجه آخر: (وفيه تقوم الساعة. وقال أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار عن عبدالله بن فروح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير يوم طلعت في الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة). وقوله: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) (البقرة 37). قيل هي قوله: (ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) (الأعراف 23). روي هذا عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي العالية والربيع بن أنس والحسن وقتادة ومحمد بن كعب وخالد بن معدان وعطاء الخراساني وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين بن اشكاب حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن ابي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال آدم عليه السلام أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة قال نعم) فذلك قوله: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) (البقرة 37). وهذا غريب من هذا الوجه وفيه انقطاع.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الكلمات (اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم) وروى الحاكم في مستدركه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) قال: قال آدم يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. ونفخت في من روحك؟ قيل له: بلى وعطست فقلت يرحمك الله وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى. وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى. قال: أفرأيت إن تبت هل أن راجعي إلى الجنة ؟ قال: نعم.
روى الحاكم أيضاً والبيهقي وابن عساكر عن طريق عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يارب أسألك بحق محمد أن غفرت لي، فقال الله فكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ فقال: يار بلأنك خلقتني بيدك ونفخت في من روحط، ورفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألأتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك). قال البهيقي تفرد به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه، والله أعلم. وهذه الآية كقوله تعالى: (وعصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) طه 121-122. قال البخاري: حدثنا قتيبة حدثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حاج موسى آدم عليهما السلام، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم. قال آدم يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلاومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني - أو قدره علي قبل أن يخلقني - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى). وقد رواه مسلم عن عمرو والناقد والنسائي عن محمد بن عبدالله بن يزيد عن أيوب بن النجار به. قال أبو مسعود الدمشقي ولم يخرجا عنه في الصحيحين سواه وقد رواه أحمد عن عبدالرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة ورواه مسلم عن محمد عن عبدالرزاق به.
وقال الامام أحمد: حدثنا أبو كامل حدثنا ابراهيم حدثنا أبو شهاب عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احتج آدم موسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة. فقال له آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق؟!) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فحج آدم موسى فحج آدم موسى) مرتين. قال وقد روى هذا الحديث البخاري ومسلم من حديث الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى اللع عليه وسلم نحوه.
وقال الامام أحمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة! قال: فقال آدم وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل أعمله كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض؟! قال فحج آدم موسى). وقد رواه الترمذي والنسائي جميعاً عن يحيى بن حبيب بن عدي عن معمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش به. قال الترمذي: وهو غريب عن حديث سليمان التيمي عن الأعمش. قال: وقد رواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قلت هكذا رواه الحافظ أبوبكر البزار في مسنده عن محمد بن مثنى عن معاذ بن أسد عن الفضل بن موسى عن الأعمش عن أبي صالح عن أ[ي سعيد. ورواه البزار أيضاً حدثنا عمرو بن علي الفلاس حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وقال أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو سمع طاووساً سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة! فقال له آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله بكلامه - وقال مرة برسالته - وخط لك بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال: حج آدم موسى، حج آدم موسى، حج آدم موسى).