منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - روائع من الدرر النفيسة لعالم الجزائر عبد الحميد ابن باديس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-28, 21:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة الابتداع وخطره

«مِن أبين المخالفة عن أمره وأقبحها، الزيادةُ في العبادة التي تعبَّد لله بها على ما مضى من سنَّته فيها، وإحداثُ محدثاتٍ على وجه العبادة في مواطنَ مرَّت عليه ولم يتعبَّد بمثل ذلك المحدَث فيها، وكلا هذين زيادةٌ وإحداثٌ وابتداعٌ مذمومٌ، يكون مرتكبُه كمن يرى أنه اهتدى إلى طاعةٍ لم يهتدِ إليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وسبقَ إلى فضيلةٍ قَصُر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عنها، وكفى بهذا وحده فتنةً وبلاءً، دع ما يجرُّ إليه من بلايا أُخرى» [«آثار ابن باديس» (1/375)].

سبب الجهل بعقائد الإسلام

«أدلّة العقائد مبسوطةٌ كلّها في القرآن العظيم بغاية البيان ونهاية التّيسير، ... فحقٌّ على أهل العلم أن يقوموا بتعليم العامّة لعقائدها الدّينيّة، وأدلّةِ تلك العقائد من القرآن العظيم، إذ يجب على كلّ مكلّفٍ أن يكون في كلّ عقيدة من عقائده الدّينيّة على علم، ولن يجد العامّيّ الأدلّة لعقائده سهلةً قريبةً إلاّ في كتاب الله، فهو الذي يجب على أهل العلم أن يرجعوا إليه في تعليم العقائد للمسلمين، أمّا الإعراض عن أدلّة القرآن والذّهاب مع أدلّة المتكلّمين الصعبة ذات العبارة الاصطلاحيّة؛ فإنّه من الهجر لكتاب الله، وتصعيب طريقة العلم على عباده وهم في أشدّ الحاجة إليه، وقد كان من نتيجته ما نراه اليوم في عامّة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه»

[«آثار ابْنِ بَادِيسَ» عبد الحميد ابن باديس (1/ 272)]
المخرج من الفتنة

«لا نجاةَ لنا من هذا التّيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوَّع الذي نذوقه ونقاسيه، إلاَّ بالرّجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتّفقُّه فيه، وفي السُّنَّة النّبويّة شرحُه وبيانُه، والاستعانة على ذلك بإخلاص القصد وصحَّة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الرّاسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن ربّ العالمين».

[«مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير» ابن باديس (252)].
ذم علم الكلام

«نحن معشر المسلمين قد كان مِنَّا للقرآن العظيم هجرٌ كثيرٌ في الزّمان الطّويل، وإن كنَّا به مؤمنين، بَسَط القرآن عقائد الإيمان كلّها بأدلّتها العقليّة القريبة القاطعة، فهجرْناها وقلنا تلك أدلَّةٌ سمعيّةٌ لا تحصِّل اليقين، فأخذْنا في الطّرائق الكلاميّة المعقَّدة، وإشكالاتها المتعدِّدة، واصطلاحاتها المحدثة، مِمَّا يصعب أمْرَها على الطلبة فضلاً عن العامّة».

[«مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير» ابن باديس (250)]

ألا بذكر الله تطمئن القلوب


«قلوبنا معرَّضةٌ لخطرات الوسواس، بل للأوهام والشّكوك، فالذي يثبِّتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم، ولقد ذهب قومٌ مع تشكيكات الفلاسفة وفروضهم، ومُماحكات المتكلِّمين ومناقضاتهم، فما ازدادوا إلاَّ شكًّا، وما ازدادت قلوبهم إلاَّ مرضًا، حتَّى رجع كثيرٌ منهم في أواخر أيَّامهم إلى عقائد القرآن وأدلَّة القرآن، فشُفُوا بعدما كادوا، كإمام الحرمين والفخر الرّازيّ».

[«مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير» ابن باديس (257)].

أثر التقليد العام على الأمة الإسلامية


«كما أُدخِلَت على مذهب أهل العلم بدعة التّقليد العامِّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلاّب العلم وبين السُّنَّة والكتاب، وصيَّرتها في زعم قوم غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما زعموا بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلاَّب عن التّفقُّه في الكتاب والسُّنَّة وكتب الأئمَّة، وصارت معانيها الظّاهرة، بَلْهَ الخفية مجهولةً حتَّى عند كبار المتصدِّرين».

[«آثار عبد الحميد ابن باديس» ابن باديس (5/ 38)].