السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي كاره الرافضة : قرأت موضوعك واجتهدت في البحث عن مكمن الإعجاز فيه، ولكن رجعت خائبا لحجم المغالطات التي يحويها والتي لا تختلف عما نراه يشاع في بعض القنوات الفتنوية، وسأوجزها في هذه النقاط وهي تخص كاتب المقال لا ناقله :
نعم الحرب في سوريا طائفية بين معسكرين وليس بين طائفتين، قد يكون في الظاهر أن السنة يقاتلون النصيرية، ولكن دوافع هذا القتال ليس نصرة الدين ولا فرض النصيرية على الشعب السوري لعدة أسباب، أولا أن الشعب السوري لم يضيق عليه في عباداته طيلة حكم الأسد وما بقاءه أربعين سنة يتعايش فيها النصيري مع المسيحي مع الشيعي مع المسلم السني دون فتنة تذكر بينهما، كما أنه لم يقصف منذ وفاة والده حافظ الأسد شعبه أو استعبده، اللهم إلا تعيينه لمقربيه في الحكم سنة وشيعة كحال كل رؤساء دول العالم وخاصة العربية منها، ناهيك عن الملكية من هذه الدول، وكل ما نره الآن من أحداث مؤسفة هو نتيجة وليست سببا، أقول قتال بين طائفتين إحداهما تدعمها إيران وروسيا والصين بكل أنواع الأسلحة، وطائفة أخرى تدعمها دول الخليج وأمريكا والغرب بصفة عامة، هذا الأمر يلغى بعض مغالطات الكاتب التي حاول إيهام البعض أن الغرب يدعم بشار ؟ الكل يعلم أنه لولا الفيتو الروسي الصيني المتكرر لما صمد بشار أمام طائرات الناتو ولا قوات المارينز، كما أن شعب سوريا لن يكون حاله أحسن مما هو عليه الآن، والكل يعلم أن تركيا تسمح بمرور كل ما يطلبه المجلس السوري في طرابلس بمافيه مرور المقاتلين الأجانب وإن كانوا من أزلام القاعدة التي يحاربها الغرب علنا ويركبها ويسوقها في الخفاء، ثم أن قتل المتظاهرين ليس ميزة للنصيرية فكل من سبق بشار استمات في التشبث بالكرسي إلى أن قضى الله أمرا كان مفعولا. من جهة أخرى يحاول إيهامنا أن سوريا باعت القضية الفلسطينية ؟ ومن التي اشترتها يا ترى من دول الجوار ؟ لا أحد تجرأ على الاقتراب منها ليس خوفا من إحتلال إسرائيل باقي الأرض الفلسطينية ولكن خوفا من احتلاه هو سواء تعلق الأمر بمصر أو الأردن أو غيرهما والكل شاهد مجازر إسرائيل في لبنان ضد السنة والشيعة ولكن لا أحد تجرأ على عقد قمة حتى، بل حتى من أتى بالثورات الشعبية التزم بالمعاهدات قبل أدائه يمين الرئاسة ليس ضعفا أو جبنا أو سوء نية منه – حاشاه – بل تقديرا منه للأمور وحساب عواقبها.
إطالة أمد الأزمة السورية ، يضاف إليها أمر تناساه الكاتب وهو دعمها وعدم بخلها بكل أنواع السلاح للطرفين، وهل هناك أمنية أكبر من هذه يحلم بها الصليبيون ؟ إنها معجزة سقطت على إسرائيل كانت آمنة من سوريا فستصبح آمنة من لا شيء ، مجرد عمارات مهترئة وشعب منشغل بحرب أهلية يقتل فيها السني جاره النصيري لأنه قرأ في منتدى أنهم قتلوا كل أهله، والعكس كذلك، أما بقايا المتقاتلين من الجيشن فإما عراق آخر أو ليبيا أخرى وحسن ذلك مآلا في نظر الصليبيين، ثممسألة المصالح التي يلعب بها كاتب المقال ؟ كل الدول تجمعها مصالح ببعضها البعض حتى الدول الإسلامية مع الكييان الصهيوني فلماذا الصين ؟ وحتى لا يمسك علي هذا فإنه ليس دفاعا عن بشار ولكنه إحقاق للحق ورؤية للأمور بعي العقل لا بعين الإندفاع وصب الزيت على النار.
مسألة إطالة الدول العربية للازمة : هل ينطبق الأمر على دول الربيع العربي أم لا ؟ ثم دول الخليج أم لا ؟ بعدها ماذا بقي الجزائر ؟ دولة يتهمونها بالضعف ولهم إنهاء الأزمة ماداموا لا يخشون شعوبهم وهم من أرادوا إسقاط بشار فلماذا يتفرجون في سفك دماء السوريين ؟ ثم الدفع بالمقاتلين لسوريا للتخلص منهم، ربما خاصة أن هناك فائضا في المقاتلين في العراق وليبيا . أما ما يثير الإستغراب فهو انتظار الدول العربية للأمر الأمريكي للتدخل في سوريا ؟ إن كانت تقدر على الصين وروسيا وسوريا وإيران فلماذا بخلت فلسطين كل هذه السنين ؟ عفوا لماذا أصلا تترك الجز الخليجية محتلة من إيران. أما استدلاله بالآيات في وجوب قتال بشار فكلها تتوقف عند أحد شروط ذلك الخروج اتفق عليه العلماء وهو شرط القدرة الذي أراه غائبا تماما عن الساحة، وكل ما يفعله هؤلاء الكتاب التكبير والاستبشار والتوقع واتهام الغرب والعرب وكل شيء ويدعون للمزيد المزيد ولا مزيد إلا من القتلى وبالمئات والبنايات المهدمة جراء القصف المكثف وغير المتوقف.
أختم بأكبر تناقض وقع فيه صاحب المقال، سمعن من بعض قيادات الثوار أن ثورتهم ليست طائفية ، بل هي ثورة ضد الظلم والجور والباطل، فهل هذا المقال موجه لهم أيضا ؟ ولن أسأله عن العراق حتى لا أخرج الموضوع عن سياقه، رغم أنه يوضح بعض أوجه النفاق والتلاعب والمتاجرة والتهاون بدماء المسلمين.
آسف على الإطالة محب السنة