منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السلطة بين الممارسة والتنظير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-27, 23:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سامح عسكر
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية سامح عسكر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مفهوم التنظير

نأتي الآن لمفهوم التنظير..والتنظير هو بمعنى التأمل والمقابلة وسمي تنظيراً كونه يُنتج نظرية، ولكن لا أحد يلتزم بهذا الآن..فالتنظير في عصرنا الحالي أصبح تأملاً ومقابلةً للإفحام وليس للإقناع كنتاج طبيعي لشيوع ثقافة الصدام في المجتمعات العربية في هذا الزمان، وبالتالي فلا يلزم وجود نظرية احتجاج وتطبيق..ويندرج هذا على كافة المؤسسات والشرائح والتيارات فجميعهم مصابون بهذا الداء العِضال..ذلك الداء الذي أدمن الجسد فيه لغة الحشد والصراع على حساب لغة الحق والسلام..وبما أن التيار الإسلامي هو جزء من.. "المجتمع المريض"..فهو مصاب بما أصيب به هذا المريض ..فحتى التنظير في ثقافة التيار الإسلامي لم يُفلح في خلق نظرية أو فكرة تتعلق بواقع السلطة"العملية" كونهم لا يزالون ينظرون للآخر نظرة ريبٍ وشك....أعتقد أن المُكوّن الأصلي لتلك الرؤية هو شيوع ثقافة المؤامرة في العقل المسلم برمته...ولم لا ونظرية المؤامرة تجعل من الآخر- الناجح- شيطاناً فتختفي حسناته عن أعين الناظرين.

إن أكثر ما يأتي به التنظير-في عالمنا العربي- من أفكار هي في معظمها سلبية كون المجتمع"المريض" لا يقرأ..فحتى ثقافة القراءة معدومة في ظل المتغيرات التي طرأت على المجتمع العربي بدءاً من الثروة إلى نهضة الاتصالات إلى شيوع الأمية الدينية والثقافية وغيرها من المؤثرات التي خلقت من المواطن العربي إنساناً فاقد الهوية ،وبترسيخ ثقافة المؤامرة لديه تراه يجعل من الدين هويته، وبالتالي يخرج الدين من كونه ثقافة هداية وبناء إلى هوية عصبية تجعل الفرد مثيرا للمشكلات أينما حلّ أو راح، ولعلنا اطلعنا على ما عانى منه اليهود في الزمن الغابر...قد يكون ذلك إحدى نتائج شيوع"الهوية الدينية" لديه.. وقد اكتسب ذلك المسلمون الآن بفضل ذات المؤثرات التي طرأت على المجتمع اليهودي فخلقت من المسلم كياناً يثير المشكلات في مجتمع الغير.











رد مع اقتباس