مناقشة متن الحديثين:
الرواية الأولى:
فى الرواية الأولى -رغم ضعف سندها- نجد القول لم يتعد لفرقة ناجية ولا هالكة فقد جاء النص على الافتراق فى الأمة فقط «تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِين فِرْقَةً. وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً».
ورغم ذلك فإن الرواية عن الافتراق تضاد مع صريح آيات القرآن, فالله تعالى يقول: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» آل عمران 110, فمفهوم الخيرية حتى لو أصبح تاريخا يُحكى، إلا أنه يتناقض صراحة مع افتراق الأمة لفرق أسوأ وأكثر من الفرق التى سبقتها فى المِلل السابقة، رغم الخيرية الظاهرة عليهم, وقد أشار لذات المعنى حول المتن الدكتور «القرضاوى» فى كتابه الصحوة الإسلامية, كما أن مفهوم الافتراق حتى ولو لم يودِ لجنة ولا نار، فإن الظاهر من سياق المتن أن الكلام عن افتراق مذموم وليس الاختلاف المعلوم بين عقول وأفهام البشر, وهذا الافتراق المذموم لا يصح بحق هذه الأمة حيث قال الله: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» آل عمران 103, وقال تعالى أيضا: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» الأنفال 46, لذا فلا يستقيم النص مع مجموع آيات العصمة والائتلاف فى القرآن.