السّلامـُ عَلَيْكُمـ و رَحمَة اللهِ و بركاتهـ...~
همسكِ أفزَعَ ذاكرتي
سقاها سكرات الحنين
و قد كنت إستبشرت بالنّسيان عاما أو يزيد دهراَ
لم يعد الزّمن يستدير بي نحو الماضي
ولا أجنحة النّسيم باتت تحملني إلى عطر خمائلك
حديثي إليكِ / عنكِ
باتت تقصّر قامته
و كلّ ما سواكِ حديثه طويل المدى
تجرعتُ ملوحة محيط غيابك حتى غدا حُلوا
لعنتُ كلّ شيطانٍ وسوس لي عنكِ شوقـا
أوصدتُ كلّ نوافذ و مداخل زاجلكِ الذي لا يَنْصَب و لا يعيا
و غدوتُ أُخرى .....
همستُ في أذن كلّ روح يدركها الصدى
نسيت ...إنّي قد نسيت....!!!
فهلاّ غَدَا كلّ طير بها مُغرداَ
تطايرتْ فراشاتُ قلبي فرحا
و ودقُ التناسي يزخُّ أجنحتها رذاذاً يغسلُ رماد فقدٍ تكدّس سوادا
طُفتُ حولَ أشلائك سبعاً
و ما ذرفتُ دمعة ...و قد كنتُ أشهق الدّمع جمراً
حسبتني قلبا آخر باسم الثّغـر
للأنسِ يمدّ يـدا
بين حقول الفرحِ يسعى
خلتني بترتُ مشاعري و تجرّدتُ من كلّ ذكرى
بيد أنّ
بذورك بداخلي ودوداً ولوداً
تُغرس في هدوء و ينهمرُ شوقي سيلاً جارفا فــ تُسقى
فكيف لـ أسراب النّسيان أن تلج قلباً
بهـ نوارس الوجع تُنشد للذكرى
كيف للنسيان أن يَقدّ ثوب الأمس و الحنين باتَ لحماً و عظما
كيف له أن ينفث في فؤادي ما يطهره من ذاك الأذى
كيف للقلبِ أن يرتاح و يشفى
كأس الحنين مُترعٌ بك ...
يُسكرُ القلبَ و يكسِره
أشقاني
و جائتني نشوة لهفــة عارمة
و غشي القلب ما غشى
فـ تحدّر من العين وابل أسى
يدفعُ مراكب السكينة إلى مرافئ الجنون
همسكِ
أشعلَ فتيل الذّاكرة و لم يأبه لإطفائـها
فـ ارتحلتْ بي صوب بيـدٍ تزركشَ سرابها بـألوان طيفك
تحت ألسنة الشّوقِ الحارقة
و بأنفاسٍ مشدودة إلى سارية الصّمت
أستجدي كلماتٍ إنقطع نسلها
و ووريت مثواها الأخير
تحيّتي
.