منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ماجستير أدب عربي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-15, 21:52   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ام شريــــــــــف
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ام شريــــــــــف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
هذا هو نص السؤال التطبيقي
جامعة مولود معمري -تيزي وزو
مسابقة ماجستير للسنة الجامعية 2011- 2012

كان الهنود الحمر في ذهني عبارة عن كائنات سينمائية، وكانوا أشكالاً خيالية مسرحية يرمزون إلى ذاكرة مأساوية عن الظلم وهضم الحقوق، ترتبط حسياً بشاشة السينما، ومعنوياً بالضمير الإنساني المتعذب دوماً في أسئلته عن معنى التحضر والتطور في العمران البشري، الذي يقوم على التدمير المتعمد لكل ما هو فطري وطبيعي سواء من البشر الفطريين أو الأرض وبيئتها الفطرية.

وظلت هذه الصورة حية في نفسي على ما فيها من بعد تخييلي حتى شهر يوليو 1992 حينما تواجهت وجهاً لوجه ولأول مرة مع ثلاثة هنود حمر في مدينة سياتل بولاية واشنطن، كانوا رجلاً وفتاتين، وكانوا بالنسبة لي بمثابة الخيال اذا ما تجسد في وجود حسي، أو كأن شاشة السينما تحولت إلى ميدان ينبض بالبشر والحياة الواقعية. وكانوا مثل انفجار مفاجئ في الذاكرة ترى فيه حزنك وجراحك وكل أحاسيس الإنسانية وتجسدات الضمير. كنت أرقب وجوههم وحركاتهم يتكلمون باللغة الإنجليزية ويلبسون لباس الحضارة ( البيضاء).رحت أسأل وأنا خجل وخائف من كل سؤال خشية أن اتعدى حدود الأدب مع ذاكرة مارس البشر ضدها كل موبقات الحضارة، و كل تواريخ العنف

قال لي : لقد منعوني من أن أتحدث لغتي في المدرسة، و كان المدرس الأبيض يأمرني بغسل فمي أمام الطلاب اذا غلطت و تفوهت بكلمة من لغتي الهندية .

ما الذي يخيف الرجل الأبيض من لغة الهنود الحمر ...؟ هل لأنها تكشف له عن ذاكرة لا يريد أن يراها. ذاكرة عن أسلافه البيض الأشاوس وعن تاريخهم مع الهنود؟
يحاول الأبيض نسيان ماضيه وماضي حضارتهم على أرض أمريكا الهندية، وهذه اللغة تفتح له صفحات ذلك التاريخ، ولذا لا بد من غسلها وتنظيف معابر الحناجر منها. إغسلوا اللغة وإغسلوا التاريخ واغسلوا الذاكرة.... إن استطعتم إلى ذلك سبيلا.

راح مضيفي الهندي يحكي لي حكاية حضرها مع جده. حيث ذبح الجد (دباً) ليسد به جوع العائلة. وكان الجد يتحدث مع (الدب) وهو يذكيه (يذبحه)، وهو يسلخه ويقطعه ويقول له: أنت أخونا وشقيقنا فنحن وأنت من أم واحدة، هي أمنا الأرض. ولذا فإننا لن نهينك وسوف نكرمك ونكرم لحمك الطيب، ولولا الجوع ما ذبحناك، ولسوف تدخل في أجساد أولادنا وتصبح جزءاً منها تتحرك وتتنفس معها. إننا نحبك ونتألم لك، ولسوف نحافظ على أولادك ونصونهم، أنت أيها الدب الطيب الحبيب يا ابن أمنا الأرض،ويا أخانا المختلط فينا والداخل في أجسامنا. لسنا نقتلك ولكننا نأكلك لكي تحيا فينا وتقتل جوعنا.

يقول هذا ويؤكد لي أن الهندي لا يعتدي ولا يجور لأنه يرى لكل شيء روحاً، لذا حافظ على البيئة سليمة نقية ولم ينتهك حرمة الأرض وكرامتها، وكل كائن إنما هو أخ وأخت.

أما الأبيض.. فانظر فعله بالأرض وكيف انتهك عرضها واغتصب عذريتها لقد فعل بالأرض مثلما فعل بالهنود الحمر. لقد جعل البيئة ترطن بلغة المال والسلاح، وكانت من قبل لا تعرف سوى لغة العصافير وقبلات الغيوم وتراشقات المطر.


قال ذلك وأنا أودعه بيد تعرف ملمس المكلوم وتعرف طريقها إلى الجراح المخفية تحت الجلد وتحت الملابس الحضارية
ودعت يده يدي وخرجت كي يتسلمني مرافق الذي صرت أعرف أنه أبيض، وصرت أرى أن مواعيدنا القادمة هي مواعيد بيضاء، وكل شيء في هذا الكون هو أخ وأخت – كما قال صاحبي الهندي،وأمضيت باقي فترتي مع أخي الرجل الأبيض. إلى أن حانت عودتي وتواعدنا في مطار نيويورك يوم 11/8/1992 فذهبت عائداً نحو الشرق، وذهب مرافقي الأبيض نحو غرب الغرب، وانتهت المصافحة لتبدأ الذاكرة.(1)


أجب عن الأسئلة التالية بدقة و تركيز

1- هل يمكن لنظرية الأجناس الأدبية أن تتبنى هذا النص، علل ذلك.
2- كيف تتشكل صورة الآخر في النص ؟
3- وردت في النص منظومة من الرموز الثقافية، قارنها مع منظومة ثقافية أخري.
4- ورد في النص حديث عن صراع القيم، بين ذلك.
5- ما علاقة اللغة بالذاكرة؟ بين ذلك من خلال النص .

بالتوفيق
لجنة المسابقة

1- عبد الله الغذامي: السيدة أمريكا، مقاربات لقراءة وجه أمريكا الثقافي، مركز الانماء الحضاري، ط3، 2006،ص159-162











رد مع اقتباس