منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل يمكن أن يكون النوم عن صلاة الفجر من الابتلاء؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-15, 06:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة



السؤال:
هل يمكن أن يكون النوم عن صلاة
الفجر من الابتلاء؟
الإجابة:
من نام عن صلاة الفجر فهذا معاقب، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من نام حتى يصبح فقد بال الشيطان في أذنيه"، وهذا الحديث وضعه البخاري في كتاب التهجد، وقال أي: من نام حتى يسمع أذان الفجر فما بالكم من نام حتى تطلع الشمس فماذا نقول عنه؟ نسأل الله العفو والعافية.

والنوم عن صلاة الفجر إن كان فلتة لعرض بحكم تعب وما شابه فهذا وقع مع النبي في سفرة من الأسفار.

أما أن تكون هذه عادته فتفوته الصلاة، وتكون ثقيلة عليه، فهذه من صفات المنافقين لأن أثقل صلاة على المنافقين الفجر والعشاء، ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله.

ويذكرون عن سجان الحجاج، قال: كنت سجاناً للحجاج مدة طويلة فما دخل أحد السجن إلا سألته: هل صليت الفجر في جماعة؟ فيقول لي: لا، ولم يقل لي واحد منهم أنه صلى الفجر في جماعة.
لذا فمن صلى الفجر في جماعة فهو رعاية الله وكنفه، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، فلنحرص على صلاة الفجر في جماعة، والله الموفق
الشيخ أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.


صلاة الفجر هي ميزان الإيمان من تخلَّفَ عنها فليبحث عن قلبه
وللفائدة أنقل واقعة مقتل فاروق الأمة عمرَ بن الخطاب-رضيَ الله عنه- وهو في صلاة الفجر

عن أبي رافع- رضي الله عنه-قال :
"أن غلام المُغِيرَة أبا لؤلؤة المجوسي لقيَ عمرَ بن الخطاب؛ فقال: إن المـُغِيرَة أثقل عليَّ. فقال: اتَّق الله وأحْسِن إليه، ومن نيَّة عمر أن يلقى المُغِيرَة فيكلِّمه فيخفِّف عنه، فقال العبد: وَسِعَ النَّاس عدله غيري. وأضمر على قتله".

فلمَّا كان فجر يوم الأربعاء، قبل نهاية شهر ذي الحجَّة بأربعة أيام- كَمَنَ أبو لؤلؤة في المسجد، ومعه سكينٌ ذات طرفَيْن مسمومةٌ، فوقف عمر يعدل الصفوف للصلاة، فلما كبَّر يصلي بالنَّاس، طعنه العبد في كتفه وفي خاصرته؛ فقال عمرَ بن الخطاب: (وكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)

ثم أخذ العبد يسعـى، لا يمرُّ على أحدٍ يمينًا ولا شمالاً إلا طعنه؛ حتى طعن ثلاثةَ عشرَ رجلاً، مات منهم سبعةٌ، فلما رأى ذلك رجلٌ من المسلمين؛ طرح عليه بُرْنُسًا، فلما ظنَّ العِلْجُ أنه مأخوذٌ؛ نَحَرَ نفسَه.

وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف؛ فقدَّمه للصلاة بالنَّاس، فصلَّى بهم صلاةً خفيفةُ، وحُمِلَ عمر إلى بيته وقد غلبه النَزْف حتى غُشيَ عليه، فلما أسفر الصُّبح استيقظ فقال:

أَصَلَّى النَّاس؟ قالوا له: نعم. قال: لا إسلام لمن ترك الصَّلاة. ثم توضَّأ وصلَّى، وقال ابن عمر


: وتساند إليَّ وجَرْحُهُ يَثْغَبُ دمًا، إني لأضع إصبعي الوسطى فما تَسُدُّ الفَتْقَ".

فقال عمر لابن عباس: "اخرجْ فنادِ في النَّاس: أعن مَلاَءٍ منكم كان هذا؟
فقالوا: مَعاذَ الله، ما علمنا ولا اطَّلعنا".
وفي روايةٍ: "فظنَّ عمرأن له ذنبًا إلى النَّاس لايعلمه، فدعا ابن عباس، وكان يحبُّه ويُدْنِيه
فقال: أحبُّ أن تعلم عن مَلاءٍ منَ النَّاس كـان هذا ؟ فخـرج، لا يمرُّ بمَلاءٍ منالنَّاس إلا وهم يبكون؛ فكأنما فقدوا أبكارَ أولادهم؛ فأخبره. قال ابن عباسَّ: فرأيت البِشْرَ في وجهه".

حتى إنَّ القوم قالوا: "لوددنا أن الله زاد في عمركَ من أعمارنا، من محبَّتهم له لا يمرُّ بمَلاءٍ من النَّاس-رضيَ الله عنه".
فلما علم عمر أن الذي قتله عبدٌ مجوسيٌّ قال: "الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجَّني عند الله بسجدةٍ سجدها قطُّ"

وفي حديث جابر: أن عمر - رضيَ الله عنه - قال: "لا تعجلوا على الذي قتلني. فقيل: إنه قتل نفسه. فاسترجع عمر؛ فقيل له: إنه أبو لؤلؤة؛ فقال: الله أكبر".

فجاء الطبيب، فسقى عمرَ نبيذًا، فخرج من جرحه، ثم سقاه لبنًا، فخرج من جرحه؛ فعرف أنه الموت؛ فقال: "الآن لو أنَّ لي الدنيا كلَّها، لافتديتُ به من هول المُطَّـلع".
فجعل النَّاس يُثْنونَ عليه، ويذكرون أعماله العظيمة في الإسلام؛ فكان يجيبهم فيقول: "إن المغرور من تغرُّونه".

وجاءه شابٌّ فقال: "أبْشِر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لكَ من صحبة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقدم في الإسلام ما قد عملت، ثم وُلِّيتَ فعَدَلْتَ، ثم شَهَادَةٌ.
قال: وددت أن ذلك كفافٌ، لاعليَّ ولا لي. فلما أدبر، إذا إزاره يمسُّ الأرض؛ فقال: ردُّوا عليَّ الغلام. قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك؛ فإنه أبقى لثوبكَ، وأتقى لربِّك".

قال ابن مسعود -رضيَ الله عنه"-: "يرحم الله عمر، لم يمنعه ما كان فيه من قول الحقِّ".