منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب العلم بالكلام ...تزندق ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-07, 15:15   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
لا أدري
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة
والله يا اخ ابن الواد أنت في واد ونحن في واد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة
حواري معك مضيعة للوقت كالنطيحة والمتردية ..
أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فإن الله بعث محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهدى ودين الحقّ ليُظهره على الدين كلِّه ولو كره الكافرون.
وإنَّ أسعدَ الناس بهديه واتباعِه وحبِّه وموالاته ونصرة ما جاء به من الحق: هم صحابته الكرام، ومن اتبعهم بإحسان من القرون المفضلة، ومَن سلك سبيلَهم، وترسّم خطاهم إلى يوم الدين.
ثم إن مَن يدرس أحوال السابقين واللاحقين من الفِرق المنتسبة إلى أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويدرُس مناهجَهم وعقائدهم وأفكارَهم بإنصاف وفهم وتجرُّد يجد أنّ أهلَ الحديث(=السلفيين) هم أشدُّ الناس اتباعـًا وطاعةً وتعلُّقـًا وارتباطـًا بما جاءهم به نبيُّهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتابـًا وسنّة، في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم، ودعوتهم، واستدلالهم، واحتجاجهم؛ وهم على غاية من الثقة والطمأنينة بأن هذا هو المنهج الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وليس قلق مني ولا نرفزة بالعكس يسرني ان أناضل في سبيل نهج الحق وفيه كل النجاة والنجاح لا تخبط فيه ابدا، وأنه الطريقُ السليم، والصراطُ المستقيم؛ وما عدا ذلك من المناهج والسبل فأمرٌ لم يشرعه الله ولم يرضَ به، ولا يؤدِّي إلاّ إلى الهلاك والعطب.

إلا أن هذه الدعوة السلفية المباركة قد كَثُر مناوئوها وتسلَّط مخالفُوها واجتمعت كلمة معارضيها من أهل القبلة وغيرهم على رميها عن قوس واحدة، وأطلقُوا العَنان لألسنتهم وأقلامهم، فلَم يدَعوا عيبًا ولا سبَّةً ولا منقصَةً ولا شيئًا يَشين ولا يزين إلاَّ وألصقوه بالسَّلفية والسَّلفيِّين، حتَّى أوهموا السُّذَّجَ من النَّاس أنَّ هذه الدَّعوة المباركة هي سبب كلِّ مصيبةٍ وبليَّةٍ لحقَت بالأمَّة الإسلاميَّة، وأنَّها دعوةٌ للتَّخلُّف وترك أسباب الحضارة، وقتل المواهب وأنَّها حرب على العقل والإبداع، ورمز للتَّطرُّف والغُلوِّ إلى غير ذلك من الاتِّهامات الباطلة والافتراءات السَّافلة.

وليس هذا بمُستغرب؛ فدعوة الحقِّ عبر جميع العصور تجابَه بالعداء السَّافر والمعارضَة الشَّديدة من أصحاب الشُّبهات وأتباع الشَّهوات وأسارى الهوى؛ لأنَّها بالنِّسبة لهم خطر داهم يقضُّ مضاجعهم ويزيل عروشهم ويكسر شوكتهم؛ لأنَّها تفكُّ قلوبَ الناس وتحرِّر عقولهم من أسر الهوى وفتنة الشبهة والخرافة وتتبع و زيف وباطل وتمييعه وإيهام الغير أنه حق وصواب ،بيدا الحق واضح وأنتم عقدتموه بتصوراتكم ونظرياتكم العفنة.. ونهجنا واضح وضوح الشمس يأخذنا الى أفُق التَّوحيد والعبودية لله ربِّ العالمين ورَحابة الاتِّباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون سواه.

نعم , الدعوة السلفية و "أهل الحديث" هي أحد أهم أسباب التخلف في العالم الإسلامي , و إن كان نمو و صعود هذا التيار له أسبابه السياسية و التاريخية. لكن المحصلة هي أن تيار العلوم النقلية تلقى دعما سياسيا من أصحاب السلطة السياسية القائمة على تغلب العصبيات و السيوف في مقابل إضفاء الشرعية الدينية على حكم المتغلبين , و لم يكن من مصلحة الحكام الفاسدين كما هو في كل زمان أن تنمو نخب مثقفة و متحررة عقليا , لان هذا يزعجها و يزيد من نبرة المحاسبة و النقد . و التيارات السلفية تكلفت بمهمة قمع هذه التيارات تحت مسمى محاربة البدعة و الزندقة . و انظم لهذه الحملة فئات شتى من الناس لأسباب قومية و قبلية و لصراعات تنشأ في كل المجتمعات بين الثقافة الحضرية و ثقافة البدو . و في الوقت الذي كانت فيه التجمعات الحضرية الكبرى منتعشة كان هناك ما يكفي من اجواء التعددية و الانفتاح على الثقافات الاخرى للأخذ منها و الإبداع و التطوير في شتى العلوم ممن كانوا يعتبرون زنادقة عند "أهل الحديث" و لكن بعد أن بدا الحنابلة بالانتشار بدأت حملاتهم الغوغائية الشهيرة في كتب التاريخ ضد مخالفيهم من المذاهب الفقهية الاخرى , فما بالك من موقفهم من الفلاسفة و علماء الرياضيات و الطبيعة الذين كانوا يمثلون الكفر و الزندقة , و هكذا نجحوا تدريجيا في تحريض العامة ثم السلطة السياسية على المثقفين و العلماء في ذلك الزمن و بد جليا للسلطة السياسية الفاسدة أن التحالف مع هذه الطبقة أنفع لها لأنها تحسن التلاعب بعواطف الناس و لأنها أكثر طاعة و انصياعا للسلطة من طبقة المثقفين المتنورين . و الامر ليس محصورا على الحنابلة وحدهم و الذين شكلوا إحراجا للسلطة بتطرفهم في كثير من الفترات بل ينطبق بشكل اكبر على المذاهب الاربعة و على الأزهر و المؤسسة الدينية بصفة عامة .

و التاريخ يا اخي شاهد بوضوح على ان صعود "أهل الحديث" و سلطة الفقهاء بشكل أعم ترافق مع تراجع الاهتمام بالعلوم العقلية . و مهما حول احدهم التباكي أو الإدعاء بأننا نفتري على الجماعة فالتاريخ يضل شاهدا على هذه الحقيقة , بل إن كتبهم لم تكتفي بتجاهل و إهمال هذه العلوم , بل حاربتها بشكل مباشر و غير مباشر , و التاريخ يشهد أيضا أنه منذ صعود هذه الفئة و العالم الإسلامي راح يبدد طاقاته في صراعات داخلية ظاهرها الخلاف الديني و باطنها الصراع السياسي و الاجتماعي , فتفككت الامبراطورية أو بالأحرى كان هذا التيار نتيجة لبداية هذا التفكك و إيديولوجية دينية تبرر الواقع السياسي و الاجتماعي .
ثم عن أي بركة تتحدث يا اخي , و نحن نرزح تحت التخلف و الجهل و الفقر و الظلم و الاستبداد منذ ان بزغ نجم السلفيات المختلفة , العصر الذهبي الوحيد للأمة الاسلامية هو عصر الرازي و ابن سينا و ابن الهيثم و جابر بن حيان و الخوارزمي ممن نجحوا في تقديم شيء ذو فائدة للبشرية حينما كانت هناك فسحة من الحرية للعمل و النشاط الفكري , لكن ما إن احكم تيار الفقهاء السيطرة على الدرس و التعليم حتى توقفت المسيرة , التي كان يمكن ان تؤدي إلى ثورة علمية حقيقة لو استمرت تلك النزعة العلمية . لكن تيار العلوم النقلية أجهض تلك النهضة العلمية و وأدها لتنتقل بذورها إلى أوروبا و تزهر من هناك نهضة علمية لا مثيل لها . و اليوم الفرق واضح جدا بين تلك الامم و امتها البائسة . عن أي بركة تتحدث , عن بركة طالبان و المحاكم الاسلامية في الصومال , أو عن القاعدة في شمال مالي !!!!!
إذا كانت تلك هي دعوة الحق كما تدعي فأين ثمارها ؟؟ لا أبدا , إن الشوك لا يثمر عنبا . في العشر القرون الاخيرة من تاريخنا , لم تزدهر غير العلوم النقلية و لم نزدد إلا تخلفا و ضعفا , التاريخ لا يرحم و لا يكذب . و الحقيقة لا يمكن طمسها .










رد مع اقتباس