السلام عليكم جميعا
إخوتي الكرام، هذا الموضوع كبير جدا ومعقد ولابد فيه من معركة لتصحيح المفاهيم
القومية العربية هي نتيجة المرحلة الرومانسية التي أعلت من شأنها، فأقيمت الحروب وأنشئت الدول على أساسها، والقومية سواء في الغرب أم في الشرق هي عصبية تقام على العرق والدم، ظهرت في الغرب ضد تسلط الكنيسة وأتبعها بعض العرب مقلدين حذوالقذة بالقذة، حتى أنهم انخرطوا في عام 1916 في ثورة عارمة ضد الخلافة العثمانية بقيادة الشريف حسين بن علي أمير مكة يومذاك، بحجة أنهم عرب ولا يرضون بحكم الأتراك الطورانيين، ورغم تلمسنا لبعض الاعذار لهم حينها لظهور النزعة الطورانية التي تزدري العرب في آخر حكم العثمانيين، والتي نشر سمومها يهود الدونما الذين تنفذوا في آخر عهد الدولة العثمانية، وتغلغلوا في مفاصلها حتى أصدروا وعد بلفور المشؤوم وأطاحوا في النهاية بالسلطان عبد الحميد. إضافة إلى مذابح جمال باشا السفاح في الشام، لكن تلك الثورة العربية الكبرى توجت باتفاقية سايكس بيكو التي فتتت الوطن العربي ورسمت حدوده من جديد. فكان هذا باسم القومية العربية
وباسمها أيضا تم تسليم فلسطين وراجعوا إن شئتم مراسلات الملك فيصل ابن القومجي الأول الشريف حسين مع المعتمد البريطاني مكمهون في مصر وستعرفون كيف بيعت فلسطين وسلمت لليهود.
في 1967 قام القومجي الكبير جمال عبد الناصر بهبة قومية واستنهض العرب فجر الخيبة وانهزم شر هزيمة وذهبت سيناء وغزة والجولان وسيناء.
وفي 1973 خف الوهج القومجي فتم نصر صغير لكنه في سياقه كان كبيرا.
وباسم القومية تم توجيه العراق ليحارب إيران، فقتلت الملايين، ولما توقفت الحرب طلب العرب أموالهم التي ساعدوا بها العراق فغزا الكويت ومن يومها بدأ مخطط تدمير العراق عربيا، وسقطت بغداد باسم القومجية في ظرف 3 أيام.
باسم القومجية قاد معمر القذافي الذي اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساعي بريد بين الله والبشر وأنه لم يقدم جديدا، بعكسه هو في كتابه الأخضر الذي مثل له بترانيم داوود وإنجيل عيسى وتوراة موسى لأنه هو ألفه، وضمنه نظريته الكونية الثالثة(والحقيقة الكتاب ألفه مفكر سوداني ونسبه القذافي إلى نفسه)، قاد هذا الموتور حربا ضد تشاد المنهكة وانهزم شر هزيمة.
وفي النهاية قتل زهاء 1200إنسان من السجناء السياسيين في سجن أبو سليم، ولما واجهه شعبه بمطالب سلمية قصفهم بالدبابات والراجمات فقتل خمسين ألفا من شعبه ناهيك عن المصابين والمعاقين والمدن المدمرة والنساء المغتصبات، رغم أنه كان يتعاطى المخدرات التي اتهم بها شعبه كذبا وزورا.
تحت نفس الهاجس يقود ابن الزعيم البعثي القومجي بشار الأسد الذي أتى للحكم أبوه عن طريق الدبابة وابنه عن طريق الوراثة ، يقود الإبن حربا مجرمة مدمرة ضد شعبه ناهز فيها القتل على 25000 إنسان
وباسم القومجية العربية دوما
..........
.........
الخ........
والخيبات كثيرة
وفي الزمن الماضي قبل الإسلام باسم القومجية العربية قامت حرب مدمرة من أجل ناقة وأخرى لسبب تافه، لا يستحق الذكر
وتحت هاجس القومجية العربية انقسم العرب في عصر الجاهلية إلى فرعين كبيرين الغساسنة والمناذرة، قاموا بسفك دماء بعضهم بعضا من أجل الفرس والروم فكانت حروبهم حروبا بالنيابة عن القوى المتنافسة على احتلالهم وإخضاعهم.
وتحت هاجس القومجية العربية حارب مشركو مكة دعوة الحق وحاصروا الصحابة الكرام في شعاب مكة
ولأجل التعصب القومجي أقيمت غزوتي بدر وأحد وأخواتهما في حين كانت فيصلا بين الحق والباطل من جانب المسلمين
.............
..................
...............
ومن عجائب القومجية العربية أن النظام البعثي السوري لما جمدت الجامعة العربية عضويته جمد الله الدم في عروقه، اتهم العرب بأنهم مستعربين، ونسيت قناة الدنيا وأخواتها الجاهلات ومعهم الجزار بشار أن أفضل العرب هم المستعربين ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإسماعيل العدنانيين، وينتهي نسب جدهما إبراهيم إلى الكنعانيين
فإن كان القومجي الذي يقتل شعبه ويدعي القومجية والدفاع عن فلسطين ووالده المقبور قاتل المسلمين في حماة إبان مطلع الثمانينيات باع الجولان (وأقول باع وأتحمل مسؤوليتها أمام الله والتاريخ)، لا يعرف ابنه الجزار بشار قاتل النساء والرجال والأطفال الفرق بين العارب والمستعرب فكيف نثق في مقولته بالمقاومة وهو لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه الصهاينة وأبقى الجولان جولة هادئة
كلها خيبات متتالية عنوانها قومجي
القومجية فكرة شيطانية ونعرة جاهلية أحيتها إنجلترا ومعها لاحقا فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشرجرّت الدول العربية بعد سلخها من الرجل المريض إلى الاستعمار قطرا قطرا وشبرا شبرا
ومازلنا نعاني من الفكر القومجي الذي يريد العودة بالشعوب إلى مرحلة التوحّد العصابي الجاهلية، بالهوى والعرق والدم دون عقيدة أوتصور إسلامي رشيد.
أنا عربي عدناني قرشي هاشمي حسيني أكفر بالقومجيين والفكر القومجي كله كفرا تاما، بعثه وكتابه الأخضر ويساره ..... وغيرها
أنا مسلم وكلي فخر، أخي العربي كما الأمازيغي كما الزنجي كما التركي كما الكردي كما الفارسي.............. طالما موحدنا هولاإله إلا الله محمد رسول الله.
ومن عوّل على غير هذا فليحصي الخيبات القومجية السابقة وله أن يتصور اللاحقة.
ولن ينفعه الإدعاء بجاهلية قضى عليها الاسلام يوم اللقاء
إننا مسلمون مسلمون مسلمون ولا للقومجية، سواء أكانت عربية أم فارسية أم أمازيغية أم من أي عرق كانت
دعوها فإنها منتنة، هكذا قال النبي العدنان عليه الصلاة والسلام، ولما أحياها الغرب في ديار الشرق جرت لنا النتن وصدق نبينا وكذب القومجيون ولو صدقوا، ولن يصدقوا.
وتحياتي