سبحانك جل جلالك وتقدست أسماؤك، وتنزهت صفاتك، وأنت القائل {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، نفي مطلق في الزمان والمكان، والقرآن الكريم لا يعارض بعضه بعضا، بل يرد متشابهه ومحتمله إلى محكمه مثل هذه الآية الكريمة، فلا يدركه بصر في أي زمان أو مكان، والآية خبرية في سياق المدح، فهي صفة ذاتية لا يتحول عنها أبدا، مهما تغير الإنسان، فيبقى الخالق هو الخالق، والإنسان هو الإنسان، فمن زعم وجود زمان أو مكان يرى فيه، فقد رد هذه الآية الكريمة، ورضي الله عن السيدة عائشة، حين قالت لمسروق: لقد قف شعري مما قلت.. ثم تلت الآية!
هذا مذهب السلف قبل أن تولد الروايات في القرن الثالث، وقبل أن يروي بالمعنى من تأثر أصلا بروايات أهل الكتاب ومعتقداتهم في الله!