معذرة إيمي على التأخير
فالحروف تخجل حينما يأتي الكلام عن فلسطين الحبيبة
وعن أخوتنا الفلسطينيين وأخواتنا الفلسطينيات
فمهما كان الكلام ن فلن يعبر عن عجزنا وهواننا
وعن صمودهم وصبرهم
وفي هذا السياق كنت قد كتبت قصيدة بعنوان
القضية في محكمة العرب القهرية
واسمحي لي أن أدرجها هنا تضامنا مني مع مشاعرك النبيلة
القضية
في محكمة العرب القهرية

وقَفَ الزَّمانُ على القَضِيَّةِ شاهِداً
أَىُّ القضايا هَلْ جُنِنْتَ فما هِيَهْ
هلْ كان لي ولَكُمْ قضايا غَيرها
أَمْ قد قَبِلْتُمْ في فِلسْطينَ الدِّيَهْ
ونَسِيتُمُوا قُدْساً جَريحاً يَشْتَكِي
ذُلَّ الْيَهُودِ الْغاصِـبينَ عَلانِيَهْ
والعُرْبُ غَطُّوا في سُباتٍ مُخْجِلٍ
سِـتِّين عـاماً أوْ يَزيدُ ثمـانِيَهْ
يا صاح مهْلاً ما نسيْنا ذنْبنا
فلكمْ تَنافسْنا الْحياة الْفانيهْ
وتنازَعَ الْعَرَبُ الحدودَ بِزَعْمِهِمْ
فَتَفَرَّقُـوا شِيَـعاً بأرْضٍ نائِـيهْ
وتَقَطَّعَتْ أرْضُ العروبةِ مُزِّقَتْ
صارَتْ كَقِطْعٍ منْ ثِيابٍ بالِيَهْ
إيْهٍ صَديْقي والْعِقابُ كما تَرى
فلقَـدْ بُليْنا هَا هُنا بالْطَّـاغِيهْ
في كُلِّ أرْضٍ كُلّ عـامٍ نُبْـتَلَى
بَعْدَ الخـنُوعِ بكُلّ طاغٍ عَاتِيَهْ
والقُدْسُ يَصْرُخُ ويحَكُمْ يا حَسْرَةً
هَلْ ذُقْتُمُوا طَعْـمَ الحياةِ الحالِيهْ
أَنَسِيتُموا أنَّ الشَّهادَةَ عِزَّكُمْ
وهِي الجِنانُ هِي الحياةُ الباقِيهْ
أينَ الجيـوشُ وأينَ حِطِّينَ التي
قَصَمَتْ ظُهُورَ عَدُوِّنا بالقاضِيَهْ
أَمْ أنَّ بُلْـدَانَ العُـروبةِ عَاقِرٌ
عَنْ حَمْلِها بصَلاحِ دِينٍ ثانيهْ
يا أُمَّتِي فَخْرُ العُرُوبةِ كُلّها
قُدْسٌ مُباحٌ عِرْضُهُ كالْغَانِيَهْ
يَبْكي دِمـاءً ثُـمَّ يَنْـزِفُ ذِلَّةً
أَسَفاً عَلى كُلِّ الْقُلوبِ القاسِيَهْ
عَرَباً يَهُـوداً لا يُفَـرِّقُ بيـنَهُمْ
فالْكُلُّ أصْبَحَ في الضَّمِيرِ سَواسِيَهْ
بَلْ إنَّمَا ظُلْم اليهودِ وبَغْيهُمْ
ما كان يَوْماً يَنْبَغِي أنْ يُؤْذِيَهْ
لكِنَّ ظُلْمَ المسْلِمينَ وقَهْرَهُمْ
أَبْكَى الأسِيرَ دَماً بأَيْدٍ آسِيَهْ
يا أُمَّتِي أللهَ في قُدْسٍ هَوَى
مِنْ ذُلِّنا وخُنُوعِنا للْهاوِيَهْ