فصل: في أرضها وحصبائها وتربها
والأرض مرمرة كخالص فضة مثل المرات تناله العينان
في مسلم تشبيهها بالدرمك الصـ ـافي وبالمسك العظيم الشان
هذا لحسن اللون لكن ذا لطيـ ـب الريح صار هناك تشبيهان
حصباؤها در وياقوت كذا ك لآلىء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المـ ـسك الذي ما استلّ من غزلان
فصل: في صفة غرفاتها
غرفاتها في الجو ينظر بطنها من ظهرها والظهر من بطنان
سكانها أهل القيام مع الصيا م وطيب الكلمات والإحسان
ثنتان خالص حقه سبحانه وعبيده أيضا لهم ثنتان
فصل: في خيام أهل الجنة
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ قد جوفت هي صنعة الرحمن
ستون ميلا طولها في الجو في كل الزوايا أجمل النسوان
يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم بعضا وهذا لاتساع مكان
فيها مقاصير بها الأبواب من ذهب ودر زين بالمرجان
وخيامها منصوبة برياضها وشواطئ الأنهار ذي الجريان
ما في الخيام سوى التي لو قابلت للنيرين لقلت منكسفان
لله هاتيك الخيام فكم بها للقلب من علق ومن أشجان
فيهن حور قاصرات الطرف خيـ ـرات حسان هن خير حسان
خيرات أخلاق حسان أوجها فالحسن والإحسان متفقان
فصل: في أرائكها وسررها
فيها الأرائك وهي من سرر عليـ ـهن الحجال كثيرة الألوان
لا تستحق اسم الأرائك دون ها تيك الحجال وذاك وضع لسان
بشخانة يدعونها بلسان فا رس وهو ظهر البيت ذي الأركان
فصل: في أشجارها وثمارها وظلالها
أشجارها نوعان منها ما له في هذه الدنيا مثال ذان
كالسدر أصل النبق مخضود مكا ن الشوك من ثمر ذوي ألوان
هذا وظل السدر من خير الظلا ل ونفعه الترويح للأبدان
وثماره أيضا ذوات منافع من بعضها تفريح ذي الأحزان
والطلح وهو الموز منضود كما نضدت يد بأصابع وبنان
أو أنه شجر البوادي موقرا حملا مكان الشوك في الأغصان
وكذلك الرمان والأعناب التي منها القطوف دوان
هذا ونوع ما له في هذه الد نيا نظير كي يرى بعيان
يكفي من التعجاج قول إلهنا من كل فاكهة بها زوجان
وأتوا به متشابها في اللون مخـ ـتلف الطعوم فذاك ذو ألوان
أو أنه متشابه في الاسم مخـ ـتلف الطعوم فذاك قول ثان
أو أنه وسط خيار كله فالفحل منه ليس ذا ثنيان
أو أنه لثمارنا ذي مشبه في اسم ولون ليس يختلفان
لكن لبهجتها ولذة طعمها أمر سوى هذا الذي تجدان
فيلذها في الأكل عند منالها وتلذها من قبله العينان
قال ابن عباس وما بالجنة الـ ـعليا سوى أسماء ما تريان
يعني الحقائق لا تماثل هذه وكلاهما في الاسم متفقان
يا طيب هاتيك الثمار وغرسها في المسك ذاب الترب للبستان
وكذلك الماء الذي يسقى به ياطيب ذاك الورد للظمآن
وإذا تناولت المار أتت نظيـ ـرتها فحلت دونها بمكان
لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو ل الشمس من حمل إلى ميزان
وكذاك لم تمنع ولم تحتج إلى أن ترتقي للقنو في العيدان
بل ذللت تلك القطوف فكيف ما شئت انتزعت بأسهل الإمكان
ولقد أتى أثر بأن الساق من ذهب رواه الترمذي ببيان
قال ابن عباس وهاتيك الجذو ع زمرد من أحسن الألوان
ومقطعاتهم من الكرم الذي فيها ومن سعة من العقيان
وثمارها ما فيه من عجم كأمـ ـثال القلال فجلّ ذو الإحسان
وظلالها معدودة ليست تقي حرا ولا شمسا وأنى ذان
أو ما سمعت بظل أصل واحد فيه يسير الراكب العجلان
مائة سنين قدرت لا تنقضي هذا العظيم الأصل والأفنان
ولقد روى الخدري أيضا أن طو بى قدرها مائة بلا نقصان
تتفتح الأكمام فيها عن لبا سهم بما شاؤوا من الألوان