منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رد العلامة محمود شاكر على سيد قطب ” لا تسبوا أصحابي “
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-01, 16:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: في نظرات في كتاب التصوير الفني لسيد قطب
..إنه والله لواقع مرير وإن الأمر كما قال تعالى: } فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ { [الحج:46] فنعوذ بالله من حال هؤلاء وإنا لنضرع إلى الله ونضرع إليه أن يعافي المسلمين من هذا البلاء وأن يأخذ بنواصي من أصابهم هذا البلاء إلى الحق والهدى.

ومما ابتلي به المسلمون في هذا العصر كتب ومناهج سيد قطب التي راجت في أوساطهم وروج لها كثيراً وعميت بصائر وأبصار كثيرٍ منهم فلا يدركون خطرها الماحق ولاضررها المدمر، ومن أشدها خطراً” التصوير الفني في القرآن” الذي أعجب به كثيرٌ من عميان البصائر فاغتر سيد قطب بإعجاب هؤلاء العميـان التائهـين فاندفـع بكل اعتزاز قائلاً في خاتمة كتابه التصوير الفني ص(253):” منذ سبعة أعوام صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب وأحمد الله على أن صادف التوفيق فقوبل من الأوساط الأدبية والعلمية والدينية على السواء مقابلة طيبة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الدين لايقف في طريق البحوث الفنية والعلمية التي تتناول مقدساته تناولاً طليقاً من كل قيد وعلى أن البحوث الفنية والعلمية لاتصدم الدين ولا تخدشه حينما تخلص فيه النية وتتجرد من الحذلقة والادعاء وأن حرية الفكر لاتعني حتما مجافاة الدين كما يفهم بعض المقلدين في التحرر…”


لقد أخذ سيد قطب من هذه المقابلة الطيبة في زعمه من الأوساط المذكورة دليلاً على أن الدين لايقف في طريق البحوث الفنية والعلمية التي تتناول مقداساته تناولاً طليقاً من كل قيد ولايشك عاقل أن هؤلاء الذين قابلوا كتابه هذه المقابلة إما جهال أغبياء وإما متحررون منفلتون في الدين كانفلاته الذي شهد به على نفسه حينما كتب هذا الكتاب.

ونقول لسيد ق
طب: فماذا يبقى لهذه المقدسات إذا تناولتها البحوث الفنية والعلمية تناولاً طليقاً من كل قيد وكيف لا تصدم المقدسات ولا تخدش مكانتها وقد انفلت في هذه البحوث من كل قيد فلا عقيدة تمسكه وتقيده ولا أدب ولا احترام ولا إجلال ولا هيبة لهذه المقدسات.

فهذا سيد قطب نفسه يصرح بقوله في خاتمة هذا الكتاب” وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)
إن عقيدة الإسلام لا تغل العقل والفكر بل هي:-

1- تبصر العقل وتنيره وتوجهه التوجيه الصحيح إلى احترام الحق وتحري الحقائق والبحث عنها بتثبت وأناة وأدب.

2- وتفك أسره من الخرافات والتقاليد والعقائد الفاسدة التي وقع فيها سيد قطب وأمثاله.

3- وتحطم أغلالها وآصارها.

4- وتضع للعقل حدوداً لا يتعداها.

بخلاف ما يتصوره سيد قطب عنها، ولقد أخذ عليه أحمد محمد جمال هذه المجاهرة في كتابه على مائدة القرآن ص(50-51) فناقشه في خمس عشرة مسألة منها إنكاره لرؤية الله، وقد قال في طليعة هذه المناقشة:" وأول ما أريد جدال المؤلف فيه إصراره الظاهر المكرورفي عدة مواضع من كتابه على أنه - مثلاً - لم يفكر هذا التفكير أو لم يتصور هذه الصورة أو لم يقف هذه الوقفة لأنه رجل دين تغله عقيدته الدينية عن الفهم والبحث ولكنه لأنه رجل فكر يحترم فكره”.

أنا لا أريد أن أتدخل بينه وبين إشادته بفكره وعمله دائماً بوحي هذا الفكر فيما يرى من آراء ولكني أريد أن أتدخل فيما تشعر به هذه الإشادة السافرة الفاخرة من أن العقيدة الإسلامية التي ينفي المؤلف اعتبارها في عمله ليثبت اعتبار فكره فيه، تحول دون الفهم الدقيق والبحث الطليق والانتهاء إلى رأي معقول مقبول فهل الأمر كذلك يا أستاذ سيد ؟

وإني لآسف على أحمد محمد جمال فإنه مع مناقشته لسيد قطب في أخطائه في المشاهد ولم يستوفها وفي الوقت نفسه أبدى إعجابه بكتابه التصوير الفني وبصاحبه فلا أدري ما هي الأسباب التي دفعته إلى هذا الإعجاب لا سيما وقد حوى التصوير الفني من الضلالات ما يتضاءل أمامها ما في كتاب المشاهد ولعله لم يطلع على هذه الضلالات التي أعتقد أنه لو وقف عليها لناقش فيها سيد قطب أو في أهمها، والله وحده هو العليم بعباده.











رد مع اقتباس