الأخ كريم الحنبلي، وددت إعانتك على النقل المستمر من شبكة "سحاب السلفية"، فواضح أن نيتك نقل كل شيء، وإشغال الطوائف السلفية بصراعاتها الداخلية هنا وهناك، فذلك هو الفهم وتلك هي الدعوة، والنهضة إنما تقوم على هذه النقاشات المملة، التي يكتبها بعضهم وهو على أرائك من وثير في دول الخليج، ثم تستحيل فتنة عمياء في الدول العربية الأخرى هنا وهناك.. هذا هو الدين، بارك الله فيك ! هذا ما لم تنقله بعد، أرجو الدعاء الصالح منك:
... ففي الكويت التراث
وفي اليمن المأربي
وفي مصر جماعتهم المعروفة وعلى رأسهم الحويني
وكذا جماعة الإسكندرية
وفي الشام رأس التمييع الثاني بعد عبد الرحمن عبد الخالق عدنان عرعور هذا بالنسبة للواضحين
وأما بالتفصيل فخلق لا يحصون من أنصار هؤلاء وتلاميذهم
هذا مع مناصرته لرسالة عمان مناصرة صريحة وغيرها من مسائل سيأتي الكلام إن شاء الله تعالى في ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله
الرابع: أن نسبة الناس إلى قطب ليس لمجرد الثناء الواحد الذي جاء جوابا في سؤال، ولذلك لم يُلحق كثير من مشايخنا هؤلاء الذين أثنوا على قطب كالمصريين حتى أضيف معها ما يدل على أخطائهم في قضايا الحاكمية أو التمييع ولا تخلطوا بيننا وبين الحدادية أو الجهال
الخامس: وحتى إذا قلنا أن الثناء المجرد يصح الإلحاق به فيكون ذلك في أمثال هؤلاء الأصاغر وأما الأكابر أمثال المفتي وأصحاب اللجنة فاجتماع القرائن أمر لا بد منه
السادس: أن ما يؤكد اعتبار شيخ السنة لهذه الأمور كلامه في كثير من حركي الحجاز بما هو معلوم مشهور، ولو انتفى هذا لما صح الإلزام فكيف مع ثبوته مانعا وفارقا واضحا، فهو اللجاج الخاوي الأفعاوي والإلزام الفارغ المتهاوي
السابع: أجزم لو أن المفتي وغيره كان في غير بلاده لرد عليه الشيخ وبين بطلان كلامه، وكذا لو كان في بلاده وليس له مثل ذلك المنصب الديني وفرق الناس على رأيه وحارب الربيع على نصرته لمنهج السلف وانتصر لأعدائه المنتصرين لمنهج الخلف في التمييع، لرد عليه وحاربه وقال فيه من الكلمات الشديدة مثل ما حصل لبكر أبي زيد وقد قام بخطابه أهل البدع وجعلوه سلما يركبون به رؤوس السلفيين فحمل عليه وعلى رده بكتابه "الحد الفاصل بين الحق والباطل"، والشيخ بكر أبو زيد من كبار علماء المملكة وكم أغضب رد شيخ السنة أهل الأهواء، ولكن لم نر من علماءنا الكبار أحدا قام على الشيخ ربيع معنفا وموبخا وراميا له بالغلو وكان الأئمة في ذاك الوقت أحياء
وكذلك ما حصل للنجمي مع الجبرين وكيف عنف عليه في نصيحته له، بل ورد الشيخ زيد أيضا عليه في بعض كتبه لثنائه على حسن البنا وسيد قطب، وهذا الوجه يمكن بسطه في أكثر من خمسة أوجه
الثامن: ثم أليس من جهة أخرى تشنعون أشد التشنيع وتشوهون منهج الربيع بأنواع من التقذيع فتذكرون كلامه الخفي في ابنِ باز والعثيمين والألباني واللجنة، والأفعاوي يجتر هذه اجترارا لأدنى مناسبة كما فعل في هذين المقالين الأخيرين، وعندنا بالعامية الوهرانية يقولون "صَدْقتْ له" لكن مع من؟؟؟،
ثم من جهة أخرى تصورون للناس أنه لا يتكلم في أهل بلده، ولا يتكلم إلا في من يسهل الكلام فيه كالمأربي وعلي حسن أي " حيطانهم قصار"، ويريدونها إقليمية، وهو لا يلتزم طرد قواعده، ومتناقض، إلخ ما تشنشنون به
وأنتم في ذلك أيضا متناقضون
فمن كان له كلام في هؤلاء فكيف تزعمون أنه لا يطرد قواعده
ولمذا شنعتم عليه بما كان ينبغي أن تفرحوا به لأنه طرد لقواعده
التاسع : ثم إن مانع المصلحة والمفسدة الصحيح لا يدل على النقض كما مضى لتعلق ذلك بالواقع الذي تختلف صوره كما هو واضح في الوجه الأول
العاشر: وبهذا نعرف أنكم لا تلزمون الشيخ الكلام في المفتي وغيره إلا لتعظموا ذلك بالتهويل والترويج والتشنيع فيسقط عند الناس، فهي مصيدة لا تقصدون غيرها، ولو كنتم طلبة حق لكان لكلام الشيخ الذي أوردتموه عليه من كلامه في ابن باز أو العثيمين أو غيره محملا حسنا عندكم كما هو عندنا، لا أقول تفضلا منكم لمقام الشيخ بل عدلا ووضعا له في موضعه الصحيح،ولكن التمييع يعمي ويصم.
والله أعلم
وصلى الله على نبيه وسلم
المشرفي
وفقه الله