منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الريف......اكثرُ انسانيةً من المدينة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-31, 00:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
السي محمد
عضو محترف
 
الصورة الرمزية السي محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الريف......اكثرُ انسانيةً من المدينة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

للمدينة مزايا و منافع لا تتوفر في الريف

وللريف مزايا و منافع لا تتوفر في الحاضرة

لا اتحدث عن الطبيعة و التلوُث و المحلات و الاسواق و الطرق الوعرة و المُعبدة


و إن كُنت أرى ارياف الجزائر لا تختلف كثيرا عن مُدُنها في مجال التهيئة العمرانية



ولكن اتحدثُ عن الريف و أهله

وعن الانسانية التي تنتحر على ابواب المدينة

قد يختلف معي البعض حول افضلية المدينة او الريف للحياة

ولكن لن يختلف معي عاقلٌ واعٍ في ان الريف مازال إنسانًا

والمدينة قتلت الكثير من أخلاق الانسان

و محت الكثير من مظاهر انسانية الفرد و الجماعة



مقارنةٌ بسيطةٌ

بين جنازةٍ جزائريةٍ لرجُل مات في الريف و آخر في المدينة


في الريف و مدينتي كمثال على ذلك

يُذاع الخبر بمكبرات الصوت

ويُصلِي على الميت الآلاف

يحضرون من كافة الانحاء للمسجد

و يمشي في الجنازة المئات


و إذا كانت جنازةً لرجُل او امراة ذات ماكنة اجتماعية او دينية

او رجل معروف بين الناس لسبب من الاسباب

كان المٌشيعون بالآلاف و لستُ اُبالغ هُنا و قد شهدتُ ذلك باُم عيني


في المدينة و سآخذ مدينة الشطية

التي حضرت جنازة فيها العام الماضي

على سبيل المثال لا الحصر


اجتمع عند بيت الميت عشرات

لم يحضر الكثير من ابناء اخوة الميت و اهله

انتقلَ للمقبرة نصفهُم

صلى على الميّت اقل من نِصف النِصف

لانهم لا يُصلون أصلا

و بقي إلى ان فرغنا من الدفن عشرون على الاكثر


في الريف

اعتقدُ

مازالت مظاهر الانسانية تُقاوم زحف المادة و طغيان الانانية

في الريف تُحس بطيبة الرجال و رجولتهم -- او ما بقي منها

في الريف تُحس ببساطة النساء و انوثتهن الطاغية على جمال الطبيعة

مازال الفتى في الريف يعرف ابناء ابناء عمومته

و البنت تعرف بنات بنات اخولها و عمومتها



في الريف

مازال للعَمّ قيمته

و للخال مكانته

و للجد سطوَته و عصا يتوكؤُ عليها

مازال للعمة رايٌ

و الجدةُ مازالت رائحتها المختلطة بالزعتر و العرعار و رائحة صوف الاغنام

تُسيطر على اجواء الفناء حيث تجتمه النسوة لتصفية القمح او غربلة السميد

مازالت قصص لونجة بنت السلطان رائجة و محبوبة من الاطفال

في الريف يندُر ان ترى شابا مُمسكا بسيجارة امام والده او احد اقاربه و حتى اخيه الاكبر

مازالت البنت تضعُ على راسها قطعة القماش الغجرية تلك المُسماة ( فولارة

و غيرُ هذا كثير

عكسَ المدينة

التي لا تُعرف المراة فيها من الرجل

و لا تعرف هذا ابن من ؟؟؟و ابن عم من ؟؟؟ و هذا قريب من؟؟

في المدينة مفهوم العائلة بسيط

ابُ و اُم و اخت و اخ و شقة في عمارة


فقط

الطفل في المدينة لا يعرف نقيق الضفادع

و لا حُضن الجدة الذي أخد مكانته حُضن المُربية في دار الحضانة

في المدينة

وفاة انسان أمرٌ عادي لا يستلوزم الحُزن الشديد

و تعطيل المشاغل لحضور الجنازة

وقد لا يحضُر الاخ جنازة اخيه احيانا كثيرة

في المدينة يكفيك sms

لتُبارك لاقاربك بمناسبة زواج او خطوبة و نجاح

عكس الريف اين تجتمع العائلة القريبة و البعيدة على اطباق الكسكسي

و مأ ادراك ما الكُسكسي على الحصير بالرائب و العسل الطبيعي

في عشاء في الهواء الطلق

في المدينة يمكن ان تجد عُرسا يصدح في الديجي

و فوق بيت العريس مجلسُ عزاء




اظُنني اطنبتُ كثيرا

ولكن الرسالة وصلت

و هي ان الريف بالنسبة لي

اكثرُ انسانية من المدينة

ولكُم الحق في النقاش و الاستزادة









 


رد مع اقتباس