هاهي الأيام تمضي ... وأنتِ يا أمي مازلتِ حاضرة في ذاكرتي ... لم تغيبي لحظة واحدة ... أشعر بكِ في كل لحظات حياتي ... أشعر بدفء حنانك عندما تضيق بي الدنيا ...صورك و ضحكتك الجميلة تضيء سعادتي وبهجتي
رحمك الله تعالى ... وجعل الجنة مثواكِ ...
اللهم ياكريم يارحيم ... ارحمها برحمتك ... وأنر قبرها ... واجعله روضة من رياض الجنة يا رحمن ياكريم.......
اللهم آمين ..
هي والدتي والتي توفيت بمرض إسمه "خطأ طبي" يوم ولادتي بتاريخ 10/02/1990 عن عمر يناهز الــ 35 سنة و ها هي أمنيتها الوحيدة تتحقق ولكن بدون حضورها..كانت تأمل أن ترى ابنها يكبر امامها.... ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون
من يتيم فجع لرحيلك باكرا ...
من زهرة قطفت في غير وقتها ...أشتمها الآخرين وانأ حبيس الأنفاس لا أقوى على حراك يد تمنت أن تقبّل أرجلك
ومن حقي أن أقبّلها ما دام أن تحتها كل شيء من نعيم...
ما عدت يا أمي أستلذ بنكهة العصفور الباحث عن صغاره ولا عن عشه الذي يأويه...
أصبحت أستيقظ من دونك مفزوع المضاجع ترتسم على ملامحي إخوتي علامات الحزن والذل لرحيلك يا أمي..
أعرف يا أمـــــــــي أن الموت حق ومن حقي أن أموت راحلا عن دنيا جعلتني يتيما
فلا عيد تهنأ له عيوني ولا فرح قد تبتهج له عيوني....
أمـــــــــــــــي... ها هم من يمتلكون الأمهات يحتفلون بعيدهن و يسعدون للقياهن و أنا أسافر إليك إلى داخل الأسوار أترجل إلى قبرك دون هدية أو قبلة فيعتصرني الألم و الحنين لفرقاك يا أمي ...
ها هي اثني عشرين سنة مضت و أنت بعيدة عنّي و مازالت عيوني تدمع و قلبي يعتصر ألما و حسرة يا أمي...
أمي... أعرف أنك قد رحلت من دون قصد وان هناك خطأ طبي قد تفشى بك كباقي كل المحرومين الذين حرموا من تقبيل أحبتهم و هم أحياء يرزقون لا أموات طريحي الاستهتار والاهمال...
أعرف يا امي ان فصل الربيع لم يعد فصلا تغرّد فيه الطيور ويزدهر فيه الدحنون بل أصبح الخريف هو الربيع واصبح موسما لنقل الموتى الى المقابر ففي ذكراك زال التفكير ...
حبيبتي ... يا أمي ... في هذه اللحظات عيوني تدمع لذكراك و أحضن ثوبك الاصيل المهدّب ببقايا عطر من زمن عفا عنه القدر ووافاه الأجل ...
أمــــي .. أمــــي ...أمــــي.
والله اني قد شردت بعيدا وظننتك هنا في غرفتي
فيا الله أونس وحشة أمي في قبرها يا الله
تحيات اخوكم في الله حسان