منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أمّتنا أمّة التوحيد، و حالنا مع الشرك و التنديــــــــــد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-01, 21:03   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
gatboulerbah
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية gatboulerbah
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تفطنت جمعية علماء المسلمين لخطر الطرقية منذ تأسيسها وأعتبرتها أخطرمن الاستعمار..
قال البشير الابراهيمي:

"إن البلاء المنصب على هذا الشعب المسكين، آت من جهتين متعاونتين عليه، أو بعبارة أوضح من استعمارين مشتركين، يمتصان دمه ويفسدان عليه دينه ودنياه : استعمار مادي هو الاستعمار الفرنسي.. واستعمار روحاني يمثله مشايخ الطرق المؤثرون في الشعب، والمتغلغلون في جميع أوساطه، والمتجرون باسم الدين، والمتعاونون مع الاستعمار عن رضى وطواعية. وقد طال أمد هذا الاستعمار الأخير، وثقلت وطأته على الشعب، حتى أصبح يتألم ولا يبوح بالشكوى.. خوفًا من الله بزعمه. والاستعماران متعاضدان، يؤيد أحدهما الآخر بكل قوته، وغرضهما معًا تجهيل الأمة، لئلا تفيق بالعلم.. وتفقيرها، لئلا تستعين بالمال على الثورة.. وإذن فلقد كان من سداد الرأي أن تبدأ الجمعية بمحاربة هذا الاستعمار الثاني لأنه أهون وهكذا فعلت"(5).

وبناء على هذا التحليل والتشخيص، بدأت الجمعية بمحاربة هذا الاستعمار الثاني، وارتأى الإمام ابن باديس خاصة، ومن وافقه في الاتجاه، بداية العمل الإصلاحي الجهادي بمواجهتهم أولاً، قبل مواجهة الاستعمار. فقد صرحوا من أول يوم، بأنهم سائرون بهذه الجمعية على المبدأ الذي كانوا سائرين عليه من قبلها، ومنه محاربة البدع والخرافات والأباطيل والضلالات التي استحدث في الأمة وألحقت بالدين على أساس أنها منه، كبدع الطرق وضلالتهم.. فوقفت من كل ذلك الجمعية وقفة المنكر المشتد الذي لا يخشى في الحق لومة لائم.. فلا عجب أن نرى القانون الأساسي، ينتهي إلى محاربة الطرقية أكثر الأعوان إخلاصًا للمستعمر. وتنص الجمعية في الأصول التي تتضمنها دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنبئ بوضوح عن أن السلاح المرهف في القضاء على الاستعمار لن يكون إلا ببعث الروح الإسلامية العربية عند هؤلاء الذين أوهمهم المبطلون أنهم أصبحوا فرنسيين، ومن الواضح أن الأصل الرابع عشر من القانون ينص على أن كل ممارسات الطرقية باسم الإسلام، والتي هي محدثة مضافة إلى الدين، تنكرها الجمعية وتعمل على محاربتها، يقول : "اعتقاد تصرف أحد من الخلق مع الله في شيء ما شرك وضلال، ومنه اعتقاد الغوث والديوان"(6).

ويشير الأصل الخامس عشر، إلى المحدثات التي أحدثت في المقابر عامة وعند قبور بعض العباد الصالحين، فيقول : "بناء القباب على القبور، ووفد السرج عليها، والذبح عندها لأجلها، والاستغاثة بأهلها ضلال من أعمال الجاهلية، ومضاهاة لأعمال المشركين. فمن فعله جهلاً يُعلَّم، ومن أقره ممن ينتسب إلى العلم، فهو ضال مضل"(7).

ويبين الأصل السادس عشر موقف الجمعية من الطرق وأعمالها، فيقول : "الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف. ومبناها كلها على الغلو في الشيخ، والتحيز لأتباع الشيخ، وخدمة دار الشيخ وأولاد الشيخ، إلى ما هنالك من استغلال وإذلال وإعانة لأهل الإذلال.. والاستغلال.. ومن تجميد للعقول، وإماتة لهم، وقتل للشعور، وغير ذلك من الشرور"(8).

هكذا كانت الجمعية ترى الطرقية وأعمالها، على أنها "علة العلل في الإفساد، ومنبع الشرور، وأن كل ما هو متفش في الأمة من ابتداع في الدين، وضلال في العقيدة، وجهل لكل شيء، وغفلة عن الحياة، وإلحاد في الناشئة، فمنشؤه من الطرق، ومرجعه إليها"(9). ما كانت ترى أن أصل أدواء المجتمع الجزائري ومكامنه هو هذه الأباطيل والخرافات، التي أماتته وخدرته وأسلمته إلى نوم عميق، أفقده الشعور والإحساس بآلام الأوجاع، والأمراض التي تفتك بكيانه. وفي هذا يقول الشيخ الإبراهيمي : "ونعلم أننا حين نقاومها نقاوم كل شر، وأننا حين نقصي عليها – إن شاء الله – نقصي على كل باطل، ومنكر وضلال. ونعلم زيادة على ذلك أنه لا يتم في الأمة الجزائرية، إصلاح في أي فرع من فروع الحياة، مع وجود هذه الطريقة المشؤومة، ومع ما لها من سلطان على الأرواح والأبدان، ومع ما فيها من إفساد للعقول، وقتل للمواهب"(10).









آخر تعديل gatboulerbah 2009-06-01 في 21:06.
رد مع اقتباس