لو كنت مكاني لما استطعت أن تصمد برهة واحدة في التشبث بخيط العنكبوت الذي لا زال يكد في جمع شملنا...لو كنت مكاني لما اقتصر تفكيرك على نسياني و لكنه سيطغى إلى استبدالي...لو كنت مكاني لما حاولت جمع شتات الذكريات السابقة و لما كنت ستحن إلى الأيام الخوالي...و لكنك لو كنت مكاني لثابرت في محوي من جوهر عقلك و لقتلت العنكبوت التي تمتن ذلك الخيط الرقيق، فما لي أحرص على تقوية قبضتي حوله و قد قطعته منذ زمن بعيد، و ما لي أكرر لصق أوراق متآكلة الأطراف أخاف أن تضيع يوما و أنا التي جمعتها من عبق الماضي.
أنا لن يهمني إن كنت مخلصا أو غير ذلك، و لكني سأكون فخورة إذ ما زلت على عهدي الذي لن ينتزع مني بأي السبل، و ما يهمني هو أني لا زلت أنتظر قلبك ليرجع و لن أكل يوما- رغم معرفتي بأنه لن يعود- فهيهات إن عاد، هناك فقط، سأعلم أن أيام الطفولى لن تمحى...