اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا
فعبارة "على ما يشاء قدير" لا تجوز، وفيها محذور؛ فهم يتوصلون بها إلى نفي قدرته على أفعال العباد، ونحو ذلك.
|
قال الإمام الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة (2601)":
" آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين. فترفع له شجرة، فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها. ثم ترفعله شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ - فيقول -: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن اتسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها! فيقول: يا ابن آدم! ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يارب! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ - فضحك ابن مسعود ، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ - فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر. (وفي رواية: قدير) .
أخرجه مسلم (1 / 119 - 120) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص207) وأحمد (1 / 410 - 411) وأبو يعلى (3 / 1235 - 1236) والطبراني في " الكبير " (3 /48 / 2)من طرق عن حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
والرواية الأخرى لأحمد والطبراني.وفي رواية من طريق عبيدة عن عبد الله مرفوعا نحوه مختصرا، وفيه:
" فقال له:تمن، فيتمنى، فيقول الله: لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا. قال: فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟ ... " الحديث.
أخرجه مسلم، وأحمد (1 / 378 - 379) والترمذي (2 / 98) وصححه.
(تنبيه) :دل قوله تعالى في آخر الحديث: "ولكني على ما أشاء قادر أو قدير " على خطأ ما جاء في التعليق على " العقيدة الطحاوية " (ص 20)
نقلا عن بعض الأفاضل: " يجيء في كلام بعض الناس: (وهو على ما يشاء قدير)، وليس بصواب.. ".
فأقول: بل هو عين الصواب بعد ثبوت ذلك في هذا الحديث
لاسيما ويشهد له قوله تعالى: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) [الشورى: 29] ،
وذلك لا ينافي عموم مشيئته وقدرته –تعالى- كما توهم المشار إليه-
والله أعلم