شكرا لك على إثارتك لهذه النقطة الحساسة
أكثر ما يحز في نفسي ليس عدم تطبيق الزيادة
التي تم إدراجها في الجريدة الرسمية منذ 13 شهر
لأنها ستطبق آجلا أم عاجلا و بأثر رجعي كذلك (rappel) لجميع المستفدين منذ صدور القانون
لكن ما يؤسفني حقا أن الحكومة الجزائرية استطاعت بفضل سياستها الغبية أن تجعل من تقني سامي
درس 3 سنوات في الجامعة يتقاضى 5000 دينار أكثر من مهندس دولة درس 5 سنوات (12000 للأول و 7000 للثاني)
و كلاهما يشتغلان ضمن سياسة إدماج حاملي الشهادات الذي قسّمته الدولة إلى برنامجين (anem و pid)
و يصل الفارق إلى ....7000دج !! بين تقني سامي يشتغل في البرنامج الأول و آخر يشتغل في البرنامج الثاني (5000 و 12000)
و لكم أن تتخيلوا كيف سيكون رد فعل حامل شهادة تقني سامي يتقاضى 5000 دج و هو يرى زميله الذي درس معه في الجامعة
و تحصلا مع بعض على نفس الدبلوم لكن الآخر يتقاضى أكثر من ضعف راتبه
و قد يعتقد البعض أن أصحاب البرنامج الأول يشتغلون أقل من أصحاب البرنامج الثاني وواجباتهم أقل من أصحاب البرنامج الثاني
لا و الله و أقسم لكم أنه كلّش كيف كيف و لكم أن تقرؤوا مراسيم الجريدة الرسمية!! اللهم إذا استثنينا فارق الــ7000 دينار بين الأول و الثاني
كيف حدث ذلك؟
ببساطة كل شيئ ممكن في الجزائر و كل مستحيل يصبح واقعا ببضعة مراسيم
أول خطأ هو إنشاء برنامجين للإدماج تتكفل بهما وزارتان مختلفتان بدل برنامج واحد أو بالأصح الخطأ يكمن في التمييز
في قيمة المنحة بين البرنامج الأول و الثاني لأسباب لا يعلمها إلا الساسة في بلادنا -هذا إن علموها أصلا-
ثم تعدى الأمر إلى ما لا يطاق في مسلسل التمييز
و هو الإبقاء على قيمة المنحة القديمة للبرنامج الأول (أي 7300دج للمهندسين و أصحاب الليسانس و 5300 دج للتقنيين السامين)
عوض 10000 و 8000 المعلن عنها في مرسوم 30 أفريل 2008
و في نفس الوقت قام المشرفون على البرنامج الثاني برفع قيمة المنحة للتقنيين السامين و جعلها في نفس مستوى المهندسين و أصحاب الليسانس لتصبح 12300 دج للجميع على حد سواء
و النتيجة التي وصلنا إليها هي التي تكلمت عنها في بداية الرد أي قيمة الــ7000 دج كفرق بين شابين يملكان نفس الدبلوم
و هنا أرفع القبعة لحكومتنا "الذكية"التي استطاعت أن تحوّل أنظار الشباب عنها بفضل هذه الحيلة الحقيرة
لأن الشباب نسي مطالبه الأساسية المتمثلة أساسا في الإدماج المهني الحقيقي و وبالتالي إرتاحت الحكومة بعض الشيئ من موجة الإحتجاجات
و راح يوجه اهتمامه إلى قضية التمييز هذه و من دون وعي أصبحنا نطالب -فقط- بجعل قيمة المنحة موحّدة و من دون تفريق بين الشباب
بعد ذلك سيطلع علينا الوزير الأول في التلفزيون أمام حشد من المصفقين و المهللين و هو يعلن عن رفع منحة الـpid الحقيرة إلى
12000دج مصرّحا بأن ذلك كان استجابة لمطالب الشباب الذي هو مستقبل البلاد و أمل الأمة و و و و غير ذلك من العبارات الجوفاء
التي عوّدونا بها
هذا الإعلان سيضمن له راحة البال من طرف الشباب "المتمتّع" بالزيادة الجديدة على الأقل إلى غاية نهاية عهدته.
.........تحيا الجزاير