في الحقيقة.. أفضل كتاب في العقيدة، هو القرآن الكريم، عندما تحاول فهمه باللسان العربي المبين، الذي نزل به {بلسان عربي مبين}، وترجع متشابهه إلى محكمه {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات}، فالأم الأصل وإليه يرجع الفرع المتشابه، ويفهم به، ثم تحرص كل الحرص أن تبتعد عن كل تعارض ظاهري بين آياته {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
واعلم أن (السنة) لن تأتي أبدا بما يخالف القرآن الكريم، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-{قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي}، والوحي المحفوظ من كل زيادة أو نقصان هو القرآن الكريم؛ فكيف يصح للمتَّبِع أن يخالف متبوعه، هذا غير مقبول ولا معقول، وقد أُمر -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: {قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي}، لذلك فكل رواية نسبت إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعرض على كتاب الله، فإن وافقتها قبلت وإلا ردت، إن لم تقبل التأويل، وينظر في المعايير الأخرى للتصحيح، عندما لا تعارض لكن أتت بجديد، لا ينطوي عليه الكتاب العزيز..
أما كتب المذاهب العقدية، فهي أولى بهذا العرض، فقد نشأ معظمها في حمى الصراع المذهبي، وبعضها نشأ متأثرا بالفكر الروائي، ولا يخفى على دارس ما فيه من أثر السياسة أحيانا، ومن تأثر بأهل الكتاب أحيانا أخرى، وكذا من تأثر بالفهم الأعجمي، الذي يجفو اللغة العربية القحة، ويجادل في مسألة الحقيقة والمجاز مثلا، فالحذر ثم الحذر من مزالق الفهم، وعثرات أتباع الهوى، والله ولي التوفيق..